توافق أردني عراقي على تعزيز العلاقات الثنائية والمضي بمشروع خط النفط

لقاء ثنائي بين رئيسي الوزراء عبدالله النسور ونوري المالكي في بغداد أمس - (بترا)
لقاء ثنائي بين رئيسي الوزراء عبدالله النسور ونوري المالكي في بغداد أمس - (بترا)

بغداد- نقل رئيس الوزراء عبدالله النسور رسالة خطية من جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تتناول العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، والحرص على تطوير مسيرة التعاون والتنسيق المشترك في المجالات كافة.اضافة اعلان
وأكد النسور والمالكي، خلال اجتماع ثنائي عقداه في القصر الحكومي ببغداد، ارتياحهما للنمو والتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية، وضرورة تفعيل الاتفاقيات والبرتوكولات الموقعة بين البلدين، وتحويلها إلى واقع ملموس يعزز الروابط والمصالح الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
كما ترأس رئيسا الوزراء اجتماعات اللجنة العليا الأردنية العراقية المشتركة، التي عقدت بحضور أعضاء الوفدين الرسميين.
وبحثت اللجنة في سبل تعزيز آفاق التعاون المشترك، لا سيما في مجالات الطاقة، بما في ذلك التسريع في انجاز انبوب النفط العراقي إلى ميناء العقبة، ودراسة إمكانية الربط الكهربائي بين البلدين.
كما بحثت سبل زيادة التعاون في مجالات الاستثمار والزراعة والنقل والربط السككي والأشغال العامة والإسكان ودعم المقاول الأردني للمساهمة في عملية إعادة الإعمار، فضلا عن أن تكون العقبة ميناء استيراد رئيسيا للبضائع المستوردة للعراق.
وبحث الجانبان أيضا موضوع السجناء الأردنيين في العراق، إضافة إلى موضوعات تتعلق بالإقامة والتاشيرات للعراقيين في الأردن.
ووقع رئيسا الوزراء على محضر اجتماعات اللجنة العليا، المشتركة كما وقع وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني ونظيره العراقي اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين البلدين.
وأكد النسور والمالكي، في مؤتمر صحفي مشترك، أهمية زيادة التواصل والتعاون بين المسؤولين في البلدين.
وقال النسور إن الرسالة التي نقلها من جلالة الملك إلى رئيس الوزراء العراقي تتضمن توجيها واضحا للحكومة بالسير قدما في تمتين العلاقات بين القطرين الشقيقين.
وأضاف "نحن في الأردن لا نرى أي أمر يدعنا نتردد في التعاون مع العراق في المجالات كافة". مؤكدا أن هذا اللقاء "ليس برتوكوليا احتفاليا".
ولفت إلى أنه "تحدث في اكثر من مناسبة اننا نتعامل مع رجل صادق، لم يعد هناك اي شيء الا وفعله"، مؤكدا ان هذا يعزز الثقة لدى الجانب الأردني، بأن ما يتم الاتفاق عليه سيتم تنفيذه.
واكد النسور ان الأردن المعتدل الواضح "ليس لديه ما يخفيه، وهو سائر في التنمية، لأن سلامة الأردن هي في سلامة اقتصاده اولا، ومن هنا نعول على الشراكة مع العراق، ومع الدول العربية ليكون بلدنا مستقرا اقتصاديا".
ولفت إلى أن الجانبين بحثا ثلاثة موضوعات استراتيجية، وعددا اكبر من الموضوعات الأخرى، حيث شملت انبوب النفط العراقي، الذي فيه خدمة كبيرة للبلدين. مشيرا إلى "العزم والنية العراقية الواضحة والحازمة في السير بهذا المشروع، وكذلك نحن".
وقال "تبادل الوفدان الرؤى حول المرحلة القادمة، ونحن مطمئنون ان هذا المشروع سائر إلى نجاح". لافتا إلى أن هذا الخط يمكن ان يمتد إلى البحر الاحمر وافريقيا، مضيفا انه قد طرح هذا الامر على الأشقاء في مصر، الذين أبدوا ترحيبا بهذا الأمر.
وأضاف أن المشروع الاستراتيجي الثاني هو "ربط البلدين بالسكك الحديدية"، مؤكدا انه "لا معنى للربط السككي في اي بلد اذا كان داخليا، اذ يجب ان يخصص للتجارة وحركة الركاب". مؤكدا على تطابق وجهتي نظر البلدين بالسير بمشروع السكك الحديدية بحيث تكون خدمتها من بغداد إلى عمان فالعقبة. لافتا ايضا إلى "ضرورة اكمال الربط مع المملكة العربية السعودية وسورية حتى تكتمل هذه الشبكة".
اما المشروع الاستراتيجي الثالث فهو الطريق البري، الذي يشكل شريانا حيويا لنا جميعا. مؤكدا ان الأردن يضع ميناء العقبة في خدمة الاقتصاد العراقي، ما يستوجب النظر باعادة توسعة الطريق البري، سيما وان نحو 80 الف شاحنة تستخدم الطريق سنويا، ومثلها من الشاحنات الأردنية، مما يجعله واحدا من اكبر الطرق في العالم.
ولفت النسور إلى أن الجانب العراقي "وعد بان تكون المنتوجات الزراعية الأردنية مرحب بها في غير مواسم الانتاج في العراق".
وأكد أن الجانبين ينسقان في مجالات التبادل الثقافي والسياسي والاجتماعي، لافتا إلى أن "ثمة أمور عالقة خاصة فيما يتعلق بامور مالية، ومستحقات، ونحن نأمل بعمل تسوية في هذا الموضوع حتى ننطلق للأمام".
وأعرب رئيس الوزراء عن شكره للحكومة العراقية على استجابتها بإطلاق سراح بعض المحكومين الأردنيين، وقال "ونأمل أن ينال عفو الجمهورية العراقية الشقيقة من يستحق من المسجونين، الذين لا يزالون في السجون العراقية، وتفعيل اتفاقية الرياض التي وقع عليها البلدان، بأن يقضي المحكومون بقية حكمهم في بلدانهم، ونحن نرحب بهذا إذا وجدتموه مناسبا".
وردا على سؤال، قال رئيس الوزراء إنه "تبين لكل عراقي في الفترة الماضية أن الأردن لا يصّدر الإرهاب، على الإطلاق، ولا يمرره، ولم تسجل عليه حالة واحدة، ونحن ملتزمون بان هذه سياسة ثابتة في دولة راسخة".
وأكد "إننا ضد الإرهاب، وهو عدونا المشترك، وعدو كل العرب والمسلمين والعالم اجمع"، مضيفا ان هذا التواصل جاء نتيجة الثقة المتبادلة بين البلدين.
من جهته أكد المالكي ان اللقاء كان "حافلا بالموضوعات، حيث تم تبادل وجهات النظر في مجالات الطاقة وبالاخص انبوب النفط العراقي وضرورة الاسراع في تنفيذه خدمة للبلدين ومصالحهما المشتركة، كما تمت مناقشة مد خط سكك حديدية بين البلدين والمنطقة.
وأضاف أنه تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالقطاع الزراعي وإعطاء المنتجات الزراعية الأردنية الاولوية في السوق العراقية، مثلما تمت مناقشة دور الشركات الأردنية في تزويد وزارة التجارة العراقية بمواد البطاقة التموينية.
كما تم البحث في زيادة التعاون في مجال النقل البري والبحري والجوي. لافتا إلى أن تم التطرق للقضايا ذات الاهتمام المشترك، المتعلق بالنواحي الامنية، ومواقف البلدين من الاحداث الجارية في المنطقة، "وتم التأكيد على أن الأردن والعراق يشكلان ركيزة في الاتجاه الوسطي المعتدل، في التعاطي مع القضايا، ومواجهة التحديات الإرهابية والتطرف والعنف الذي يسود في المنطقة".
وردا على سؤال، أكد المالكي أن الحدود الأردنية العراقية "هي حدود امنة، بدليل تحمل البلدين مسؤولية ان لا تكون حدودهما ممرا او عبورا للمنظمات الإرهابية".
وردا على سؤال حول انبوب النفط، أكد أن المشروع "قطع أشواطا أولية"، فيما يتعلق بالتعاقد، حيث تقدمت أعداد كبيرة من الشركات. لافتا إلى رغبة العراق بمده إلى مصر وإلى دول في أفريقيا، وأن هذا الموضوع "قد يحتاج إلى اتفاق ثلاثي أردني عراقي مصري".
وبشأن إمكانية تصدير البضائع الأردنية عبر العراق إلى تركيا واوروبا، والتي تضررت نتيجة الأحداث في سورية، قال المالكي انه "من الموضوعات المهمة، والتي لنا فيها مصلحة متبادلة، وتم الاتفاق على ان تكون هناك الية لتصدير البضائع من مصدر اردني عبر العراق، وكذلك من العراق إلى الأردن، وهي تحتاج إلى ترتيبات يتعلق بعضها بإعادة تأهيل بعض الطرق، التي تهالكت، وتسهيل حركة الشاحنات وتمديد فترة العمل بالمنافذ الحدودية".
وأضاف "لقد قلنا سابقا للإخوة في الأردن نحن نسمح بمرور الشاحنات الأردنية إلى العراق، ومن العراق إلى بقية الدول، مع مراعاة ظروفنا ووضع الطرق والجسور العراقية، التي تحتاج إلى عملية إعادة صيانة".
وعاد رئيس الوزراء إلى عمان مساء أمس، بعد ختام زيارته الرسمية إلى العراق.
وكان النسور وصل إلى بغداد صباح أمس، على رأس وفد وزاري رفيع، وجرى له استقبال رسمي لدى وصوله القصر الحكومي في بغداد، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء العراقي وعدد من الوزراء، والسفيران الأردني في بغداد محمد القرعان والعراقي في عمان جواد عباس. وعزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والجمهوري العراقي، واستعرض النسور حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.
ورافق رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، والداخلية حسين المجالي، والصناعة والتجارة والتموين حاتم الحلواني، والزراعة عاكف الزعبي، والتخطيط والتعاون الدولي إبراهيم سيف، والطاقة والثروة المعدنية محمد حامد، والأشغال العامة والإسكان سامي هلسة، والنقل ريما شبيب.-(بترا)