إسراء الردايدة
عمان- يتداول كثيرون مقولة "إن تناول تفاحة يوميا يغني المرء عن زيارة الطبيب"، ولكن هل من المحتمل أن يصبح تناول الفواكه أو أي من الأطعمة الصحية ضارا بالجسم؟
اختصاصية التغذية المسجلة في سانت بطرسبرغ في فلوريدا سارة كريغر، والمتحدثة الرسمية باسم جمعية السكري الأميركية، تبين أنه يجب تناول كل شيء وحتى الأطعمة الصحية باعتدال.
وتضيف أن تناول الكثير من كل شيء ليس هو الحل، فليس القصد هو الإكثار من تناول التفاح على حساب الإجاص مثلا، فبعض الأطعمة تكون صحية بالنسبة لك، ولكن الإكثار منها لا يكون جيدا، ويسبب لك متاعب صحية، بحسب ما نشر على موقع "LIVESTRONG.COM".
وعليه، فإن التفاح غني بالفيتامينات والألياف، ولكن استهلاك الكثير من الألياف النباتية يؤثر سلبا على الصحة، بحسب الأستاذ المساعد في قسم التغذية السريرية في المركز الطبي لجامعة تكساس ساوث وسترن لونا ساندون.
وبحسب توصيات جمعية التغذية الأميركية، فإن على البالغين تناول نحو 25-35 غراما من الألياف يوميا؛ أي حوالي خمسة أكواب من الفواكه أو الخضراوات، وتحذر ساندون من الإفراط في تناولها؛ لأنها تمنع الجسم من امتصاص المعادن؛ كالحديد والزنك والمغنيسيوم والكالسيوم والفوسفور.
ولأن الألياف الغذائية من النباتات مقاومة لعمليات الهضم في الجهاز الهضمي ولها مزاياها وعيوبها، فهي مفيدة في تحسين وظيفة الجهاز الهضمي وتمنع الإمساك وتبطئ من عملية امتصاص السكر والنشويات، خصوصا لمن يحاولون الإنقاص من وزنهم.
ومن ناحية أخرى، فإن الألياف تؤثر في الوقت الذي تستغرقه عملية هضم الطعام، وتناول الكثير منها يضيع الفرصة لامتصاص المعادن والمواد الغذائية واستيعابها في العظام، وتسبب الانتفاخ في البطن وتقلصات البطن والغازات.
ومن الحقائق المدهشة حول الأغذية المفيدة تناول فيتامين "C" أو حمض الأسكوربيك وهو ضروري للصحة ونمو وإصلاح أنسجة الجسم وترميم العظام والحفاظ على الأسنان والعظام والغضروف، ولكن تناول أكثر من 2000 ملغم يوميا يسبب الآلام في المعدة والإسهال والغازات وأحيانا تكون حصى الكلى حين يتم تناول جرعات مفرطة.
وتفيد تارا غيديس اختصاصية التغذية لفريق كرة السلة اولاندو ماجيك أنه فيما يتعلق بتناول الأسماك وأحماض الأوميغا 3 الدهنية الغنية بالزيوت المغذية مثل؛ السلمون والسردين والتونة، لاسيما الأحماض الدهنية وepa وحمض الدوكوساهيكسانويك، فهي من الدهون الأساسية اللازمة لصحة القلب والتي تسهم بدورها بخفض الدهون الثلاثية وتبطئ من عملية تصلب الشرايين وتراكم الترسبات فيها.
ومن ناحية أخرى، فإن أحماض أوميغا 3 الدهنية هي مضادات للتخثر وتناولها بكثرة يسبب انخفاضا طفيفا في كثافة الدم، بحسب غيديس، ويسبب هذا للبعض مخاطرة، خصوصا لمن يعاني من سيولة في الدم، وتجب استشارة الطبيب لمن يتناول مكملات زيت السمك واستخدامها بحذر.
ولكن من غير المحتمل لمن يتناول الأسماك كمصدر لأوميغا 3 أن يصاب بمشاكل في الدم؛ خصوصا النزيف، ولكن من يتناول المكملات من زيت السمك يميلون للإفراط في تناولها.
وتضيف غيديوس أن القلق الأكبر في تناول السمك وجود نسب من الزئبق فيه، خصوصا في الأسماك الدهنية ومنها؛ أسماك القرش والماكريل وأسماك أخرى كثيرة، حيث يتمثل خطر الزئبق في تأثيره على الأعصاب والأطفال والنساء الحوامل.
أما أولئك الذين يعشقون القهوة ولا يستطيعون الاستيقاظ من دون تناول كوب منها، فهي مفيدة لاحتوائها على مضادات الأكسدة وتناول القليل منها، بحسب غيديوس، أمر مفيد للجسم.
ولكن القهوة تحتوي على الكافيين، والكثير منها يسبب ارتفاعا في ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، وتحذر كريغر أن من يتناول كميات كبيرة يكون عرضة لمخاطر صحية كبيرة، ومن يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ويكثر من تناول القهوة والكافيين يصبح معرضا للإصابة بسكتة دماغية في وقت قصير.
ولمن لا يواجه مشاكل في القلب والأوعية الدموية، تزداد مخاطر القلق والحرمان من النوم ليلا لديه بسبب أثر الكافيين، التي تلحق التعب والإنهاك بالجسم لاحقا وتسبب الشعور بالاكتئاب، لذا توصي كل من كريغر وغيديوس بتناول كوبين من القهوة لا أكثر يوميا.
ويدخل في القائمة أيضا الجزر؛ فالإفراط في تناوله يسبب مخاطر صحية، بحسب اختصاصي التغذية جون لارسن من موقع Ask the Dietitian، الذي يقول إن الجزر يحتوي على كميات عالية من البيتا كاروتين، وهي شكل من أشكال الفيتامين A، فالكارويتن يحوله الجسم لهذا الفيتامين وهو مهم لصحة الجلد والعينين ويعزز من مناعة الجسم ويبطئ عملية الشيخوخة في الخلايا، وهو من المغذيات المهمة لخلايا الجسم.
ولكن الإفراط في تناول الجزر يؤثر سلبا على الصحة؛ لأن الجسم يحول ما يحتاجه من الكاروتين لفيتامين A، والبقايا منه تبقى في الجسم مسببة الإحباط وتحول الجلد للون الأصفر الباهت عند الإفراط في تناولها.
وتسمى هذه الحالة بـcarotenodermia، وتحدث حين يتناول شخص ما كمية كبيرة من عصير الجزر أو أي من الأطعمة الغنية بالبيتاكاروتين مثل؛ البطاطا الحلوة والسبانخ والكوسا والزهرة والبروكلي، والخبر السار، بحسب لارسن، أنه يمكن الاستغناء عن هذه الأطعمة الغنية بالبيتاكارويتن، مما يعيد للبشرة لونها الطبيعي.
ومما يجمع عليه الخبراء أن تناول أي طعام بشكل فائض عن الحاجة غير موصى به، وينصح الجميع بتناول طعام متوازن ضمن خطة شاملة لأغذية مفيدة بكمية قليلة عير مبالغ بها.
