"ثقافة التواصل في الآداب والإعلام والفنون": كتاب يضم أوراق عمل مؤتمر فيلادلفيا 15

عمان- الغد - صدر حديثا ضمن منشورات جامعة فيلادلفيا كتاب جديد بعنوان: ثقافة التواصل في الآداب والإعلام والفنون، من تحرير ومراجعة د.صالح أبو أصبع ود.محمد عبيدالله. ويضم الكتاب الذي صدر في مجلد واحد من 500 صفحة أوراق مؤتمر فيلادلفيا الدولي الخامس عشر الذي انعقد في تشرين الأول من العام 2010. اضافة اعلان
قدم للكتاب الدكتور مروان كمال رئيس الجامعة مؤكدا أن جامعة فيلادلفيا بنشر هذا المجلد تواصل خطتها في إصدار أعمال مؤتمر فيلادلفيا الدولي وحرصها على نشرها وتوثيق أوراقها بعد إجراءات التحكيم العلمي. وأشار الى أن الجامعة نجحت بفضل جهود هذا المؤتمر والقائمين عليه في تقديم عناوين مهمة للمكتبة العربية تعتمد اليوم مراجع أساسية لا يستغنى عنها في مجالاتها.
ويضم الكتاب أربعة أقسام تتوزع عليها بحوث علمية متنوعة بحثت مسألة التواصل من زوايا نظر عديدة. جاء القسم الأول بعنوان: ثقافة التواصل في الفكر والثقافة، وضم بحوثا تتأمل عملية التواصل وشروطها وبعض آفاقها الثقافية الممكنة، وتوقفت بعض البحوث عند مأزق العولمة وتحدياتها التواصلية فقد زادت تقنيا من إمكانات التواصل ولكنها قللت أو حدت من آفاق التواصل من خلال زيادة نزعات الهيمنة والتسلط العولمي. وتعتبر دراسة توفيق بن عامر بعنوان "ثقافة التواصل المكونات والتجليات" مدخلاً مفاهيمياً لثقافة التواصل. وأما دراسة عبد العزيز بلعقروز فهي دراسة فلسفية تحدد العلاقات بين التواصلية والتعاونية حيث تعرض بالتشخيص والنقد لنظم الاتساق الاتصالية ويدعو الكاتب إلى تطوير أركان نظرية جديدة تقوم على مبدأ "الإنسان التعارفي".
وأما الدراسة الرابعة حول دور المتلقي في تفعيل العملية التواصلية لفائزة المشهداني فإنها ترى أن الشراكة القائمة بين المبدع من جهة وبين المتلقي من جهة أخرى تنتج نوعا من التفاعلية المتبادلة بين الطرفين، وهذه الشركة المتبادلة التي تنشأ من عملية التفاعل هي التي تثير التواصل.
وتهتم الدراسة الخامسة بموضوع هام وهو الصلة بين تكنولوجيا الاتصال والعولمة والهويات المحلية ففي دراسته المعنونة بـ  "التكنولوجيات الجديدة للاتصال وإشكالية الثقافة: العولمة والهويات المحلية" يطرح رضوان بوجمعة مجموعة أسئلة هامة عن مستقبل الاتصال كقيمة إنسانية ويتساءل فيما إذا كان الطابع العالمي لتقنيات الاتصال سينتج ثقافة عالمية بعيدة عن الرتابة والأحادية؟
وأما القسم الثاني فتناول قضايا التواصل من منظور الأدب والنقد واللغة، وهو مجال خصب وواسع من مجالات التواصل، فاللغة أداة التواصل الكبرى، والأدب المكتوب بها يتأسس على غايات تواصلية شتى، وتطلعنا البحوث على عدد من التجارب النقدية والأدبية التي اهتمت بقضايا التواصل وجعلت منها أساسا منهجيا لها.
انطلق طارق ثابت في بحثه "التعدد اللغوي وإشكالات التواصل" من أن جوهر اللغة قائم على أساس التواصل، فهي أساس مهم للحياة الاجتماعية وضرورة من أهم ضروراتها. ويناقش في بحثه إشكاليات التواصل التي تنشأ بسبب التعددية اللغوية، ويرسم تصورا للتخفيف منها ومواجهتها. وتعنى عائشة خضر البدراني بموضوع "أثر السياق في التواصل بين اللغة والأدب" وقد حاولت الباحثة تأصيل العلاقة بين اللغة والأدب من خلال تلك العناصر التي تشكل النص الأدبي انطلاقاً من كونه عالماً يعيد توزيع اللغة عبر توطيد العلاقات السياقية بشبكة علائقية تجعل من النص الأدبي لغة سمتها الإبداع الذي يستثمر الإشارات اللغوية موظفاً إياها ضمن أنساق تبرز جماليتها.