جدلية الإبداع الوطني

هاشم نايل المجالي يتميز الإنسان بقدرته على التفكير وبناء التصورات والسيناريوهات المختلفة لأمر ما من أجل بناء الاستدلالات، فالإبداع ظاهرة نفسية تتأثر بالعوامل الذاتية وتساهم في بناء قدرات عقلية ذاتية لتخيل خصب وحدس إبداعي، فلقد قال نيوتن إنني أجعل موضوع بحثي نصب عيني دائماً وانتظر الومضة الاولى التي تظهر بهدوء، ثم تتحول بالتدريج إلى شعاع شديد الوضوح. والبحث عن حقيقة يكشف حقائق اخرى دون ان تستدعي منا التفكير بها، والانفعال تجاه ذلك هو مصدر من مصادر الابداع، فهي عوامل موضوعية وفرص مهيئة لا تستوجب الخوف من المباشرة في استثمارها، فهي احلام اليقظة لما هو متوفر لديه من امكانيات تحتاج إلى قدرات ذاتية مبدعة لاستثمارها، واهمية تدخل الارادة كقوة محركة تدفع بنا للوصول إلى اهدافنا المرسومة، وهذا يحتاج إلى حرية الطرح وآلية التنفيذ بعيداً عن رجال السياسة، بل بحاجة إلى رجال العلم والاقتصاد من اجل التصنيع والانتاج والتسويق والاستثمار، بعيداً عن التخويف الذي يعتمد عليه كثير من المتنفذين، وهذا ما حدث لدى العديد من الدول الكبرى مثل اليابان وكوريا وسنغافورة وغيرها. ومن هذا المنطلق نجد أننا في الأردن تتوفر لدينا الكثير من الخامات في باطن الارض والتي ثبت جدواها عالمياً، وتحتاج إلى استثمار لتلبية احتياجات العديد من الدول مثل السيليكا والتي تدخل في صناعة الزجاج والعدسات والخلايا الشمسية وغيرها، وتتوفر بكميات كبيرة لكنها غير مستغلة، ولم يتم جذب الاستثمارات لإنشاء المصانع الخاصة بها او تذليل الصعوبات امام المستثمر. فالأرض على حالها منذ سنين طويلة ولا حراك عليها لا من الداخل ولا من الخارج وهي لا تحتاج إلى ابداع نيوتن او غيره، انما تحتاج إلى قدرات ذاتية لدى المعنيين في اتخاذ القرار المناسب ازاء ذلك، والسير بالاتجاه الصحيح نحو الاستثمار، وهذا يقودنا إلى مادة النحاس في العديد من المناطق وتوفرها بكميات كبيرة وتحتاج إلى مصانع للاستثمار، كذلك الامر لكثير من المواد المشابهة مثل اليورانيوم وغيره. يضاف إلى ذلك الاستثمار في اقامة المدن الصحراوية ذات الخصائص المطلوبة عالمياً، مع الاستثمارات المتعلقة والمرتبطة بها من تسلق للجبال، او التزلج على الرمال او سباق الهجن، وغيره من الزراعات الطبية والكثير الكثير، اي اننا نحتاج إلى جزء صغير من الابداع طالما ان كل شيء متوفر، ولم يبق سوى الاستثمار وآلية تحقيقه داخلياً وخارجياً وازالة العوائق امامه، وتحقيق ذلك ايضاً لا يحتاج إلى مهارة في الابداع انما حسن في الاختيار للشخص المناسب في المكان المناسب.اضافة اعلان