توقعات أم أمنيات؟

ينشغل العالم هذه الأيام بالتوقعات المتعلقة بمباريات كأس العالم.. بعضهم يجنح إلى المراهنات غير المشروعة، وآخرون صدّقوا تكهنات "الاخطبوط بول" في المونديال السابق، وربما يصدقون تكهنات "الباندا الصينية" في المونديال الجديد.اضافة اعلان
الأردنيون.. حالهم حال بقية شعوب العالم.. شاهدوا جدول المباريات.. طلاب الثانوية العامة يقعون بين "مطرقة المعدل" و"سندان عشق الكرة"، والموظفون سيحاولون التكيف مع المباريات التي تنتهي فجرا، وربات البيوت سيسهرن بعيدا عن "باب الحارة" و"الدراما التركية".
المهم أن الجميع اختار منتخبا مفضلا له، ومن المؤكد أنه اختار بديلا أو بدائل اخرى في حال اخفق المنتخب الاول في "اختبار النتائج"، وخرج من حلبة المنافسة على اللقب.
البعض يخلط بين الامنيات والتوقعات.. وتصبح التوقعات ذاتها الامنيات، فمنهم من يعشق البرازيل ويتمنى أن تتوج باللقب للمرة السادسة، ومنهم من يحب الارجنتين ويتمنى لميسي ورفاقه تكرار انجازي العامين 1978 و1986، ومنهم من يحب الألمان والاسبان وغيرهما من المنتخبات العالمية.
العرب لن يجدوا سوى المنتخب الجزائري يمثلهم في "العرس العالمي"، لكن المنتخب الجزائري قد لا يملك طموحا وقدرات تتجاوز الوصول إلى الدور الثاني.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها على بعد يوم واحد من بدء مباريات مونديال البرازيل.. هل يحدث النهائي المنتظر بين "النجمين اللدودين" الارجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو؟.. هل يتواجه الارجنتيني ميسي مع زميله في برشلونة نيمار البرازيلي؟.. هل يكرر التاريخ نفسه وتجد هولندا الفرصة للثأر من اسبانيا وتتوج باللقب لاول مرة؟.. هل تتمكن "الماكينة الألمانية" من العمل بكفاءة وتثأر من البرازيل هذه المرة؟.. هل تلتقي الارجنتين مع ألمانيا في النهائي للمرة الثالثة؟... هل يصعد الطليان على منصة التتويج ويظفرون باللقب رغم قلة عدد المرشحين لهم؟.. هل تواصل اسبانيا هيمنتها على الكرة العالمية؟.. ما الدور المنتظر من سواريز ورفاقه في منتخب اوروغواي وكذلك دور هازار ورفاقه مع منتخب بلجيكا؟.. هل يمكن لـ"الديوك الفرنسية" أن تفيق مجددا ويكرر بنزيمة ما فعله "معلمه" زين الدين زيدان قبل 16 عاما؟.
اسئلة متعددة تراود خيال كل عاشق ملهم بكرة القدم.. "خريطة الطريق" إلى المباراة النهائية رُسمت وفق "سيناريوهات" متعددة، حملت اتجاهات منطقية واخرى غير واقعية غلفتها العاطفة ومحبة بعض النجوم في الأندية التي يفضلونها.
خبراء الكرة ونجومها المعتزلون ادلوا بدلوهم في التوقعات.. بعضهم ربما يكون مصيبا وآخر غير مصيب.. تذكرون "الجوهرة البرازيلية" بيليه و"الساحر الارجنتيني" مارادونا.. كثيرا ما جاءت النتائج بعكس ما تشتهي توقعاتهما، ما يعني أن للكرة اسرارها ومفاجأتها غير السارة.
الحقيقة تقول أن مونديال البرازيل سيكون صعبا على اللاعبين والمدربين، ليس بسبب حرارة الجو ورطوبة المناخ فحسب، وإنما لأن سقف التوقعات مرتفع، ونجوم الأندية في الأمس مطالبون اليوم أن يكونوا نجوما فوق العادة مع منتخباتهم، رغم أن كثرة عدد المباريات أرهقتهم ونالت منهم الاصابات بحيث لم يجدوا متسعا من الوقت للتشافي منها.
في مونديال البرازيل كل شيء متوقع.. ربما تسقط منتخبات كبيرة بـ"الضربة القاضية" مبكرا، لأن نجومها اصابهم الارهاق بعد موسم كروي اوروبي عاصف، وربما تتمكن منتخبات مغمورة من لعب "دور البطولة" على "مسرح المونديال"، رغم أن التوقعات تشير إلى لعبها دور "الكومبارس".. دعونا ننتظر فقد دقت ساعة الحقيقة؟.