تنظيم الوقت بعد رمضان والعطلة يخفف من آثار السهر والتعب

تنظيم الوقت يسهل على الشخص ممارسة أعماله بعد عطلة العيد - (أرشيفية)
تنظيم الوقت يسهل على الشخص ممارسة أعماله بعد عطلة العيد - (أرشيفية)

مجد جابر

عمان- الخمول والتثاقل يسيطران على الثلاثيني احسان عبدالله في اليوم الأول له للعمل بعد عطلة عيد الفطر الطويلة، والتي سبقها شهر رمضان وما حدث فيه من “خربطة لمواعيد النوم”.اضافة اعلان
يقول عبدالله “منذ اليوم الأول من الدوام والخمول يسيطر علي فمنذ الصباح الباكر لم أكن قادرا على الاستيقاظ”، مضيفا “أن استئناف النشاط صعب بعد شهر قضيناه في السهر حتى إن المديرين كانوا يتغاضون عن التأخير قليلا لطبيعة الشهر الكريم وما يرافقه من سهر للعبادة والدعوات الاجتماعية”.
ويرى أنه يحتاج لأيام حتى يعيد ترتيب برامجه اليومية وتنظيم وقت نومه وبرامجه واستعادة النشاط والحيوية والذهاب باكرا للعمل.
يجهد كثيرون بعد شهر رمضان الذي كان فرصة للقاء والتواصل والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، فضلا عن قضاء وقت كثيرين فيه للعبادة، وما جاء بعده من عطلة العيد، لإعادة برمجة أوقات نومهم وجدولة نظام حياتهم فيما يتعلق بالعمل والدراسة وغيرها من أمور.
وربما تمر الأيام الأولى ثقيلة على البعض، إلا أن شيئا من التنظيم يعيدهم إلى سابق عهده من حيث الرجوع إلى الاستيقاظ باكرا والالتزام بالعمل وما يستلزم ذلك من النوم في وقت مبكر.
سهى عبدالرحمن هي واحدة أخرى تواجه الآن صعوبة كبيرة في جدولة يومها وترتيب مواعيدها، حيث تبين أنها عادت للعمل منذ يومين الا أنها حتى الآن لم ترتب وقتها، فهي تسارع عند عودتها إلى المنزل للنوم ساعات تعويضاً عن الاستيقاظ باكرا، كونها اعتادت السهر في رمضان والنوم والراحة في عطلة العيد.
تقول “حتى الآن اشعر أنني غير قادرة على استعادة توازني وكأنني ما زلت أعيش طقوس رمضان، وأحتاج وقتا لأعود للنوم باكرا والاستيقاظ باكرا”.
ربة المنزل هدى أسعد تعتبر أن أصعب فترة من السنة هو ما تواجهه الآن مع أطفالها فبعد عطلة المدارس وشهر رمضان تخشى أن يصعب عليها جعل أولادها يعتادون على النوم باكرا والاستيقاظ للاستعداد للمدرسة”.
أسعد تحاول في هذه الأيام إعادة برمجة نوم أبنائها حيث تقلل من ساعات نومهم وتوقظهم صباحا بعد أن كانوا ينامون حتى العصر في شهر رمضان.
وتتابع “أشفق عليهم عند محاولات متكررة لإيقاظهم وهم مستغرقون في نومهم، لكني مضطرة ليستعيدوا نشاطهم وتعتاد أجسادهم الصحو باكرا”.
الضجر وعدم الرغبة في عمل أي شيء هو شعور العشريني معتز الذي يعمل في احد المحال التجارية، حيث يذهب إلى عمله والتعب باد على ملامحه بسبب تأخره في النوم، واستيقاظه الباكر، بعد عطلة عيد وما سبقها من سهر تزامن مع الشهر الفضيل.
يقول معتز “أجد صعوبة في الاستيقاظ باكرا ولكنني مضطر لذلك، حيث بات منذ يومين يذهب لدوامه وملامح الملل والكسل تظهر على وجهه، مبينا أنه بعد تأخر مواعيد الدوام في رمضان والذي تلته عطلة العيد بات الاستيقاظ والعودة لفتح المحل باكرا أمرا ثقيلا”.
وفي هذا السياق يقول الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي إن عملية إعادة تنظيم الوقت “سهلة جداً وليست صعبة” كون الشخص يعود للروتين المعتاد عليه طوال العام، الى جانب أن على الأشخاص استثمار العطلة لإعادة ترتيب أمورهم قبلها.
وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ والعمل والدراسة، “ضرورة” لممارسة الحياة بشكل طبيعي بعد رمضان والعيد، وعلى الأسر أن تتفهم ظروف بعضها كون الغالبية تعاني من هذا الأمر وعليهم تقدير ظروف بعضهم، والعودة لجدولة الأعمال والنوم باكرا، وتجنب إحراج العائلات التي تود إعادة برمجة نفسها على الرجوع للروتين والانشغالات التي تتطلب برمجة وتنظيما للوقت.
استثمار الوقت بشكل جيد ومناسب يعود بالفائدة على الجميع، وفق الخزاعي الذي يرى أن التقيد بوضع برنامج في البداية والالتزام فيه، والتسلح بقليل من الإرادة على تطبيقه من أهم الامور التي تعين الأشخاص على الاعتياد على برامجهم قبل العطلة ورمضان.
في حين يذهب الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله الى أن الأسرة تحتاج لإعادة ضبط التوقيتات في مرحلة ما بعد رمضان لإعادة إدارة الوقت العائلي من جديد.
ويساعد الأسرة في ذلك طبيعة المتغيرات من حولهم فالدوام الرسمي سيعود لطبيعته والأمور التي كانت تجذب الأسرة للبقاء في حالة سهر أيضا ستزول، يبقى أن تعطي الأسرة هامشا وقتيا لأفرادها لتعود ساعاتهم البيولوجية الى حالتها الطبيعية.
ويضيف عبدالله إن أهم ما يمكن للأسرة فعله هو إعادة ضبط أوقات النوم والاستيقاظ صباحا هذا سيعطي مجالا لبقية اليوم أن تنضبط.
من جهته يقول خبير الوقت سمير ياسين إن رمضان فرصة للناس حتى تغير من الروتين السنوي المعتاد، مبيناً أنه يفضل بعد رمضان أن تكون أخلاق رمضان في تنظيم الوقت حاضرة حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل.
ويرى ياسين أن العودة للعمل بعد عطلة العيد، وبدء العام الدراسي سيعيدان الأمور الى طبيعتها، حيث ينصح بعمل جدول يومي وآخر اسبوعي بالنشاطات والأعمال الممارسة والتقيد بها قدر الإمكان لاسيما في الأيام التي تلي العيد مباشر.
ويتابع على الأفراد أن يقاوموا الكسل والضجر في اليوم الأول ويعتبرونها “مؤقتة”، فضلا عن عدم الاستسلام للنوم نهار اليوم بعد العودة من العمل والاكتفاء بالقيلولة، فالنوم ساعات طويلة ربما يشعر الشخص ليلا بأرق ويضطر للاستيقاظ صباح اليوم التالي بتثاقل وقلة نشاط.
كما على الفرد أن يضع برنامجا غذائيا يساعده على الشعور بالهدوء والاسترخاء، وفق ياسين الذي يدلل على ذلك بأن تكون وجبة العشاء في وقت مبكر، والحد من شرب المنبهات، وهي ممارسات مع الوقت ستعيد الجسم لسالف نشاطه.