توجد لنا إشارة من طهران

معاريف تل ليف رام 1/3/2021 بضرب السفينة الإسرائيلية لم يبقِ الايرانيون مكانا صغيرا للغموض – بما فيها المنشورات بعد ذلك في وسائل الاعلام المتماثلة مع نظام آيات الله. عملية خطط لها كعملية ضرب الوعي، التي ينبغي أن يكون واضحا فيها بان ايران تقف خلفها، وان هدف الضربة للسفينة كان استهداف اسرائيل بشكل مباشر لأن طهران قادرة على أن تضرب اهدافها بالبحر. مثل هذه الخطوة يخطط لها كعملية عسكرية بكل معنى الكلمة، ولكن ما يجعلها اكثر تعقيدا هي بالذات الرغبة في تنفيذ العملية دون أن تؤدي الى مصابين في اوساط رجال الطاقم او التدمير الكامل للسفينة. في هذه المرحلة اكتفى الايرانيون بضرب سفينة بملكية رجل اعمال اسرائيلي، حين يكون واضحا بان مسار الابحار لا يرتبط باسرائيل ولا يؤثر في هذه المرحلة على مصالحها الاقتصادية. وما يزال، في عوالم الرسائل الصامتة بين اسرائيل وايران، فان هذا حدث ذو تداعيات لا يمكن الاستخفاف بها. ففي المعركة السرية الجارية بين اسرائيل وايران، توجد للمسارات البحرية اهمية كبيرة. يمكن الافتراض بان في الماضي غير البعيد عملت قوات الامن الاسرائيلية في البحر لمنع واحباط التهريبات الى سورية، لبنان وقطاع غزة. بالمقابل يدعي الايرانيون بان الولايات المتحدة، اسرائيل والسعودية يقفون خلف هجمات خفية على ناقلات نفط ايرانية، ولا سيما في العام 2019. ان العملية الايرانية في خليج عُمان ليست عملية انتقام على تصفية العالم النووي محسن فخري زادا المنسوبه لاسرائيل، ولا هي رد على هجمات سلاح الجو ضد اهداف ايرانية. على هذه العمليات معنية طهران بان تنتقم بشكل قاس اكثر بكثير، في شكل تكون فيها الضربة لاسرائيل ملموسة. العملية الايرانية في نهاية الاسبوع ليست سوى جزءاً من المعركة التي يخوضونها في محاولة للضغط على الامريكيين لرفع العقوبات. فالايرانيون يطلقون الاشارات بأنهم مستعدون لأن يرتفعوا مرحلة اخرى وان يتسببوا بعدم استقرار في مسارات الملاحة. حتى الآن، في اطار المواجهة، كانت الاهداف الاسرائيلية خارج النطاق. اما في العملية الحالية فقد رفع الايرانيون مستوى رهانهم، فيما يفعلون ذلك في ظل فحص دقيق للهدف وشكل العمل. يبدو أن ليس صدفة ان اختار الايرانيون سفينة تجارية وان كانت توجد بملكية رجل اعمال اسرائيلي، الا انها لا تحمل علما اسرائيليا، ورجال طاقمها ليسوا اسرائيليين. ومسار ملاحتها لا يرتبط باسرائيل. ومع ذلك، في جهاز الامن عندنا يعتقدون بان هذه المعطيات لا تجعل الحدث أقل خطورة، ويحذرون من انجراف اذا لم يتم ايقافه الآن من شأنه أن يضرب مصالح اقتصادية واستراتيجية اكبر. المعضلة في هذه اللحظة في اسرائيل كبيرة، حين يكون واضحا بانه سيكون رد. السؤال هو حجم الرد وهل يبقى تحت مستوى الغموض. صحيح انهم في اسرائيل غير معنيين باستمرار التصعيد في المجال البحري، مما من شأنه ان يضرب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لاسرائيل، ولكن الميل في جهاز الامن هو ان يكون الرد واضحا بما يكفي وذا مغزى، بحيث يرسم خطا احمر لايران قبل أن تختار ضرب هدف اسرائيلي في الخليج.اضافة اعلان