جامعات وشعوذات

ما المُلِحّ في المسارعة إلى عقد ندوةٍ في قاعة المؤتمرات في جامعة اليرموك عن السحر وما شابه من أحد أساتذة الشريعة في الجامعة؟ ما المثير العلمي والأخلاقي في هذا الموضوع الذي يعيدنا إلى عصور الطوطمية والرياحيّة والثقافة المرتهنة بالبدائية وبالتخلّف؟ وما الذي تسعى إليه جامعة كانت في يومٍ من الأيام واحدةً من أهم الجامعات العربيّة، لتصبح لا في الذيل، لا سمح الله، بل تستعدُّ أن تكون مُنازلةً حقيقيةً للعلم والتفكير العلميّ وثقافة التقدُّم؟اضافة اعلان
وكانت إربد قد استقبلت قبل أشهرٍ داعيةً اشتهر بأقواله في ستر الطفلة كامل جسمها أمام أبيها، حتى "سبحان الله قد يُفتَتَن" (هذا قوله بالحرف)، وصاحب القول في جواز زواجِ الساعتين للمجاهدين في سورية، وصاحب فبركة الأكاذيب ونسبتها إلى العلم ليروج لخرافةٍ أو ما شابه.
أما الأستاذ الجامعي في الأردنية صاحب القولة الشهيرة: "من محاربي داعش من يُستَسقى به الغمام" (وهذا موجود على اليوتيوب)، وصاحب تحريض الطلبة على المسيحيين وإيقاد الفتنة، وصاحب الدفاع عن تحرش الشباب بالفتيات في عقر ديار الجامعة... فأين إدارة الجامعة من دربها الحياديّ والنزيه؟ أين هي من ابتذال المعرفة وحشرها رغم أنفها في كراهية الآخر وتغييب العقل والفؤاد؟ أين البحث العلميّ من خطابٍ شهوانيٍّ ليس من مبتغىً له غير التسليع والتشييء والمحو؟
وكانت كلية العلوم في الجامعة الأردنية قد دعت رسمياً داعية، ليتحدث في التفسير العلمي المفبرك، وهو آخر ما توصّل إليه العقلُ العاجز والهمة القعساء. في عقر كلية العلوم يُستَقبلُ داعيةٌ ليتحدث بلغة العلم عن الخرافة...
فأين الجامعة من مرادها وأسباب وجودها؟ أين هي من العلم والاختراع؟ من التقدم ومقارعة الأحداث الكبار؟ من البحوث الرصينة ومزاحمة الأفكار؟ أين هي من ذاتها عندما أُنشِئت وقيل لها هُبّي؟
أية مهزلةٍ وأيُّ قاعٍ!
أيها الأملُ... اغرب عن وجهي...