جدوى إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد!

تحفّظ الرئيس محمود عبّاس على دعوة ياسر عبد ربّه اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد اذا استمرت اسرائيل في المماطلة في المفاوضات، وقال عبّاس نركز الآن على المفاوضات، واذا فشلت نعود للتشاور مع اشقائنا العرب، فيما رفض صائب عريقات المقترح قائلاً: ان ما نحتاجه هو استقلال حقيقي بزوال الاحتلال فقد سبق وأعلنّا الاستقلال عام 88.

اضافة اعلان

منظمة التحرير أقرّت اعلان الاستقلال في المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 88، وهو نصّ جميل صاغه محمود درويش، لكنه كان مجرد اعلان من القيادة في الخارج، قبل بدء عملية السلام وقيام السلطة الفلسطينية وانتقال القيادة الى الداخل، فهلّ سيكون لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد الآن وقع مختلف وجدوى عملية؟

هناك اجماع من كل دول العالم الآن على قيام الدولة الفلسطينية، بما في ذلك الولايات المتحدّة، فإذا استمرت مفاوضات السلام بالتعثّر فإن الردّ بإعلان دولة فلسطينية، قد يستهدف ما يلي: 1- الحصول على اعتراف رسمي من دول العالم بالدولة الجديدة. 2- صرف جوازات سفر معترف بها تتيح تنقل الفلسطينيين بصورة طبيعية بين الدول. 3- قطع الطريق على انفصال قطاع غزّة. 4- توليد عملية ضغط جديدة على اسرائيل للاعتراف بحقيقة اصبح كل العالم يعترف بها، ولا سبيل لإدامة انكارها الى الأبد.

طبعا يفترض مشاورة أطراف عربية وجسّ نبض اطراف دولية قبل اتخاذ الخطوة، وقد يكون حصول الدولة على اعتراف دولي وعالم ثالثي مضمونا، لكن من الضروري ضمان اعتراف اوروبي على وجه الخصوص.

قد تبدو الخطوة اعلانا نظريا لا جدوى منه في الواقع العملي، لكن اذا تعثرت المفاوضات، وهو المرجح طبعا، فقد تجد السلطة الفلسطينية نفسها في حالة افلاس خطير لا تدري ما الذي يجب أن تفعله. وهنا فقد يكون اعلان الدولة مدخلا لديناميكية جديدة لمتابعة النضال السياسي، من خلال المطالبة بموجبات تطبيق هذا الحق الذي تعترف به مبدئيا دول العالم كافّة.

لقاء عباس أولمرت أمس وما رافقه من تصريحات محبط للغاية. أولمرت لا يريد بحث القدس (الآن)، وليفني تقول في مؤتمر لمنظمات يمينية متشددة أنه ليس لإسرائيل أي دور في حلّ قضية اللاجئين. ماذا يبقى؟.. الحدود التي رسمت لها اسرائيل سلفا الجدار العازل، بينما تستمر في قضم الأرض عبر المستوطنات، ويضطر عباس في مفاوضات وضع نهائي لمناقشة تفاصيل المتاعب اليومية للفلسطينيين وحصار غزّة من دون فائدة.

رغم تحفظ عباس ومعارضة عريقات، قد يكون اعلان دولة فلسطينية، اذا استمرت المفاوضات في التعثر هو خطوة بديلة جديدة يقدم عليها الجانب الفلسطيني.

[email protected]