ثقافة الخازوق

هآرتس -أسرة التحرير

الصفقة القضائية في قضية التنكيل بجنود الكتيبة 74 في سلاح المدرعات كانت متوقعة. لم يكن للجيش مصلحة في المحاكمة، لكي يستدعي الدفاع ضباطا كبارا كي يشهدوا على مشاركتهم في مثل هذه الافعال في فترة خدمتهم كقادة في ذات الكتيبة. ولكن مشكلة طقوس "الخازوق" في الجيش الاسرائيلي لا تتلخص في حفنة قادة صغار في المدرعات؛ فالحديث يدور عن مشكلة تتجاوز الوحدات والاذرع. وقد اعترفت النيابة العسكرية في بيانها الى المحكمة بان هذه الطقوس هي تقليد طويل يمتد لسنوات في هذه الكتيبة، ولذلك لا يمكن القاء كل التبعة على المتهمين الحاليين.

اضافة اعلان

القيادة العليا تعرف المشكلة، وقد أجرى رئيس الاركان غابي اشكنازي وقادته في الشهرين الاخيرين محادثات وزيارات الى الوحدات كي يطرحوها على جدول الاعمال العسكري. وفي حالتين، في لواء غولاني وفي وحدة الرقابة في سلاح الجو، نحي قادة وارسل ضباط الى السجن بسبب مشاركتهم في طقوس مشابهة.

في الجيش الاسرائيلي توجد انظمة تحظر مثل هذا السلوك تجاه الجنود ولكن مثلما تدل الحالات الاخيرة التي انكشفت للجمهور، فان الثقافة السائدة في الجيش ما تزال تميل الى تجاهل القواعد، ويوجد بين الجنود والقادة ما وصفته النيابة العسكرية في قضية المدرعات بانه "مؤامرة صمت". ويصمت الجنود الشبان الذين وقعوا ضحية للاهانات، لعلمهم ان الشكوى ستكون معارضة لروح الوحدة، وانه مع قدوم اليوم سيأتي دورهم لاجراء طقوس مشابهة للجنود الذين سيأتون بعدهم.

ثقافة غض النظر عن القواعد غير موجودة في الجيش الاسرائيلي فقط بالنسبة لـ "الخازوق". فقد ظهرت في الاشهرة الاخيرة ايضا في الشكل الذي يسمح فيه ضباط كبار لابناء عائلاتهم بقيادة مركباتهم العسكرية، وفي التقارير التي نشرت في أعقاب حملة "رصاص مصهور" في غزة يتبين ان هذه الظاهرة لا تغيب ايضا عن ميدان القتال.

في حالات شاذة ينبغي معالجة الامر بادوات قضائية ولكن لا يجب على الجيش الاسرائيلي الانتظار الى أن تنكشف القضايا المحرجة؛ فالمشكلة قبل كل شيء هي مشكلة قيادية ادارية، ومثلما نجح الجيش في كبح جماح الحوادث الميدانية في العقد الماضي فان عليه ان يفرض القواعد ايضا في مجالات اخرى.

لقد شدد الجيش الاسرائيلي التدريبات منذ حرب لبنان الثانية والان عليه أن يعالج تعزيز الانضباط. وهذا ايضا جزء مهمم من الجاهزية للحرب، وهي مسؤولية اشكنازي.