جدول العمال

 

معاريف

ياعيل باز ميلاميد

30/8/2009

على طريقته، افيغدور ليبرمان هو رجل نزيه. فهو يتصرف بالضبط كما وعد ناخبيه في اثناء حملته الانتخابية، وان لم يكن في كل المواضيع (مثل الزواج المدني). وقد وعد بأن يظهر سياسة ذات طابع عنصري تجاه عرب اسرائيل – وأوفى بذلك. وعد بعمل كل شيء كي يعرقل كل خطوة سياسية تنطوي على تنازل عن كرفان واحد في المناطق، وهو بالفعل يفعل كل شيء كي لا يتم البدء حتى بحديث مع ابو مازن والسلطة.

اضافة اعلان

بنيامين نتنياهو كان يعرف بالضبط على ماذا يحصل حين عينه وزيرا للخارجية، وهو يوفر البضاعة بكاملها: يلحق الاضرار، بعضها لا مرد لها، بدولة اسرائيل وبسياستها الخارجية. وهو ناجح جدا في الهذر حتى الجنون، وهو ايضا يعرف بانه كلما الحق ضررا أكبر، ترتفع شعبيته، فجمهور مؤيديه يعشق وضعية "العالم باسره ضدنا". فهذا يعيد الحمرة إلى وجناتهم، ويوفر لهم امكانية التوقيع على كل أنواع العرائض الغبية وغير الناجعة ضد "اكيا"، مثلا.

ليبرمان هو مشكلة عويصة لاسرائيل، ولكنها مشكلة معروفة مسبقا، وان كانت خطورتها مفاجئة حتى لاكثر الناس تشاؤما. وزير الحرب، ايهود باراك، بالمقابل، يتصرف بخلاف تام مع ما وعد به ناخبيه، وذلك ايضا مثل كل الوعود التي يلقي بها منذ اشهر، عن تصميمه على اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية، بالقوة ايضا، عند الحاجة. مرة كل بضعة اسابيع يصدر بيان عن باراك بان هذا سيتم قريبا. وها هو يبدأ منذ الان بنشاط في الحفاظ على سلطة القانون، العزيزة جدا على قلبه. والى جانب هذه البيانات هناك من يحرص على أن ينثر الإشاعات بانه ربما يحصل هذا هذه الليلة. قوات الامن ستفاجئ المستوطنين، ستحاصرهم من اليمين ومن اليسار. ستنزل عليهم من التلال او تصعد اليهم من الوديان، إذ أن سلطة القانون يجب أن تنفذ. اما المستوطنون ردا على ذلك، فيصرخون، يكثفون تواجدهم في البؤر موضع الحديث، يعلنون بانم سيقاومون بالقوة، ولا يكون هناك أي ذكر لسلطة القانون. الليلة تمر وكذلك يمر الاسبوع والشهر، ولا شيء يتم.

الاخلاء الطوعي ( بأمر من محكمة العدل العليا) بثلاثة كرفانات تشكل بؤرة "بني آدام" كان حدثا استثنائيا في الاسابيع الاخيرة. ووزير الحرب يواصل إلقاء وعوده العظيمة الى الفضاء، ويعرف الجميع بان شيئا لا يقف خلفها، ولا سيما سكان البؤر الاستيطانية.

الموعد الآن هو شهران من اليوم. هذه المرة لم يخرج البيان عن وزارة الحرب بل جاء عبر النائب دانييل بن سيمون، الذي الى شارك النائبين اوفير بينس وحاييم  اورون في زيارة للبؤر الاستيطانية غير القانونية وتلقوا شروحات من يريف اوفينهايمر، سكرتير عام السلام الان. بل ان بن سيمون اضاف نكتة من جانبه: اذا لم تخل البؤر حتى بداية الدورة الشتوية، فسينظر حزب العمل في استمرار وجوده في الحكومة". حسنا، اذا كان هذا هو التهديد، فبوسع المستوطنين ان يناموا بهدوء. اذا كان في قلوبهم خوف من انهم سيخلون ربما رغم ذلك، فعلى الفور يمكنهم أن يستخدموا خيار التهديد بالعنف وعدم الاخلاء الطوعي، فلا يتجرأ أي جندي أو شرطي من حرس الحدود او شرطي عادي على الاقتراب منهم. ايهود باراك سيعلن مرة اخرى "نحن دولة ديمقراطية تحافظ على القانون"، وسيشرح يانه يؤمن بانه يمكن تنفيذ خطوة الاخلاء بالحوار مع المستوطنين.

من الصعب التصديق بانه يعتقد بان هناك أمل في مثل هذه الخطوات، بعد هذا القدر الكثير من محاولاته للحوار. وحتى اذا ما اتفق مع قادة يشع على اخلاء رمزي، فليس في هذا أي أهمية. متطرفو المستوطنات غير القانونية لا يعترفون بهذه التسويات، وهم يطيرون بالصراخ والشتائم من يأتي لمحاولة الحديث اليهم، مثلما حصل مع زئيف (زمبيش).

باراك يعرف هذا. وكل قصص الاخلاء الطوعي هي فقط اقوال عابثة ترمي الى التسويف لمزيد من الوقت. إن وزير الحرب لدولة اسرائيل يخاف بضع مئات من المستوطنين العنيفين على نحو خاص. وهو لا يرغب في مواجهتهم، وهكذا فانه يعزز خارقي القانون والعنف كنمط حياة.