عزيزة علي
عمان - ثمن ناشرون ومبدعون إطلاق معرض للكتاب في شارع الرينبو، لما لهذا الشارع من ذكريات اجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية، ولتفعيل دور الكتاب المعرفي في المجتمع.
وأشاروا الى أهمية أن يقام المعرض في شارع الرينبو، الذي قطن فيه الروائي العربي الكبير عبدالرحمن منيف، الى جانب معالم ثقافية وتعليمية واجتماعية مهمة، كالمدرسة الأهلية، وبعض بيوت العائلات العمّانية الأولى.
جاء ذلك في المعرض الذي أقامته مؤسسة عبدالحميد شومان بالتعاون مع جمعية جارا برعاية أمانة عمان الكبرى تحت عنوان "أسبوع جبل عمان الثقافي"، الخميس الماضي ويستمر حتى الأربعاء المقبل.
وهذا الأسبوع، تتشارك فيه جهات ثقافية منها: اتحاد الناشرين الأردنيين، والهيئة الملكية للأفلام، ومعهد غوتة، وبريجينس، ومهرجان جاز عمّان والمعهد الوطني للموسيقى، ومؤسسة الملك حسين، ومركز هيا، وبرعاية إعلامية من جريدة "الغد" وراديو نشامى إف إم.
وأشاد ناشرون بتنظيم المعرض الذي اعتبروه فرصة ثمينة وممتازة لجذب الجمهور الى الكتاب، منبهين الى ضعف الدعاية والإعلان والإعلام عن المعرض، ومن ثم فقد كان الإقبال على غير ما توقعوا برغم ما كانت عليه أسعار الكتب من تخفيض.
وثمن المشاركون شراء مؤسسة عبدالحميد شومان من كل ناشر مجموعة من الكتب، ومنح المساحة التي أقيم عليها المعرض مجانا من قبل جمعية جارا، معتبرين ذلك مساعدا مهما في تخفيف أعباء الناشرين الذين شاركوا في المعرض، ولم يجدوا الإقبال المطلوب من الجمهور.
وأشار المشاركون إلى أن غياب المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها الأكاديمية والمدرسية، ما أثر سلبا على فعاليات المعرض الذي شهد توقيع بعض الكتّاب والكاتبات لإصداراتهم في المعرض، لافتين الى أن عددا كبيرا من دور النشر المشاركة، متخصصه في إنتاج الكتاب الأكاديمي.
وأثناء جولة قامت بها "الغد" ظهر التباين في أسعار الكتب بين أكشاك الناشرين الموزعة على طول شارع المعرض، فبينما كانت بعض الدور تبيع كتبها بأسعار زهيدة، كان ناشرون آخرون يعرضون كتبهم ويبيعونها بأسعار مرتفعة.
كما لاحظت "الغد" أن إقبال الجمهور على اقتناء الكتب، انصب على الروايات فالكتب الدينية، أما كتب الأطفال فكان هناك تفاوت في أسعارها.
وعن دار سلوى للنشر المتخصصة في كتب الأطفال قال مسؤولها إن أسعار القصص تتراوح بين 3-5 دنانير، لكن هذه الأسعار، لم تمنع من الإقبال على الشراء.
بينما رأى مشرف كشك دار المنهل المتخصصة بالكتب الأكاديمية وكتب الأطفال، أنه لا يوجد إقبال على الشراء على الرغم من أن أسعار كتبهم لا تتجاوز الأربعة دنانير، مبينا أن السبب يعود لعدم مخاطبة المؤسسة التعليمية خصوصا المدارس بقيام معرض للكتاب.
ولاحظت "الغد" قلة إقبال الجمهور على هذا المعرض، بينما اعتبر رائد المحتسب من اتحاد الناشرين الأردنيين وأحد أعضاء لجنة تنظيم المعرض، أنه رغم قلة الزوار، إلا أنها تجربة ناجحة، فهي الأولى من نوعها التي يتم فيها التعاون بين الاتحاد والمؤسسة، وشارك فيها 30 ناشرا، وتنوعت الكتب بين الأدبية والقصص وكتب الأطفال والثقافة العامة والكتب الدينية.
صاحب ومدير المؤسسة العربية للدراسات ماهر الكيالي رأى في الأسبوع الثقافي، أنه يحمل دلالة لتنشيط القراءة ودعوة الجمهور لزيارة هذا المكان الحميمي، فعلى مقربة من هذا المكان سكن الروائي الراحل عبدالرحمن منيف، في الأربعينيات من القرن الماضي وبالقرب من سوق جارا العديد من الأماكن التي تشير إلى ذاكرة المدينة.
صاحب دار جسور ثقافية للنشر والتوزيع محمد الحواري رأى أن الفكرة رائدة وفريدة، أن تقوم المؤسسة بهذه المبادرة في منطقة سوق جارا على هامش الأسبوع الثقافي، ويدل ذلك على أن المؤسسة هي من أهم المؤسسات الداعمة للثقافة وتشجيع الناس على القراءة واقتناء الكتب، متمنيا لو أن فترة المعرض أكثر من يومين.
واشتملت فعاليات المعرض على توقيع كتب لمؤلفين أردنيين، حيث وقع في اليوم الأول مفلح العدوان، الى جانب الشاعر والروائي أيمن العتوم، والباحث أسعد العزوني، وفي اليوم الثاني للمعرض وقعت رشا عبدالله سلامة روايتها، الى جانب الكتّاب سامر خير أحمد، وهشام إبراهيم الأخرس وسميحة خريس.
ورأت خريس أن فكرة الأسبوع الثقافي ممتازة، خاصة أن سوق جارا معروف على الأقل لسكان جبل عمان، وقد بدا جميلاً حين احتضن معرضا للكتاب، و"لكني لاحظت أن الدعاية للمعرض لم تكن كما يجب كما أن أغلب الجمهور يأتي مستكشفاً غير متوقع أن ينقلب هذا السوق إلى معرض للكتاب، ما جعل الإقبال بسيطاً ولكن ربما تكون هذه البداية ليعي الجمهور بإمكانية التعامل مع الكتاب كسلعة ضرورية".
ويعد هذا النشاط جزءاً من احتفاء المؤسسة بمرور 35 عاما على تأسيسها من البنك العربي، وفي إطار دعمها للأدب والفنون وتعزيزا لشراكاتها مع المجتمع المحلي والمراكز الثقافية المحلية والدولية.
azezaali@
