ثلوج تغلق طرقا بالجنوب وأمطار غزيرة في الشمال

سيل في منطقة عين جنا بعجلون نتيجة غزارة الأمطار التي هطلت على المحافظة أمس -(الغد)
سيل في منطقة عين جنا بعجلون نتيجة غزارة الأمطار التي هطلت على المحافظة أمس -(الغد)

أحمد التميمي وعامر خطاطبة وحسين كريشان

محافظات- تجدد تساقط الثلوج في محافظات الجنوب يوم أمس ومساء أول من أمس متسببة بإغلاق بعض الطرق، فيما جرت الأودية وارتفع منسوب المياه بشوارع بعض المحافظات في الشمال والتي شهدت تساقطا غزيرا للأمطار. اضافة اعلان
ورغم أن تساقط الثلوج والأمطار في المحافظات المختلفة، تسببا بإعاقة الحركة خاصة في المناطق التي شهدت إغلاقا للطرق، غير أن غالبية المواطنين يرون في توالي المنخفضات وارتفاع كميات الثلوج والأمطار الهاطلة، بشرى خير لموسم جيد ستنعكس آثاره الإيجابية على كافة النواحي من قبيل زيادة مخزون المياه خاصة بالسدود، وارتفاع نسبة الرطوبة بالتربة وإبعاد شبع التصحر الذي طاول في السنوات السابقة بعض الأشجار خاصة الحرجية.
وشهدت بعض السيول خاصة بمحافظة عجلون ارتفاعا لمنسوب المياه وصف بـ"غير المسبوق"، وسط توقعات بزايدة هذا المنسوب مع استمرار تساقط الأمطار وذوبان الثلوج.
فقد تجدد تساقط الأمطار الغزيرة على محافظة عجلون أمس، متسببة بارتفاع منسوب المياه في الأودية إلى مستويات غير مسبوقة.
وشهدت المناطق المرتفعة كرأس منيف بحسب السكان، زخات ثلجية غير متراكمة، فيما عمت الأمطار بقية المناطق، متسببة بحدوث بعض الأضرار الطفيفة لطرق في بلدات المحافظة كانت البلديات أعادت تعبيدها قبل فترة قصيرة.
وأكد سكان أن المياه المتدفقة عبر قنوات تصريف مياه الأمطار ومن المنحدرات الوعرة على ضفاف الأودية زادت من ارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان إلى مستويات غير مسبوقة، متوقعين أن يتزايد هذا المنسوب مع استمرار ذوبان الثلوج واقتراب تفجر الينابيع الرئيسية في المحافظة، كينابيع أبو الجود وعين أم قاسم والعلقة وعشرات العيون الأخرى.
ويقول سامي فريحات، إن منسوب المياه أثناء تساقط الأمطار في وادي كفرنجة وصل إلى مستوى غير مسبوق، مؤكدا أن المياه المتدفقة غمرت الينابيع على أطراف الوادي وجرفت الصخور الكبيرة التي تزيد أوزانها على مئات الكيلو غرامات، لافتا إلى أن الأعشاب نمت مبكرا وأتاحت الفرصة للسكان لقطف أنواع من النباتات البرية المستخدمة للأكل.
ويقول المزارع محمود أبو ورد إن كثيرا من المزارعين لم يتمكنوا حتى الآن من حراثة أراضيهم بسبب توالي الأمطار الموسم الحالي، مشيرا إلى أنهم يتحينوا الفرصة لحراثتها وزراعتها بالمحاصيل الصيفية وغرس الأشتال الحديثة.
 وقال المهندس الزراعي ماهر الصمادي، إن توالي المنخفضات الجوية موسم الشتاء الحالي واستمرار تساقط الأمطار يبشر بموسم زراعي جيد، بحيث سيساهم ارتفاع نسبة رطوبة التربة في نجاح محاصيل الحبوب، والغراس الحديثة، ومنع جفاف الأشجار الحرجية، لافتا إلى أن برودة الطقس ستساهم في نجاح زراعة التفاحيات التي يعتمد عليها كثير من المزارعين، خصوصا في المناطق المرتفعة كمناطق عبين وعبلين وصخرة وسامتا ورأس منيف.
وبين مدير زراعة المحافظة المهندس فياض الحورات أن المحافظة شهدت الموسم الحالي كميات جيدة من الأمطار ستساهم في تحسين الموسم الزراعي وتجعله مميزا، مؤكدا أن تشبع التربة بالرطوبة سينعش الزراعات البعلية، والأشجار الحرجية.
إلى ذلك، كشف مدير إدارة مياه عجلون المهندس عيد أبو عابد أن حوالي 40 غطاء منهل من مناهل الصرف الصحي في مناطق المحافظة المشمولة بهذه الخدمة قد أتلفت بسبب أعمال فتح الشوارع من قبل البلديات أثناء إزالة الثلوج، مشيرا إلى أن الإدارة ستقوم بعد زوال جميع الثلوج بتركيب أغطية جديدة للمناهل حفاظا عليها.
وأضاف أن الإدارة باشرت ومن خلال الجباة  بحصر عدادات المياه التي تعرضت للانفجار والتلف بسبب حالات الانجماد جراء الثلوج، مشيرا إلى أن العدد ما يزال غير معروف لدى الإدارة، لافتا إلى أن عملية ضخ المياه تتم يوميا من قبل المحطات ما بين الساعة 9 صباحا وحتى السادسة مساء لإدامة هذه الخدمة للمواطنين.
وبين أن الينابيع زادت طاقتها الإنتاجية بسبب الثلوج وتواصل الأمطار، مشيرا إلى أن نبع التنور ما يزال متوقفا عن العمل منذ أسابيع بسبب التلوث بمادة الزيبار الناجمة عن مخلفات المعاصر، لافتا إلى أنه تم مؤخرا أخذ عينات من النبع للتأكد من صلاحيتها للشرب ومطابقتها للمواصفات المعتمدة.
وفي إربد، ارتفع منسوب المياه في شوارع المدينة أمس، جراء تساقط الأمطار الغزيرة في وقت عملت فيه فرق الطوارئ في بلدية إربد الكبرى على متابعة أعمال فتح قنوات تصريف المياه ومعالجة بعض الانسدادات فيها.
وتشكو مدينة إربد من عدم تغطيتها بشبكة لتصريف مياه الأمطار باستثناء بعض المناطق التي نفذت فيها مشاريع تصريف لخطورتها وحاجتها الملحة فيما تحتاج المدينة لمشروع متكامل يتطلب ملايين الدنانير.
وتابع محافظ إربد حسن عساف من خلال غرفة العمليات الرئيسية في المحافظة واقع مختلف المناطق للتأكد من جاهزية مختلف فرق الطوارئ للتعامل مع أي حالة والتأكد من توفر مختلف الخدمات التي يحتاجها كل مواطن وخاصة المحروقات.
وأكد رئيس إربد الكبرى المهندس حسين بني هاني أن فرق طوارئ البلدية تعمل بالميدان لتقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين وأنه تتم دراسة الأماكن التي يرتفع بها منسوب المياه خاصة الشوارع لوضع الحلول اللازمة.
وتابعت شركة كهرباء إربد ديمومة التيار وعدم وقوع أي انقطاعات، في وقت أكد فيه مدير عام الشركة المهندس أحمد ذينات نجاعة إجراءات خطة عمل الشركة التي اتخذت مسبقا من خلال إزالة العوائق التي تعترض الخطوط والكوابل والشبكات.
بدوره، أكد مدير وحدة الإرشاد الزراعي في إربد المهندس ماجد عبندة أن الأمطار المتساقطة تبشر بموسم زراعي جيد وأنه سيكون لها مردود إيجابي على المحاصيل الحقلية والتربة ومخزون المياه والمراعي وستسهم في رفع النسبة المئوية للمعدل العام للأمطار الى نسب جيدة.
وفي معان، تجدد تساقط الثلوج على مختلف مناطق المحافظة خاصة في الشوبك والبترا والمريغة وقرى النعيمات، ما تسبب بإغلاق عدد من الطرق الرئيسية فيها.
وأكد نائب مدير مديرية أشغال معان المهندس محمود الزيادنة أنه تم يوم أمس، العمل على فتح الطرق الرئيسية والفرعية في الشوبك في منطقة بير خداد وحليلة ومنطقة الزيتونة بعد أن أغلقت جراء تساقط الثلوج واستمر العمل حتى ساعات الفجر الأولى.
وقال رئيس مجلس إقليم البترا االدكتور محمد النوافلة إن الإقليم شهد اليومين الماضيين تساقطا كثيفا للثلوج أدى الى إغلاق العديد من الطرق في بلدة الطيبة وبعض المناطق في الإقليم.
وأشار النوافلة الى أن كافة الآليات التابعة للإقليم ومكتب الأشغال العامة عملت على فتح الطرق أمام حركة السير وتقديم خدمات مختلفة للمواطنين في مختلف مناطق اللواء.
وبين مدير دفاع مدني معان العقيد فواز السلامين أن كوادر الدفاع المدني عملت مع كافة الأجهزة المعنية في المحافظة خلال تجدد تساقط الثلوج على مختلف المناطق وبالتحديد لواءي الشوبك والبترا وكانت كافة آليات ومعدات الدفاع المدني تعمل لخدمة المواطنين وطلبة الثانوية العامة لإيصالهم الى قاعات الامتحان في هذه الظروف الجوية التي تعيشها المحافظة.
وأكد أنه لم تسجل أي حوادث في المحافظة خلال تساقط الثلوج يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
كما شهدت الطفيلة تجددا لهطول الثلوج والأمطار مساء أول من أمس (الأربعاء) في العديد من المناطق، خصوصا على مرتفعات الرشادية والقادسية وغرندل والعيص وعين البيضاء وأبو بنا، حيث بلغت سماكة الثلوج في بعضها نحو 5 سم.
وأكد متصرف لواء بصيرا عمران العبيسات أنه ونتيجة تجدد الهطول للثلوج في المرتفعات فإن طرقا أغلقت لفترة محدودة، حيث قامت آليات الأشغال العامة والبلديات بفتحها منذ ساعات الصباح الباكر من يوم أمس.
وأشار العبيسات إلى أن تكاثف الضباب ساهم في تدني مدى الرؤية الأفقية في العديد من مناطق اللواء ما أسهم في بطء الحركة المرورية على تلك الطرق.
وأشار مدير زراعة الطفيلة حسين القطامين، إلى أن كميات المياه الهاطلة كانت جيدة ووصل معدلها العام إلى نحو 130 ملم بالإضافة إلى الثلوج، وهي كافية لموسم زراعي جيد بما يشكل ثلث معدل التساقط السنوي، مشيرا إلى أن مخزون المياه الجوفية سيزداد بشكل لافت، نتيجة هطول الثلوج الكثيف وتراكمه.
وأكد أن هذه الكميات الوفيرة من الثلوج والأمطار ستسهم في تجدد نمو المراعي الطبيعية، بما سيوفر على مربي المواشي، والاستغناء عن الأعلاف التي يشترونها بكلف مرتفعة.