جابوتنسكي هو جابوتنسكي

 هو جابوتنسكي متفانٍ - يوسي احيمئير- معاريف

حصل هذا يوم الاربعاء الماضي. النائب الاول لرئيس الوزراء، الوزير موشيه بوغي يعلون، كان في طريقه إلى الشمال عندما بدأ في الكنيست النقاش المشحون حول قانون مديرية اراضي إسرائيل. قبل ذلك ظهر على مقعده في الهيئة العامة للكنيست، عندما عقدت هذه الجلسة احياء للذكرى الـ 69 لوفاة زئيف جابوتنسكي.

اضافة اعلان

يعلون، منذ دخل الحياة السياسية وانضم إلى الليكود، يظهر اهتماما بـ "اب الحركة". وكابن عائلة من حزب مباي، خريج حركة الشبيبة العاملة في كريات حاييم، يجد من السليم الان، ما ان انتقل إلى اليمين، ان يملأ الناقص.

بوغي يعلون لم يرغب في "استعراض العضلات" أمام رئيس الحكومة، في موضوع قانون مديرية اراضي إسرائيل. فهو ليس متزلفا للشعب مثل ميري ريغيف، التي احتلت رجال الاسواق في الصراع على ضريبة القيمة المضافة. بوغي ليس ميري وليس رجل تمرد. هو شخص متوازن ومسؤول، يسعى إلى تلطيف حدة قانون مديرية اراضي إسرائيل. ولهذا تفادى التصويت المتسرع.

لو سعى رئيس الحكومة إلى العثور على يعلون بعد المهزلة في الهيئة العامة للكنيست، لما كان وجده في غرفته في الكنيست بل بعيدا جدا عن المقر. وفي المساء كان بوغي في داخل غابة لافي، قرب مفترق جولاني في الشمال.

ما الذي بحث عنه الوزير بين اشجار الغابة؟ موشيه يعلون اوفى بتعهده لحركة الشبيبة الوطنية، في أن يكون ضيف شرف في الاحتفال الختامي لدورات التدريب. وهكذا، كرسيه المبطن في الكنيست استبدله للحظة قصيرة بكرسي بلاستيك عادي. ضوء الكشافات استبدلها بإضاءة شموع خافتة، ومحادثوه لم يكونوا ثعالب سياسيين صاخبين، بل كانوا فتيانا ابرياء، اعضاء حركة صهيونية تجدد ايامها كما كانت في الماضي.

حركة الشبيبة الوطنية تعود إلى نقابة العمال الوطنية. نعم، التداعي الفكري صحيح- أبراهام هيرشيزون، وزير المالية الأسبق. في الماضي كان زعيم النقابة الوطنية، الذي غش المنظمة التي وقف على رأسها والقى بها إلى الهاوية. وقريبا سيبدأ بقضاء محكوميته بالسجن التي كانت فرضت عليه.

اما النقابة الوطنية؟ فقيادتها الجديدة أخذت على عاتقها مهمة طي تلك الفترة المخجلة وإعادة تثبيت مكانتها كمنظمة عمال جذابة، ذات طابع وطني، تعيد ارتباطها بتراثها التاريخي.

في هذه الأيام تحل الذكرى الـ 75 على تأسيس نقابة العمال الوطنية. فقد أقيمت بالهام من زئيف جابوتنسكي لأجل كسر الاحتكار الفظ للنقابة الاشتراكية التي منعت في سنوات الثلاثين كل رزق عن عمال لم يوافقوا على أن يكونوا منضمين في صفوفها ويحملون البطاقة الحمراء.

علمها هو أزرق- ابيض، ولها حركة شبيبة فاخرة. رأينا ذلك في غابة لافي: الشبيبة الوطنية عرضت مضامينها المتطورة، وتمسكها بعقيدة جابوتنسكي، أب دولة الرفاه والصهيونية المعجزة، في احتفال لختام دورات التدريب. هذا هو الاحتفال الذي لم يتخلَ عنه بوغي يعلون.

في يوم جابوتنسكي- جابوتنسكي نفسه لم يكن في الكنيست. هو لم يكن في قلوب النواب. هو كان في قلوب خريجي الشبيبة الوطنية، في مكان ما هناك في قلب غابة شمالية. بوغي يعلون هو أيضا لم يكن عمليا على طاولة الحكومة. في قلبه، وبعد ذلك في جسده، كان مع خريجي ومدربي الشبيبة الوطنية. فقد عانقهم وهم عانقوه، أثار انفعالهم وأثاروا هم انفعاله، استمتع بكل لحظة في حضرتهم وعن حق، ورأى فيهم ما هو جميل في الدولة، جيل المستقبل.