جدل حول انتقال فيروس كورونا عبر الأسطح.. ودراسات توضح

عمان- عندما يصاب أحد الأشخاص بفيروس كورونا في مكان العمل، يتم تعطيل الدوام، وتتم عملية تطهير وتعقيم للمكان على اعتبار أن الفيروس يبقى عالقا بالأسطح مدة طويلة، ويحرص الجميع على التعقيم بالكحول للتأكد من القضاء عليه.اضافة اعلان
عندما بدأ فيروس كورونا المستجد في التفشي على نطاق واسع في العالم، ركزت الجهود الصحية بشكل كبير على تعقيم الأسطح، في مسعى إلى كبح انتقال العدوى، لكن تبين فيما بعد أن هذا الأمر لم يكن ناجعا إلى حد كبير.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن خبراء أميركيين، كانوا يحذرون، في بداية الانتشار، من خطورة الأسطح، لأن الفيروس يستطيع أن يعيش لعدة أيام على البلاستيك أو الفولاذ المقاوم للصدأ. وقالت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، حينها، إنه في حال كان الفيروس موجودا على سطح من هذه الأسطح، فلمسه شخصٌ ما بيده، ثم لامس فمه أو عينه، فذلك يعني إصابته بالعدوى.
وبناء على هذه التوجيهات، انطلقت حملات تعقيم واسعة، سواء في المتاجر أو حتى في الشوارع، فيما كانت هيئة المواصلات بمدينة نيويورك تعمل على تعقيم عربات المترو، في كل ليلة.
لكن يبدو أن هذه الإجراءات قد انتهت بشكل غير رسمي وأضحت جزءًا من الماضي، بعدما بادرت المراكز الصحية الأميركية إلى تحديث إرشاداتها بشأن تنظيف الأسطح.
ولم تكتف الهيئة الصحية الأميركية المرموقة بهذا التحديث، بل قالت إن احتمال انتقال العدوى عبر ملامسة الأسطح ضعيف جدا ولا يتجاوز 1 من 10 آلاف.
وقالت مديرة المراكز الأميركية، روشيل ويلينسكي، إن الفيروس الذي يسبب مرض "كوفيد 19" قد ينتقل فعلا عن طريق ملامسة أسطح أو أشياء تحمل العدوى، لكن ما تأكد من خلال البيانات هو أن هذا الاحتمال يبقى ضعيفا.
من ناحيتها، قالت باحثة في فيروسات الهواء بمعهد العلوم التقنية في فرجينيا، "كنا نعرف هذا الأمر منذ مدة طويلة، لكن الناس ظلوا يركزون على الأسطح وتنظيفها". وأضافت "لا يوجد أي دليل على أن أي شخص أصيب بكوفيد 19 لأنه لامس سطحا حاملا للعدوى".
وفي بداية انتشار الوباء، اعتقد العلماء أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي عن طريق قطرات صغيرة أو جزيئات ننفثها خلال التنفس، وبما أنها أثقل من أن تسافر عبر الهواء، فإنها تسقط على الأسطح وتصبح خطرا على من يلمسها.
وفي وقت لاحق، تبين أن الفيروس ينتقل بشكل أكبر عبر الهواء، كما أن تعقيم مقابض الأبواب والأسطح لا يحمي كثيرا من الفيروس الذي ظهر، أواخر 2019، ثم تحول إلى جائحة مروعة. لذا فإن إغلاق الدوائر الرسمية والمحلات وغيرها بعد أصابه أحد العاملين بالكورونا مسالة يجب أن يعاد النظر بها.
الصيدلي إبراهيم علي ابورمان
وزارة الصحة