جبابرة المال

هآرتس

أسرة التحرير

في العقد الأخير من القرن سيطرت حفنة من رجال الأعمال نالت اسم جبابرة المال على أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإسرائيلي. نوحي دنكنر، اليعيزر فيشمان، اسحق تشوفا، شاؤول الوفيتش وآخرون عملوا بالطريقة اياها: أخذوا القروض من البنوك ومن جمهور الموفرين، اشتروا السيطرة في شركات أخرى، أخذوا القروض مرة أخرى – وهلمجرا. تطلعوا لان يشتروا السيطرة في الشركات التي تدير أموال الجمهور والتي يمكن استخدامها في جملة من الطرق، وكذا وسائل إعلام لغرض جمع روافع ضغط ونفوذ. استخدموا مال الجمهور كي يسيطروا على ممتلكات الجمهور، وبالتوازي أصبحوا متبرعين اسخياء للمال، الذي لم يكن تقريبا في أي مرة مالهم بل مال الموفرين الصغار.اضافة اعلان
قبل عقد تشوش لهم كل شيء. فالازمة المالية للعام 2008، الاحتجاج الاجتماعي في العام 2011 وتقارير صحفية نشرتها "هآرتس" فتحت عيون الجمهور وأوقفت الدولاب الذي لا ينتهي من ديون جبابرة المال الذين انهاروا الواحد تلو الآخر، مخلفين "حلاقات" للجمهور. لجنة تركيز المال التي تشكلت في حينه سنت قوانين هدفها تقليص ضرر طريقة جبابرة المال – مثلا، من خلال حظر وجود اهرامات تجارية، والفصل بين أعمال تجارية مالية وأعمال تجارية ليست ذلك. غير أن ليس كل جبابرة المال تنازلوا عن حلمهم. أحدهم، الفرد اكيروف، صاحب السيطرة في شركة الروف للعقارات والفندقة، يسعى لان يعود إلى تلك الأيام. بعد ان اشترى 15 في المائة من اسهم شركة كلال للتأمين، هيئة مؤسساتية تدير توفيرات وتقاعدات بمبلغ نحو 250 مليار شيكل عن مئات آلاف العائلات، يسعى لان يصل إلى حيازة 30 في المائة، تمنحه سيطرة مطلقة في الشركة وفي ادارتها.
أكيروف، الذي احتفل في الصيف الماضي بيوم ميلاده الـ 80، لا يخفي الهدف الحقيقي من الشراء: ان يمنح ابنه، جورجي، شغلا مناسبا. محظور السماح له باستكمال السيطرة. أولا، الاستقامة الشخصية والتجارية له موضع علامة استفهام. اسمه ذكر في قضية دفع الأجر لشولا زاكن لقاء "صديقة" اهود اولمرت والمحاولة المكشوفة للتأثير على هوية مدير عام شركة "كلال للتأمين" لاعتبارات شخصية ودون صلاحيات. ثانيا، ليس له، ولا لابنه أيضا تجربة إدارية في مجال التأمين وإدارة الاستثمارات. كما أنه، كصاحب شركة عقارات تعيش في ديون لأكثر من تسعة مليارات شيكل، سيكون عرضة لأغراء كبير لاستخدام أموال الموفرين في كلال للتأمين بهذه الطريقة أو تلك (مثلما فعل نوحي دنكنر عندما سيطر على كلال).
لا تقل أهمية هي الرسالة العليلة: إذا منح المسؤول عن سلطة سوق المال، التأمين والتوفير، موشيه بركات لأكيروف الاذن لشراء شركة تأمين، فانه سينقل إلى كل أصحاب المال الرسالة في أن أيام جبابرة المال عادت، ويمكن مرة أخرى السيطرة على شركات الجمهور بواسطة أموال الجمهور.