‘‘ثالثة وثانية‘‘ عمان: حضور انتخابي متواضع يرتفع في اللحظات الأخيرة

أجواء انتخابية في شوارع العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع - (تصوير: محمد مغايضة)
أجواء انتخابية في شوارع العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع - (تصوير: محمد مغايضة)

جهاد المنسي

عمان- تشابه الحال كثيرا بين الدائرتين الثالثة والثانية في العاصمة عمان خلال الاقتراع في الانتخابات النيابية التي جرت يوم امس، فكلتاهما كان الاقبال فيهما من قبل المقترعين متواضعا، اشتد في الامتار الاخيرة، وهو الحال نفسه الذي شهدته دوائر أخرى في العاصمة.
ففي الثالثة؛ كان الاقبال الاكثر تواضعا من بين دوائر عمان الخمس، والاقل على مستوى المملكة، ولم نشهد اكتظاظا عند أي من مراكز الاقتراع، باستثناء مؤيدي مرشحين ومؤازريهم وموزعي بطاقاتهم، فضلا عن وجود رجال أمن عند كل مركز لتأمين حمايته.
منذ الصباح وحتى ساعات إقفال صناديق الاقتراع، باستثناء الساعتين الأخيرتين، لم يرصد في مراكز الاقتراع المنتشرة في ثالثة عمان التي تعتبر "دائرة الحيتان" اقبال كثيف للمقترعين، وكان طبيعيا ادلاء مقترعين بأصواتهم براحة تامة من دون وجود مقترعين يزاحمونهم في معازل الاقتراع، اذ وصلت نسبة المقترعين الى نحو 16 % من مجموع الناخبين حتى الساعة السابعة مساء.
ومع مرور الوقت؛ ارتفعت وتيرة الحديث عن انتشار ما يعرف بـ"المال الأسود" على أيدي مؤيدي مرشحين في بعض الدوائر، وهو ما تحدث به شهود عيان في مناطق مختلفة، بيد ان الهيئة المستقلة للانتخاب، لم تؤكد وجود ذلك ولم تنفه، مؤكدة على اهمية تقديم بلاغات بذلك لها حول تلك المخالفات.
جغرافيا، تقع الدائرة الثالثة في قلب العاصمة، وتضم مجلسي النواب والأعيان ورئاسة الوزراء، ووزارات ومؤسسات حكومية، فضلا عن 4 من أبرز جبال عمان القديمة، هي: "القلعة" و"عمان" و"اللويبدة"، و"الحسين"، بالإضافة لمنطقة وسط البلد القديمة، التي ترتفع فيها مئذنة المسجد الحسيني العريق، إلى جانب وسط البلد الجديد في منطقة العبدلي (البوليفارد)، ويشمل مناطق: "المدينة"، و"زهران"، و"العبدلي".
تسمية الدائرة الثالثة بدائرة "الحيتان" لم تستلهم من قوة مرشحيها فحسب، بل لوجود ناخبين ذوي توجهات سياسية، يتحركون عند إدلائهم بأصواتهم الى صناديق الاقتراع، بعيدا عن نواب "الخدمات"، فأفرزت الدائرة في الأعوام العشرين الأخيرة نوابا من العيار الثقيل، وما تزال خياراتها حتى الآن تدل على ذلك، إذ نادرا ما تمنح الدائرة، حق تمثيلها لنائب خدمي فقط، وإن كانت في الفترة الأخيرة، بدأت تمزج بين السياسي والخدمي.
ومن أصل نحو 1,5 مليون ناخب في العاصمة، فإن عدد الناخبين في الدائرة الثالثة يصل إلى ربع مليون، فيما بلغ عدد القوائم المرشحة 10، تنافس أعضاؤها على 6 مقاعد، 5 للمسلمين، بينهم مقعد للشركس والشيشان، وسادس للمسيحيين، حيث قدمت 7 قوائم في كل منها 10 أسماء مكتملة، بينما قدمت 3 منها مرشحين أقل، وبلغ عدد أقلها 4 مرشحين فقط.
وتنافس في الدائرة 4 نواب سابقين من نواب المجلس السابع عشر، و5 نواب من مجالس سابقة، وتضم الدائرة ثقلا لأبناء نابلس وقراها، والخليل وقراها، والقدس وقراها، ولهذا حرصت قوائم مختلفة على أن يكون من بين أعضائها أحد أبناء تلك المناطق.
كما تضم ثقلا لأبناء السلط أيضا، وآخر كبيرا لما يعرف بـ"الشوام"، ولهذا كان تمثيل الدائرة في الفترات الماضية مزيجا بين كل أولئك، برغم أن الطابع السياسي مسيطر عليها، فلم تنح الدائرة منحى عشائريا خالصا، بل كانت خيارات أبنائها دوما سياسية، أو اجتماعية واقتصادية.
اجمالا؛ فان الاقتراع في الدائرة مر بيسر وسهولة واضحين، ولم تسجل اي ملاحظات عليه، باسثناء أحاديث عن "مال اسود" استخدم من بعص انصار مرشحين.
في المقابل؛ فان الدائرة الثانية في عمان، ثاني اكبر دائرة من حيث عدد من يحق لهم الاقتراع بعد اولى الزرقاء بقوام 401 ألف ناخب وناخبة، تنافست على مقاعدها الستة 12 قائمة، بقوام 76 مرشحا ومرشحة، بينهم 6 نواب سابقين، 4 منهم كانوا أعضاء في مجلس النواب السابق.
وكحال دوائر العاصمة، فان الاقبال كان متواضعا، اشتد في اللحظات الاخيرة من الاقتراع، حيث وصل عدد المقترعين الى نحو 18% من مجموع الناخبين، قبل ان يمدد الاقتراع لمدة ساعة.
وتشمل "ثانية عمان" مناطق: اليرموك، والنصر، ورأس العين، وبدر التابعة لأمانة عمان الكبرى، وتبدأ من ماركا الجنوبية، وصالحية العابد، والنصر، ووادي النصر، والجوفة، والتاج، والأشرفية، وأم تينة، والوحدات، والمنارة وأم نوارة، ونادي السباق، وسفح الجوفة والمصدار، والنظيف، والمريخ، وحي نزال، والجبل الأخضر، وحي الياسمين، ورأس العين، وجبل الزهور، وضاحية الحاج حسن.
ويطغى على تركيبة هذه الدائرة؛ البعد العشائري، فالتاج والجوفة، ينتشر فيها أهالي بيت محسير، والتعامرة، وأبناء الطفيلة، أما الأشرفية؛ فمزيج من عشائر مختلفة، فيما تتركز عشائر الكوز وأهالي العباسية في الوحدات وضاحية الحاج حسن ومحيطها، وفي حي نزال والياسمين، تتركز عشائر التعامرة والعبيدية.
وتتركز عشائر جبل الخليل، بخاصة القبيبة ودورا والدوايمة وعجور وبيت جبرين، في مناطق رأس العين وجبل الزهور والنظيف والمريخ، ولا يمكن غض النظر عن وجود عشائر أخرى كأهالي الخليل، وقضاء القدس، ونابلس وغيرها.
كما تحتوي سكانا من جرش وبني عباد، وعلى أطرافها يقطن أهالي من صالحية العابد فيما توجد في المناطق المحيطة بها عشائر من الدعجة، وتشكل جبال الدائرة التي تعرف اصطلاحا بـ"عمان الشرقية"، سواد جبال عمان القديمة، كجبل النظيف والمريخ، والأشرفية، والتاج، والجوفة، وحي نزال، وفي سفح مناطقها يوجد المدرج الروماني.

اضافة اعلان

[email protected]