جائزة الشيخ زايد تحتفي بالإبداع في القراءات النقدية العربية

عمان - الغد - خصَّصت جائزة الشيخ زايد للكتاب فرعاً بعنوان "جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية"، يشمل دراسات النَّقد التشكيلي، والسينمائي، والموسيقي، والمسرحي، ودراسات فنون الصورة، والعمارة، والخط العربي، والنحت، والآثار التاريخية، والفنون الشَّعبية أو الفلكلورية، ودراسات النَّقد السَّردي، والنَّقد الشِّعري، وتاريخ الأدب ونظرياته.اضافة اعلان
الهدف من هذا الفرع الاحتفاء بالمنجز القرائي والبحثي للدارسين الذين يتناولون مفاهيم ومسائل وقضايا ونظريات وخطاب الإبداع الجمالي والتاريخي والنظري التي تؤسِّس للمعرفة النقدية بوصفها قراءة منهجية تتابع أساليب وطرق وقيمة المنجز الإبداعي والنظري والتاريخي الخاص بالفنون والآداب في مختلف حقولهما.
وجاء اختيار فرع الفنون والدراسات النقدية في دورته الأولى 2007 لكتاب الباحث المصري الراحل الأستاذ د. ثروت عكاشة (الفن الهندي)، والصادر عن دار الشروق في القاهرة عام 2005، كأحد الدراسات المعمَّقة التي تناولت جماليات الفن الهندي في مختلف أشكاله؛ في العمارة، والنحت، والتصوير، والرقص، والموسيقى، والدراما المسرحية، والآداب، والعمارة الدينية، والأشكال الكتابية، والأختام، عبرَ مراحل متتالية من تاريخ الهند. إن قيمة كتاب (الفن الهندي) تكمن في ريادته الموسوعية التي تناولت الفنون الهندية باللغة العربية، وفق منهج التحليل التاريخي والمعاينة النقدية، والقراءة الجمالية في دراسة منجزات الفن الهندي عبر التاريخ.
وفي الدورة الثانية عام 2008، فاز كتاب المعماري العراقي رفعة الجادرجي (في سببية وجدلية العمارة)، والصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عام 2006، وهو الكتاب الذي يستبطنُ رؤية فلسفية في فنون العمارة من خلال تجربة امتدت لعقود طويلة أمضاها المؤلِّف معمارياً وباحثاً في غير مكان من دول العالم. إن فصول هذا الكتاب الأحد عشر هي عبارة عن دراسات في فلسفة العمارة كان المؤلِّف قد نشرها تباعاً خلال الفترة من 1995 – 2006، وهي تعبر عن فلسفته الجمالية التي اعتمدت على مفاهيم السببية العلمية، والبنيوية ما جعل التحليل الجمالي في كتابه يرتكن إلى الجوانب الفردية والاجتماعية لفنون العمارة، وعلاقتها بالإنتاج الجمالي، ودورها في ذائقة المعماري المعاصر، وأهميتها في بناء مفهومه للجمال والقبح، ورؤيته إلى تاريخ الفن المعماري عبر العصور.
وفي دورة عام 2009، وهي الدورة الثالثة، فاز كتاب الباحث المصري الدكتور ماهر راضي (فكر الضوء)، والصادر عن منشورات المؤسسة العامة للسينما في وزارة الثقافة السورية عام 2008. والكتاب دراسة تطبيقية تناولت أثر الضوء في الفن السينمائي من خلال المعرفة البصرية، والتفكير البصري، والإدراك البصري، وهي المفاهيم التي أسس عليها المؤلِّف رؤيته في قراءة وتحليل عدد من الأفلام العربية والغربية، والنظر في الكيفية التي تم استخدام الضوء فيها للكشف عن مجمل المؤثرات النفسية والجسدية والذاتية والأهوائية التي يمكن أن تكشف عنها لغة الضوء في حالات إبداعية بصرية.
وفي الدورة الرابعة عام 2010، فاز الباحث العراقي الدكتور إياد حسين عبد الله عن كتابه (فن التصميم.. الفلسفة، النظرية، التطبيق)، والصادر بثلاثة أجزاء عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عام 2008. وهو كتاب يؤسِّس فلسفته الجمالية على دراسة العلاقة بين الحياة والفن من خلال استعراض فلسفة ومناهج التصميم كالمنهج البراغماتي، والمنهج المثالي، والمنهج العلمي المنطقي، والمنهج الطبيعي، وهي مناهج قامت على أسس فلسفية أثرت في فن التصميم، ما دعاه إلى النظر في الفرق بين التصميم الحداثي وما بعد الحداثي.
وفي الدورة السادسة عام 2012، فاز د. شاكر عبد الحميد عن كتابه (الفن والغرابة.. مقدِّمة في تجلِّيات الغريب في الفن والحياة)، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2010. وهو دراسة فلسفية جمالية نقدية تعالج سيكولوجياً نزعة الخلاف التي تأثر فيها الفن في الغرب بين الواقع المألوف والمبتكر الغريب، ما عُدَّ تعبيراً عن اتجاه جديد عن الصيغ الغرائبية المتراكمة التي واكبت تحوُّلات الفن منذ عصر الباروك والرومانسية إلى عصر التجريد والسريالية في القرن العشرين.
وفي الدورة السابعة 2013، فقد فاز كتاب الباحث العراقي الدكتور عبدالله إبراهيم (التخيُّل التاريخي.. السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية)، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2011. والتخيَّل التاريخي بحسب منظور المؤلِّف يعني: "المادَّة التاريخية المتشكلِّة بواسطة السَّرد وقد انقطعت عن وظيفتها التوثيقية والوصفية، وأصبحت تؤدِّي وظيفة جمالية ورمزية، فالتخيَّل التاريخي لا يحيل على حقائق الماضي، ولا يقررها، ولا يروِّج لها، إنما يستوحيها بوصفها ركائز مفسِّرة لأحداثه، وهو من نتاج العلاقة المتفاعلة بين السَّرد المعزَّز بالخيال، والتاريخ المدعَّم بالوثائق، لكنه تركيب ثالث مختلف عنهما".
وتجدر الإشارة إلى أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تستقبل الترشيحات في هذا الفرع حتى منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم.