"جذور": فرقة موسيقية شابة تبحث في إحياء التراث الموسيقي الشرقي

جانب من الأمسية التي قدمتها فرقة "جذور" أول من أمس ضمن "فوانيس" - (تصوير: محمد مغايضة)
جانب من الأمسية التي قدمتها فرقة "جذور" أول من أمس ضمن "فوانيس" - (تصوير: محمد مغايضة)

غيداء حمودة

عمان- ليس غريبا أن تجتمع التقنية والإحساس العاليان في العزف مع اختيارات موسيقية تروي أذواق الجمهور مع حضور قوي للموسيقيين على المسرح، ليقدموا أمسية مميزة للجمهور ويلونوا مساءهم في أول إطلالة لهم وحفل اطلاقهم مساء أول من أمس على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي.اضافة اعلان
الفرقة التي تحمل اسم "جذور" وشهدت حفل إطلاقها ضمن أيام عمان المسرحية، تضم كلا من محمد طهبوب على الكمان وغسان أبوحلتم على الكلارينيت وعبدالوهاب الكيالي على العود وطارق الجندي على التشيلو، إضافة إلى ناصر سلامة على الإيقاع.
وتسعى الفرقة، بحسب مؤسسها عبدالوهاب الكيالي، لإظهار جذور الموسيقى العربية، عبر إحياء الموروث الموسيقي الآلاتي للمنطقة العربية والشرق الأوسط ككل، وتطوير هذا الموروث وتقديمه للجمهور.
وهذا هو ما حققته في أمسيتها الأولى، خاصة وأن أعضاءها سبق وأن اجتمعوا وقدموا أمسيات مشتركة عبر فكرة "الصالون الموسيقي"، الذي نفذه الكيالي السنة الماضية، وحققت تلك الأمسيات نجاحا ملحوظا.
أمسية "جذور" حظيت باهتمام وتفاعل الجمهور، واشتملت على مقطوعات شرقية متنوعة إضافة الى مقطوعات من تأليف بعض أعضاء الفرقة، لتكون البداية مع أحد قوالب الموسيقى الشرقية بمقطوعة "سماعي محير كردي" للمؤلف التركي سعدي إشلاي.
ومن مؤلفات طارق الجندي قدمت الفرقة مقطوعة "يسار" التي تعاين حالة إنسانية تساؤلية، ليبدع فيها عازف الكمان محمد طهبوب في ارتجالاته على الكمان ويحلق عاليا.
"هل من الممكن النسيان" للمؤلف التركي المعاصر غوغكسل باكتغير كانت المقطوعة التالية، التي بدأها طارق الجندي على التشيلو، وتابع أعضاء الفرقة في حالة من المزاج الهادئ الذي أضفته المقطوعة.
وانتقالا إلى مقطوعة ذات إيقاع سريع، قدمت الفرقة مقطوعة العربة Arabas من التراث اليوناني، وجاء هذا الاختيار ضمن رسالة الفرقة بتقديم الموسيقى "الشرقية" وليس العربية فقط.
ومن مؤلفات عبدالوهاب الكيالي قدمت الفرقة "نوى" التي تتصف الشجن وحالية روحية خاصة أكد عليها عازف الكلارينيت غسان أبوحلتم في ارتجالاته، لتنتقل بعدها إلى مقطوعة "حصاد الزيتون" للمؤلف الموسيقي الفلسطيني المعاصر سيمون شاهين، وهنا لعب محمد طهبوب دور البطولة على آلته وأضفى رونقا خاصا على المقطوعة.
ومن ألحان زكريا أحمد قدمت الفرقة "هو صحيح الهوى غلاب"، والتي بدأها الكيالي بتقاسيم على العود وجاءت بتوزيع موسيقي وظف الآلات المختلفة في الفرقة.
الفرقة قدمت المقطوعات بتجانس كبير بين أعضائها وحضور قوي ولافت كان ذا أثر ايجابي على الجمهور.
وعودة إلى القوالب الموسيقية الشرقية، قدمت "جذور" مقطوعة سماعي حجاز بعنوان "غريب" للمؤلف غوغكسل باكتغير.
المقطوعة التالية كانت "في البال" من تأليف عبدالوهاب الكيالي، والتي بدأها بتقاسيم على آلته العود، لتضفي بعدها المقطوعة حالة من الشجن عبر تنويعاتها اللحنية.
ختام الأمسية كان مع موسيقى أغنية "طللوا حبابنا" من التراث اللبناني، والتي جاءت كوداع محبة للجمهور الذي استتمع بالأمسية ومختاراتها المنتقاة.
يذكر أن "جذور" فرقة تضم موسيقيين محترفين شبابا. ولا تعتني "جذور" في اختياراتها الموسيقية بمنطقة معينة من العالم العربي أو الشرق الأوسط، وإنما تصهر تأثيرات موسيقية شتى من أرمينيا في الشرق إلى اليونان في الغرب مروراً بالعراق وسورية وتركيا ومصر لإنتاج موسيقى كلاسيكية آلاتية شرقية. كما تؤدي "جذور" هذه الموسيقى المتفرعة المنابت بطريقة متعلقة عضوياً بأصولها الأردنية.
وتقدم جذور قوالب موسيقية شرقية كلاسيكية كالسماعي والبشرف واللونغا والتحميلة والدولاب، بالإضافة إلى المؤلفات الحديثة. تتكون جذور من ناصر سلامة على الإيقاعات، عبد الوهاب الكيالي على العود، طارق الجندي على التشيلو، محمد طهبوب على الكمان، وغسان أبو حلتم على الكلارينيت.