"تمارين التسامح".. تساعد على مواجهة أزمات الحياة المختلفة

التسامح الحقيقي هو أن تتعامل مع من أخطأ في حقك بود وطيبة - (ارشيفية)
التسامح الحقيقي هو أن تتعامل مع من أخطأ في حقك بود وطيبة - (ارشيفية)

علاء علي عبد

عمان- تمتلئ حياة المرء بالكثير من التحديات والصعاب التي ينبغي عليه مواجهتها، وبالتالي فليس من المنطق أن يقوم المرء بإضافة صدامات مع شريكة حياته التي يفترض أن تكون العون له مثلما هو يجب أن يكون العون لها على مواجهة أزمات الحياة المختلفة.اضافة اعلان
معاناة المرء الداخلية جراء صعوبات الحياة يسهل أن تنتشر لغيره، وعندما يكون هذا الآخر أقرب المقربين له كزوجته، فإن الأمر يتحول تلقائيا كمعاناتها الشخصية أيضا.
مما سبق يتبين أهمية تمكن المرء من السيطرة على معاناته الداخلية قبل أن تنتشر وتتحول لمعاناة تشمله مع زوجته في آن واحد. ولتحقيق هذا الأمر، يجب على الزوجين ممارسة ما يمكن تسميته بـ"تمارين التسامح" والتي يمكن للزوجين البدء بممارستها فورا وهي تتم عبر تطبيق الخطوات الآتية:
- تحدثا معا عن معنى التسامح: عند التحدث عن معنى التسامح، فإن الكثير من الناس يخطئون بتعريف التسامح، فتارة تجدهم يقولون إن التسامح هو تخطي الموقف الصعب الذي حدث من أحدهم وإكمال الحيال بشكل طبيعي، وتارة يقولون إن التسامح هو نسيان ما حدث، وتارة أخرى يقولون إن التسامح هو تبرير الخطأ الذي حدث وعدم الخوض فيه.
لكن المفاجأة أن تعريف التسامح لا ينطبق على أي من تلك الأشياء. فالتسامح الحقيقي هو أن تتعامل مع من أخطأ في حقك بود وطيبة، فهذا التعامل يدل على أنك تمتلك القوة الكافية لمواجهة الخطأ بالطيبة والتعامل اللطيف. قد يأخذ منكما هذا النقاش بعضا من الوقت كون غالبية الناس لم تعتد على مثل هذا النوع من النقاش.
- تحدثا عن الآلام والمتاعب التي واجهتكما من عائلتيكما: اسمح لشريكة حياتك أن تعرف نوعية الآلام التي عانيتها في عائلتك كعنف الوالدين أو ما شابه. فمن الضروري للزوجين الإحاطة بهذا الأمر ليتمكنا من مساندة بعضهما بعضا وتجاوز تلك الكدمات العاطفية التي يشعران بها.
- تعلما مسامحة عائلتيكما: بعد الحديث عن المعاناة التي تعرضتما لها في عائلتيكما، يجب الانتقال للمرحلة التالية وهي مساعدة بعضكما بعضا على مسامحة عائلتيكما، فمن الضروري أن نزيل جميع الشوائب الداخلية التي يشعر بها المرء جراء ما قاساه في حياته قبل الزواج.
- سامحا بعضكما بعضا: بعد النجاح بمسامحة عائلتيكما بشكل تام بدون أي شعور بالاستياء من مواقف سابقة، يأتي الدور على أنفسكما بأن يقوم كل طرف بمسامحة الآخر ويطلب السماح من الطرف الآخر. وفي هذه المرحلة يكون من السهل تطبيق المسامحة على أنفسكما بعد نجاحكما بتطبيقها على غيركما من أفراد العائلة. بعد القيام بهذا الأمر لا بد وأن يحدث ما يشير إلى تحسن العلاقة التي تربط بينكما، مما ينعكس إيجابا عليكما معا.