توجه لتأسيس بنك وراثي للحمير البلدية وحمايتها من الانقراض

عبدالله الربيحات

عمان - تعتزم وزارة الزراعة من خلال المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي تأسيس نواة لبنك وراثي للحمير البلدية لحمايتها من الانقراض، ضمن خطة ستضعها الوزارة قريبا بحسب مصدر رسمي في المركز.اضافة اعلان
وكشف المصدر لـ "الغد" عن ان "المشروع سينطلق خلال الفترة المقبلة بعد الحصول على التمويل اللازم"، لافتا الى أن الوزارة ستشتري 30 - 40 من الحمير البلدية "ومساعدتها على التكاثر، بعدما شهدت السنوات العشر الاخيرة تراجعا لافتا في عددها حيث وصل الى 1000 حمار، مقارنة بـ 14117 في العام 1997.
وكان تقرير نشرته "الغد" امس بين ان أعداد الفصیلة الخیلیة (الحمیر، البغال، والخیول) وصلت إلى 6000 في آخر احصائية، منها 3500 حصان أصیل، مسجلة تحت بند حیازة لدى الوزارة، و1500 بغل (فصيلة بین الحمیر والخیول)، وتستخدم في أعمال الحراثة، وتعد مصدر دخل لأصحابها.
وبين رئیس الاتحاد العام للمزارعین محمود العوران؛ أن "الحمار یخدم البشر منذ خمسة آلاف عام، وفي مصر القدیمة كان الوسيلة المثالية لنقل الأحجار الكریمة، وكذلك السلع الزراعیة"، مشيرا الى ان الرومان نقلوا الحمار إلى إنجلترا.
ورد بعض المعنیین، تراجع أعداد الفصیلة الخیلیة؛ وتحدیدا الحمیر، إلى تراجع الحاجة إليها بخاصة لدى المزارعین الذین كانوا یستخدمونها في أعمال النقل والزراعة، حيث حلت مكانها المركبات والناقلات والجرارات الزراعیة، رائين أن التقدم العلمي ألقى بظلاله على استخدام الحمیر، ودفع وجودها وتكاثرها إلى التراجع، لعدم الحاجة إليها.
وقال العوران، إن وزارة الزراعة كانت سمحت باستیراد الحمیر من تركیا وقبرص، والبغال القویة من سوریة، إذ إن الحمار ینتمي إلى عائلة الخیول والحمیر الوحشیة والبغال، ویعرف علمیا باسم (إكوس أفریكانوس أسینوس)، وینتشر بشكل لافت في الصحارى الإفریقیة.
واضاف، ان الحمار هادئ وذكي ویتعلم بسرعة، ویسهل ترويضه (استئناسه)، لیكون وسیلة لنقل البشر وأمتعتهم، وهو
من الحیوانات التي يسهل افتراسها خلال حیاتها في البراري من قبل الذئاب.
ویعیش الحمار في البراري، وحین استئناسه، یعیش في المزارع واسطبلاتها، ویصل عمره الى أربعین عاما في حال لقي العنایة المناسبة، وهو من أصغر عائلة في الخیول، وهناك ثلاثة أنواع منه تصنف وفق حجمها ویمتلك حاسة سمع قویة.
ویتراوح متوسط ارتفاعه بین 36-48 بوصة، في حین هناك أنواع من الحمیر ذات مقاییس كبیرة تصل إلى 56 بوصة، لكن أكبر أنواع الحمیر یعرف باسم "جاكستوك الماموث" ویصل إلى حجم 63 بوصة.
ویعتبر الحمار (الصلیبي) من أفضل الأنواع، كونه ذا لون أبیض، وممشوق القوام وطویل الساقین، ویستخدم في أعمال الحراثة، وله قدرة كبيرة على تحمل العمل.
وعلل المهندس الزراعي رامي عبابنة؛ انخفاض أعداد الحمیر في الأردن، وقصر عمرها (حوالي 10 أعوام)، إلى سوء الرعایة، وعدم الاهتمام بها، بالرغم من أنه يعمر في الوضع الطبيعي لمدة تتراوح بین 25 – 40 عاما في المتوسط، ويمتاز حليب أنثى الحمار (الأتان) بفوائده في تقویة المناعة، ومعالجة أمراض عدیدة.