جامعات الكراهية

إسرائيل هيوم بقلم: تمير موراغ 2/10/2022 نشاط مناهض لإسرائيل يتجاوز في مرات عديدة الحدود ويصبح "لاساميا"، هو مشهد معروف وشائع في أوساط الجامعات في الولايات المتحدة. ومع ذلك يبدو مؤخرا أنه تم تجاوز خط أحمر جديد عندما أعلنت بضع منظمات طلابية في جامعة بيركلي -إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في الولايات المتحدة وفي أرجاء العالم- عن مقاطعة جارفة ضد كل متحدث يسعى لأن يعبر عن مواقف داعمة لإسرائيل أو الصهيونية. يحظر النص الدقيق للقرار تأييد "الصهيونية، دولة الابرتهايد إسرائيل واحتلال فلسطين"، ويعتقد بأن المقاطعة "حيوية لأمن ورفاه الطلاب الفلسطينيين في الجامعة". وقد بادرت الى القرار "منظمة الطلاب للحقوق في بيركلي من أجل العدالة في فلسطين" (LSJP). وهو يلزم كل منظمات الطلاب التي أيدته بإجراء برنامج تأهيل لأعضائها باسم "فلسطين 101". ثماني منظمات طلابية أخرى في كلية القانون في بيركلي تبنت القرار وبدأت بتطبيق السياسة التي تحظر الإعراب عن آراء مؤيدة لإسرائيل أو الصهيونية بشكل عام. الوضع أسوأ في نيويورك لكن أين بالضبط يمر الخط بين النقد الشرعي لإسرائيل وبين اللاسامية؟ قوة المهمة الدولية لتخليد ذكرى الكارثة، المنظمة التي تضم في عضويتها عشرات الدول، صاغت تعريفا دوليا للاسامية تبنته ضمن آخرين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (برلمان الاتحاد غير بأثر رجعي تبني التعريف من قرار ملزم للدول الأعضاء الى توصية فقط). "رفض حق الشعب اليهودي بتقرير المصير"، أي الادعاء بأن "وجود دولة إسرائيل هو مشروع عنصري"، يعرف كلاسامية. في ضوء ذلك، فإن رفض الصهيونية، التي خلاصتها هي فكرة تقرير المصير اليهودي، وتعريف إسرائيل كـ"دولة ابرتهايد" هو مثابة مواقف لاسامية أيضا. المشكلة هي أن بيركلي هي طرف الجبل الجليدي فقط. كراهية إسرائيل، نشر المعلومات المضللة، الأكاذيب وإنصاف الحقائق عنها؛ تطبيق مقاييس خاصة على إسرائيل لا تنطبق على أي دولة أخرى في العالم، وكل هذا تحت غطاء "الحرص على حقوق الإنسان" أصبحت لغة شبه ملزمة في جامعات عديدة جدا في الولايات المتحدة. "بيركلي حتى ليست الرمز المتطرف لهذه الظاهرة"، قال لـ"إسرائيل اليوم" يوسي هولندر، رجل أعمال إسرائيلي يسكن في كاليفورنيا ونشيط جدا في الصراع ضد الدعاية اللاسامية والمناهضة لإسرائيل في الجامعات في الولايات المتحدة. "الوضع أسوأ من ذلك في نيويورك، وبخاصة في جامعات كولمبيا و"كاني" (الجامعة البلدية لنيويورك). الظاهرة تتدهور أحيانا حتى الضغوط، التهديدات وحتى العقوبات الوحشية التي تفرض على طلاب يتجرأون على التضامن مع إسرائيل. هكذا مثلا في "جويش جورنال" علم أن في جامعة ولاية نيويورك "ساني"، طردت ضحيتا اعتداء جنسي من مجموعة الدعم التي طلبتا المشاركة فيها حين عرفتا نفسيهما كصهيونيتين. في مقال شخصي نشرته في موقع "نيوز ويك" روز هيرش، طالبة يهودية عملت كنائبة رئيس اتحاد الطلاب في جامعة جنوب كاليفورنيا روت كيف "أزعجت ولوحقت في أرجاء الحرم الجامعي على مدى أشهر فقط لأني صهيونية". عانت هيرش من تنكيلات متكررة من جانب طلاب مؤيدين للفلسطينيين. وكتبت تقول: "قيل لي إن تأييدي لإسرائيل يجعلني شريكة في جريمة العنصرية، وبالتالي فأنا عنصرية بنفسي". في جامعة تفتاس في ضواحي بوسطن جرت محاولة لإسقاط الطالب ماكس برايس من منصبه في اللجنة القانونية لاتحاد الطلاب لأنه أعرب عن تأييده لإسرائيل. وهذه بالطبع مجرد أمثلة قليلة. 50 % يعطفون على إسرائيل "في السنوات الأخيرة" تجري عملية سيطرة لنظرية تقدمية متطرفة على اليسار الأميركي"، يقول هولندر. "من المهم التشديد على أنه لا يوجد توجيه لكل الحزب الديمقراطي أو مؤيديه بل للجناح اليسار التقدمي فقط. تأثير الجناح التقدمي عظيم -وليس فقط في الجامعات. عمليا، نحن نتبين منذ الآن توغلا واسعا للاسامية بنيوية من جانب اليسار الى المدارس في الولايات المتحدة، وبتقديرنا في 25 % منها تقريبا توجد مناهج تعليمية تدرس مضامين لاسامية تحت غطاء القيم الليبرالية". مع ذلك، ليس كل شيء أسود. ففي استطلاع أجرته مؤخرا وزارة الخارجية في أوساط طلاب في الولايات المتحدة، تبين أن 50 % منهم بلغوا عن عطف لإسرائيل، مقابل 36 % بلغوا عن عدم عطف. كما أن 48 % يرون دولة إسرائيل كذخر للولايات المتحدة، مقابل 24 % لا يرونها كذلك. بالمقابل، على حجم النشاط ضد إسرائيل في الجامعات وعن نجاحه تشهد المعطيات التي بموجبها واحد من كل طالبين (49 %) يتعرض لدعوات المقاطعة و56 % من المتعرضين لها أعربوا عن التأييد لها. الموقف من إسرائيل كان إيجابيا أكثر في أوساط الطلاب الذين تماثلوا مع الحزب الجمهوري ومع القيم المحافظة وفي أوساط طلاب أكبر سنا من عمر الثلاثين فما فوق. هذه المعطيات تتناسب والميول ضمن عموم السكان في الولايات المتحدة. وعلى حد قول نائب وزير الخارجية عيدان رول، فإنه "لأجل مكافحة اللاسامية نقوم بنشاط مكثف في أوساط جاليات يهودية في الولايات المتحدة مع التشديد على القيادة الشابة والطلاب بما في ذلك استضافة وفود وزيارات في الجامعات. من واجبنا أن نسمح للصوت اليهودي والمؤيد لإسرائيل أن يُسمع دون خوف".اضافة اعلان