جائزة تايكي.. الصحافة في آخر الأولويات

رغم انتظارنا وحماستنا لاحتفالية الدورة الثانية لجائزة تايكي التي جرت في البحر الميت، وتوقعاتنا بأن تكون استثنائية وفيها أعلى درجات التنظيم والادارة الجيدة؛ كان ما حصل على أرض الواقع، بخلاف ذلك، مغايرا ومخيبا لآمال العديدين الذين رأو في الاحتفالية مهرجانا أردنيا يمكن أن يؤسس لحالة ابداعية تؤثر على المستوى العربي.اضافة اعلان
حالة الفوضى والارباك سادت الاحتفال، ما ينم عن سوء في التنظيم وتنصل واضح من ادارة الجائزة عن دورها بمتابعة ما تعرض له صحفيون أردنيون من تعامل مهين وتهميش واضح، رغم أنهم جاؤوا كداعمين حقيقيين للحفل، متوقعين أن يعكس صورة بلدهم الحضارية.
منذ 7 أشهر تقريبا بدأ الاستعداد والتجهيز من قبل ادارة جائزة تايكي، والتحشيد لدعوة أكبر عدد ممكن من الفنانين والنجوم لتكريمهم عن أعمالهم الفنية، وكان هناك اهتمام بالغ من قبل الشركة المسؤولة عن الجائزة لتغطية الصحافة المحلية لهذا الحدث، كما أن الاعلام المحلي، من صحف يومية ومجلات ومواقع الكترونية أولى بدورها اهتماما بالغا بالجائزة ووفر لها مساحات كبيرة، كان يرى أنها حق للاحتفالية.
لكن الصدمة الكبيرة كانت من خلال التجاهل الكبير والمتعمد للصحفيين المحليين، والتعامل معهم بطريقة "دونية" تفتقد لأدنى درجات الاحترام واللباقة، وهم الذين ساندوا الحدث وتحمسوا للكتابة عنه، وأولوه اهتماما كبيرا.
الجهة المنظمة للمهرجان أساءت لصحفيين يملكون بطاقات خاصة تخولهم تغطية الحدث بسهولة، لكن تبين أنها تقيد حركتهم وتمنعهم من التجول بدلا من أن تسهلها، وعلاوة على ذلك تم منعهم من الدخول للقاعة الرئيسية للاحتفال رغم ابراز البطاقات، لا بل قيل لعدد كبير منهم أن ينتظروا خارجا لما بعد جلوس المدعوين، وإذا تبقت أمكنة فارغة سيدخلونهم إلى القاعة!!
أما الطاولات التي كانت محجوزة لبعض الصحفيين فكانت في آخر القاعة بشكل يصعب عليهم متابعة الحدث بسهولة ويسر، في حين أن ممثلي الصحافة العربية والأجنبية كان لهم كامل الاحترام والتقدير ولهم الحق في التجول في جميع أروقة المكان، والجلوس في الأماكن الأمامية، واجراء المقابلات.
اما الفنانون والنجوم الحاضرون للجائزة فتم عزلهم، وإدخالهم من باب آخر حتى لا يلتقوا مع الإعلاميين، على عكس ما يحصل في مهرجانات عربية حين يكون الهدف هو الالتقاء الدائم مع الطرفين وإجراء حوارات، لأن ذلك هو الاساس في انجاح اي حدث كان.
ولكن مع عدم فهم الدور الحقيقي للإعلام من جميع القائمين على الجائزة والتعامل المهين مع الاعلاميين، كانت النتيجة مقاطعة الحدث وعدم الكتابة عنه في بعض الصحف المحلية، فكأنما إدارة الجائزة لم تدرك أهمية الإعلام المحلي وقدرته على انجاح الحدث، أو افشاله في حال عدم تقدير دوره ومكانه.
كان يفترض بعد نجاح الدورة الأولى لجائزة "تايكي" في العام قبل الماضي سواء من حيث التنظيم الذي نال رضا الجميع والتعامل اللائق، وخاصة مع الاعلام؛ أن يتم البناء على هذا النجاح في دورة العام الحالي، للخروج بحدث يبقى راسخا بقلوب وعقول الجميع، وعبر أقلام صحفيين يكتبون بفخر عن هذا الحدث ويسردون بحب نجاحاته. لكن على ما يبدو فإن الادارة لم تكن معنية بكل ما سبق.
الإعلامي اللبناني نيشان اعتبر ان ما حدث مع الصحفيين والاعلاميين الاردنيين تصرف غير لائق و"معيب" فماذا تقولون أنتم يا إدارة مهرجان تايكي" الكرام؟!