توتر وغليان في "الأقصى" والاحتلال يعتدي على المصلين بالقوة العسكرية

Untitled-1
Untitled-1
نادية سعد الدين عمان - استشهد طفل فلسطيني في الرابعة عشر ربيعاً، أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما سادت أجواء التوتر والغليان الشديدين المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وسط محاصرة قوات الاحتلال لساحاته والاعتداء على المصلين والمحتجين بالقوة العسكرية، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة عمت أحياء القدس المحتلة، أسفرت عن وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين. يأتي ذلك على وقع تحذير مسؤول فلسطيني من مخطط إسرائيلي لإقامة 250 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، وطرد المقدسيين من أراضيهم المُصادرة لأغراض الاستيطان. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الدكتور أشرف القدرة، إن "الطفل عبد الرؤوف إسماعيل صالحة (14 عاما) استشهد متأثرا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال، يوم الجمعة الماضية، أثناء مشاركته في فعاليات "مسيرات العودة وكسر الحصار"، شرق جباليا، شمال قطاع غزة". وأوضحت "الصحة الفلسطينية" أن "عدوان قوات الاحتلال ضد "مسيرات العودة" السلمية تسبب في استشهاد 259 فلسطينياً، بينهم 11 شهيداً احتجزت جثامينهم، وإصابة 26 ألفاً آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد". جاء ذلك على وقع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، تحت حماية قوات الاحتلال. ونفذ المقتحمون جولات استفزازية داخل باحات المسجد مصحوبة بشروحات حول "الهيكل" المزعوم، برفقة قوات الشرطة، التي أمنت اقتحامهم وتجوالهم حتى اندحارهم من "باب السلسلة"، في ظل تصدي المصلين وحراس المسجد لعدوانهم. ودانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة "تلك الاقتحامات الخطيرة للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال، ضمن جولات يومية من "باب المغاربة" حتى "باب السلسلة". وأوضحت بأن "أجواء التوتر والاحتقان الشديدة قد سادت عقب محاولة أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية اقتحام مسجد قبة الصخرة المشرفة وهو يلبس "الكيباه" على رأسه". وقد "رفض حراس المسجد الأقصى دخوله بها بشكل نهائي، فأغلقوا أبواب مسجد قبة الصخرة، لتقوم الشرطة الإسرائيلية بتعزيز تواجد قواتها في محيط المسجد"، وفق الأنباء الفلسطينية. وقامت قوات الاحتلال بمحاصرة مُصلين من النساء والرجال وعدد من حراس وسدنة مسجد قبة الصخرة بالأقصى المبارك، وحالت دون أداء المواطنين صلواتهم، فيما سمحت للمستوطنين باقتحام المسجد، بحراسة مشددة منهم. وفي وقت لاحق، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، خلال تقدمه المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها حركة "فتح" لحماية المحاصرين، وفك الحصار عنهم بمحيط مسجد قبة الصخرة في الأقصى. جاء ذلك، وفق المركز الفلسطيني للإعلام، وسط حالة من التوتر ازدادت حدتها مع تزايد عدد المصلين المحتشدين حول أبواب مسجد الصخرة المشرفة للضغط على الاحتلال لفك الحصار عنه، في الوقت الذي منعت فيه قوات الاحتلال دخول رئيس مجلس الأوقاف، الشيخ عبد العظيم سلهب، ورئيس محكمة الاستئناف، الشيخ واصف البكري، وعدد من مسؤولي الأوقاف لمسجد الصخرة، وسط أجواء شديدة التوتر. وقال، نقلاً عن شهود عيان، إن "حالة التوتر والغليان امتدت من المسجد الأقصى إلى شوارع وأحياء البلدة القديمة وأسواقها وسط نداءات بالتوجه إلى باحاته للدفاع عنه، وعن المحاصرين، بداخل مسجد قبة الصخرة". وردد المشاركون في المسيرة الاحتجاجية، بحسبه، هتافات "بالدفاع عن الأقصى" وسط وصول تعزيزات عسكرية إسرائيلية إضافية، من جهة "باب المغاربة"، ومحاولتها دفع المواطنين عن محيط مسجد قبة الصخرة. وكان المصلون قد نظموا مسيرة حاشدة أمام مسجد قبة الصخرة المشرفة، كما شرع المقدسيون داخل البلدة القديمة بالتوافد فور سماعهم أنباء حصار المصلين والعاملين داخل مسجد قبة الصخرة، من بينهم مشايخ القدس والأوقاف الاسلامية، وسط توتر تزداد حدته مع وصول أعداد اضافية من المواطنين واقتحام قوات اضافية من شرطة الاحتلال للمسجد المبارك. من جانبه؛ استنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف ادعيس، ما يجرى في المسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أن "المخططات الإسرائيلية المتصاعدة والخطيرة بحق مدينة القدس المتمثلة باستمرار محاولات التدخل في شؤون الحرم القدسي والحفريات المكثفة أسفل الأقصى؛ تأتي بحجة التنقيب عن آثار مزعومة". وأشار إلى أن "البرامج الاستيطانية المكثفة في القدس يعد محاولة لتغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف"، داعياً "المجتمع الدولي والأمتين العربية والإسلامية إلى العمل للحد من هذه الانتهاكات التي تنذر بخطر كبير قد يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها". بدورها؛ وجهت حركة "فتح" في القدس المحتلة نداء إلى المقدسيين بالتوجه للأقصى لفك الحصار عن المصلين وعن مسجد قبة الصخرة، والتصدي لمحاولات الاحتلال باقتحامه. وأضافت الحركة، في بيان صدر عنها، أن "المسجد الأقصى يتعرض لعدوان غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال، وعمليات الاقتحام والاعتداء على المصلين والطواقم العاملة في المسجد وسدنته أصبحت لا تطاق". من جهتها، دانت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" ما يجري في الأقصى، مناشدة أبناء الشعب الفلسطيني القادرين على الوصول إلى ساحات المسجد التوجه للدفاع عنه وعن حراسه. وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الممارسات الخطيرة التي قد تشعل الوضع من جديد داخل المدينة المقدسة، داعية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لجهة صد عدوان الاحتلال. على صعيد متصل؛ حذر ممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، السفير أحمد الرويضي، من "مخطط تهويدي لطرد العائلات المقدسية من حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وإقامة 250 وحدة استيطانية جديدة على أنقاض منازل المواطنين في الحي". وندد الرويضي "بانتهاكات الاحتلال المتواترة ضد الشعب الفلسطيني"، مشددا على ضرورة "تدويل هذه القضية في المحاكم الدولية، لأنها تشكل جريمة حرب، وفق اتفاقية جنيف الرابعة". صاحب ذلك؛ قيام قوات الاحتلال بشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة. وقد طالت الاعتقالات عددا من المواطنين الفلسطينيين من مخيم العروب شمالي مدينة الخليل، واثنين من بلدتي حرملة وتقوع شرقي مدينة بيت لحم، كما أعادت اعتقال أسير محرر، عقب دهم منزل عائلته في حي الطيرة بمدينة رام الله. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية، قرب جنين وكفر عين شمال غربي رام الله، وقرية البرج جنوبي الخليل، وفتشت عدداً من منازل المواطنين واعتدت على ممتلكاتهم، واستدعت عدداً منهم للتحقيق، أسوة بما ارتكبته عند اقتحام مخيم قلنديا، شمالي القدس المحتلة. في غضون ذلك؛ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن "دائرة شؤون المفاوضات، وبالتعاون مع وزارة الخارجية ومحامين دوليين، تبحث في قرار الاحتلال اخلاء خمس عائلات في حي الشيخ جراح لصالح المستوطنين بهدف تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية". وأضاف عريقات، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أن "هناك ثلاثة ملفات على طاولة الجنائية؛ وهي القدس والاستيطان والأسرى"، معرباً عن أمله في أن "يصار إلى فتح تحقيق قضائي مع المسؤولين في "دولة" الاحتلال بهذه الجرائم". وأضاف عريقات أن القيادة الفلسطينية في حالة اجتماع دائم لبحث الخطوات القادمة فيما يتعلق بالمصالحة ومواجهة التحديات المحيقة بالقضية الفلسطينية.اضافة اعلان