جامعة آل البيت وكلية الطب

د . مجلي محيلان لكل مؤسسة أو جامعة رؤية وأهداف. وأساس رؤية جامعة آل البيت هو ما ورد في رسالة التأسيس لجلالة المغفور له الملك الحسين والتي أرادها أن تكون "منارة للإصلاح القائم على العقل وحرية الرأي والاجتهاد والتسامح، ... جامعة قادرة على أن تجعل الخطاب الإسلامي المستنير المتسامح حاضرا في المشهد الإنساني عدالة وحرية ووعيا". وقد بدأت جامعة آل البيت متخصصة في التراث العربي والإسلامي, وكان روادها من العالم العربي والإسلامي بالآلاف, وبذلك تميزت هذه الجامعة في بداياتها. وهنا يحضرني الجامع الأزهر حين كان ذات زمان منارة متخصصة ومتميزة في علوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية. ومما ذكره لي والدي أنه عندما درس في الجامع الأزهر في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وأربعينياته، أن الأزهر كان جامعة مستقلة، له وقفيات غنية، تزوده بالإيرادات اللازمة تمتد داخل مصر وخارجها، مماثلا في ذلك لجامعات عريقة كجامعة ستانفورد, التي تقدر وقفياتها بالمليارات. ومعلوم أن التزام الجامعة برؤيتها وأهدافها هي من بديهيات الجودة وأولويات طريق التميز، وهنا تجدر الإشارة إلى جامعات أردنية والإشادة بمسيرتها على هذا الخط، كجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، والجامعة الألمانية الأردنية. بعض جامعاتنا تعاني مشاكل مالية، ولكن يصعب أن تحل هذه المشاكل بإنشاء برامج أو كليات خارج رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها من خلال منظومة البرامج الموازية, لا بل ان ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خارج حدود الجامعة، من ذلك مثلا: ضعف المنتج، ازدياد البطالة، الاضطرابات المجتمعية، والاضطراب الأمني. ست كليات طب في الأردن توسّع معظمها، لا بل أنشئ بعضها في مظلة البرامج الموازية وذلك لحل المشاكل المالية في الجامعات, ويُقدَّر عدد خريجيها سنويا بحوالي 1500 إلى 2000 طبيب, وهنالك ما لا يقل عن 500 طبيب يتخرجون من جامعات غير أردنية كل سنة. فالأردن مشبع الآن بالأطباء حديثي التخرج، ومعظم برامج الإقامة (التدريب أو الدراسات العليا) مشبعة كذلك أو على وشك الإشباع. وبناء عليه؛ فإنني أتمنى أن يُدرس موضوع إنشاء كلية طب سابعة في جامعة آل البيت بدقة، وأن تشكَّل مرجعية لاتخاذ القرار من قبل لجنة لدراسة جدوى وجودة ذلك، على أن تضم اللجنة أعضاء من: جامعة آل البيت، نقابة الأطباء، هيئة الاعتماد، وزارة الصحة، وزارة التعليم العالي، طبيب حديث التخرج، وطالب طب في إحدى كليات الطب في الجامعات الأردنية. وأخيرا أقول: المرضى امتحان الله لنا، وأبناؤنا الطلبة أمانة في أعناقنا، وطلابنا في كليات الطب هم وديعة في ضمائرنا، وزملاؤنا الأطباء المتدربون هم امتدادنا، وأهلوهم هم أقاربنا وأحبتنا، والوطن مهدنا ولحدنا، ومن أقسم على خدمة الأمة فلن يحنث في قسمه. * أستاذ بكلية طب الجامعة الأردنيةاضافة اعلان