جراحة العمود الفقري بالمنظار

عمان- تعد جراحة العمود الفقري بالمنظار من أحدث أنواع الجراحة في العالم، وأقلها مضاعفات، وأخفها آلاما، حيث تتم من فتحات صغيرة جدا لا تتجاوز 1 سم فقط .اضافة اعلان
يسمح المنظار وبشكل فعال وآمن بإجراء عمليات الديسك (الانزلاق الغضروفي) وعمليات تضييق القناة الشوكية، ودون الحاجة لتثبيت الفقرات في معظم الحالات.
ما هو المنظار؟
هو جهاز على شكل اسطوانة قطرها أقل من 1 سم، في نهايتها عدسة صغيرة جداً، ومصدر للضوء وفتحة يتم إدخال الأدوات الجراحية منها. يتم إدخال المنظار للفقرة المحددة، وبسبب وجود عدسة المنظار داخل ظهر المريض فإن الصورة التي يراها الجراح على الشاشة تكون في غاية الوضوح ومكبرة عدة مرات، مما يزيد من كفاءة عمليات العمود الفقري وأمانها. كما أن تموضع العدسة بزاوية يسمح برؤية كافة الأماكن المطلوبة بشكل فعال وآمن لا توفره أي تقنية أخرى. يتم أثناء العملية ضخ عدة لترات من المحاليل المعقمة لتوضيح الرؤية ووقف النزف.
عمليات الديسك (الإنزلاق الغضروفي) بالمنظار
تجرى هذه العملية غالباً من جانب العمود الفقري وليس من الخلف، ومن فتحة نصف سم تقريباً، وتحت بنج موضعي أو عام. يستطيع المريض المشي ومغادرة المستشفى خلال ساعتين فقط بعد العملية. تتجاوز نسبة النجاح في هذه العمليات 90 % بإذن الله، وتتميز عن العمليات التقليدية وعمليات الميكروسكوب وحتى عن عمليات التداخل المحدود بأمرين رئيسيين:

  1. ندرة حدوث الإلتهابات حيث تكون شبه معدومه بسبب التدفق المستمر للماء خلال العملية.
  2. عدم حدوث الالتصاقات أو التليفات حول العصب، والتي تحدث دائماً في العمليات الخلفية والتي قد تسبب آلاما مزمنة في الساق في بعض الحالات.
    يمكن وبسهولة أيضاً إجراء عمليات المنظار للديسك من الخلف، وحتى هنا تبقى نسبة الالتصاقات أقل بكثير من العمليات التقليدية بسبب صغر حجم المنظار، كما أن نسبة الالتهابات تبقى شبه معدومة.
    عمليات (الديسك) الانزلاق الغضروفي الراجع أو المتكرر
    من الحالات المهمة التي يستفيد فيها المريض وبشكل كبير من تقنية المنظار الجانبي، هي حالات الانزلاق الراجع أو المتكرر. المقصود بذلك مثلاً مريض أجريت له عملية انزلاق غضروفي، وتحسن تماماً، ولكن عادت الآلام في الساق بعد أسابيع أو أشهر أو سنوات من إجراء العملية. يتبين في معظم هذه الحالات أنه قد حدث انزلاق آخر بنفس الفقرة ونفس الجهة! هذا ليس نادر الحدوث حيث تصل نسبة الإصابة به إلى 10 % من المرضى، وبغض النظر عن طريقة إجراء العملية بالمنظار أو الميكروسكوب أو بجرح كبير. لا يعني رجوع الديسك إطلاقا فشل العملية الأولى كما يُعتقد، وإنما سببه أننا في عمليات الديسك نقوم بإزالة جزء الغضروف الذي خرج من الديسك الرئيسي وضغط على العصب، وهذا يحقق المطلوب وهو تخفيف آلام المريض والحفاظ بنفس الوقت على معظم مادة الديسك الضرورية للعمود الفقري.
    صحيح أن إزالة الغضروف بشكل كامل يمنع رجوع أو تكرار حدوث الانزلاق، ولكنه يضاعف احتكاك وتآكل الفقرات مسببا آلاما شديدة في الظهر، ويتطلب لاحقاً اجراء عملية أخرى وأكبر لتثبيت الفقرات، وبالتالي لا نزيل اطلاقا كامل الغضروف.
    تؤدي عمليات الديسك من الخلف إلى حدوث التصاقات وتليفات حول العصب في كافة المرضى، ورغم عدم وجود أثر سلبي لهذه الالتصاقات في معظم الحالات، إلا أنها تصعّب إجراء عملية الديسك الراجع المتكرر وتزيد من نسب إصابة العصب، أما في تقنية المنظار الجانبية فممكن تلافي هذه الالتصاقات وإزالة الديسك الراجع بسهولة وأمان.
    عمليات تضيق القناة الشوكية بالمنظار
    يمكن بسهولة وفاعلية كبيرة إجراء هذه العمليات بالمنظار ومن فتحة 1 سم فقط ، ويتمكن المريض عادة من الخروج من المستشفى بنفس اليوم. وعلى الرغم أن عمليات التداخل المحدود ممتازة في هذه الحالات، إلا أن عمليات المنظار تتفوق عليها بنسب أقل من الالتهابات، وبدرجة أعلى من الأمان بسبب الرؤية الأفضل التي يوفرها المنظار للجراح، وسهولة وصول المنظار لكافة مناطق التضيق من الجهتين.
    تتميز عمليات تضيق القناة الشوكية بالمنظار بأنها تحقق الهدف منها بتوسيع القناة الشوكية بشكل فعّال وآمن، بينما تحافظ بنفس الوقت على الأنسجة والأربطة والعظم. هذا يعود أيضاً إلى صغر حجم المنظار 1 سم، ووضوح الرؤية الهائل الذي يوفره للجراح، فلا نضطر لإزالة هذه الأنسجة المهمة، بعكس حالات العمليات التقليدية والتي تتطلب تثبيت الفقرات وما يرافقها من مشاكل ومضاعفات كبيرة.
    إنّ الفائدة الكبرى لعمليات تضيق القناة الشوكية بالمنظار هي تجنب تثبيت الفقرات بالبراغي في معظم حالات تضيق القناة الشوكية، وحتى تلك التي يوجد فيها زحف (تحرك) الفقرة نفسها.
    عمليات الديسك(الإنزلاق الغضروفي) في الرقبة بالمنظار
    يمكن إجراء بعض عمليات ديسك الرقبة بالمنظار بسهولة وفاعلية. يتم ذلك من فتحة نصف سنتيميتر من الخلف، ويستطيع المريض مغاردة المستشفى بنفس اليوم. الفائدة الكبرى هنا هو تجنب تثبيت الفقرات ووضع صفائح معدنية كما هو معروف في عمليات ديسك الرقبة. يجب التنويه إلى أن عمليات منظار الرقبة ممكنة في بعض الحالات وليس جميعها.
    تعتبر عمليات الديسك وتوسيع القناة الشوكية بالمنظار ثورة في عالم جراحة العمود الفقري، وتلقى اهتماماً هائلاً من المرضى والأطباء لإدراكهم واطلاعهم على فوائدها المتعددة مثل الآلام الخفيفة بعد العملية، قصر فترة المكوث في المستشفى، سرعة العودة للحياة الطبيعية، ندرة حدوث الإلتهابات، تجنب عمليات تثبيت الفقرات، ودرجة الأمان العالية التي تعطيها هذه التقنية.

  3. د. محمد الصوص
    استشاري جراحة العمود الفقري بالمنظار