"جرب التين" يجدد شكاوى مزارعي جرش من ضعف "الإرشاد الزراعي"

صابرين الطعيمات

جرش- مع هجوم مرض جرب التين في موسمه الحالي على أشجار وثمار التين في محافظة جرش، وجه العديد من المزارعين اللوم إلى وزارة الزراعة، لأنها لم تقدم لهم الإرشادات الضرورية لمواجهته، وغابت تقديراتها لقدومه مع غيره من الأمراض التي أصابت محاصيلهم خلال هذا الفصل.اضافة اعلان
وأبدى مزارعو جرش الذين يترقبون موسم قطاف التين في مثل هذا الوقت من العام، تخوفهم من أن يضرب موسمهم الذي يحقق لهم مداخيل تسهم بتخفيف أعبائهم المادية.
وبينوا أن هذا المرض، يلحق بأشجارهم الخراب، ويخفض من إنتاجها، بخاصة وأنه يصيب أغصانها وينتقل الى الثمار بسرعة كبيرة في موسم القطاف.
وأكدوا أن "جرب التين"، دفع لإنتاج كميات قليلة من الثمار، ما رفع أسعاره ليصل سعر الكيلوغرام الواحد منه الى دينار ونصف، بينما لا يزيد سعره عادة في مثل هذه الأوقات على 75 قرشا.
ووجهوا اللوم الى وزارة الزراعة، لتقصيرها في توعيتهم بالأمراض التي تصيب أشجارهم وثمارهم والوقاية منها وعلاجها قبل بدء مواسم ثمارها، متسائلين عن دور الجهات الإرشادية في الوزارة في مثل هذه القضايا الملحة.
وطالبوا بأن يرافق العمليات الإرشادية، توفير الوزارة المبيدات أو الأسمدة أو المعدات للمساعدة على مكافحة مثل هذه الآفات الزراعية، حتى لا تضرب محاصيلهم، وتتسبب لهم بخسائر موجعة، كما يحدث مع مرض جرب التين.
مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة، قال إن أشجار التين تتوزع في البيوت والأراضي الزراعية على مساحات متفاوتة، بخاصة في بلدتي سوف وساكب، اللتين تشتهران بزراعة التين والعنب والفواكه، لافتا الى أن غالبية من يزرعون التين، يعتاشون على بيع ثماره، وهي بذلك توفر دخلا لآلاف الأسر.
وأوضح أن "جرب التين" مرض عادي، لا يؤثر في الشجرة بشكل كامل، كما لا يمكن علاجه في موسم القطاف، فثمار التين حساسة من عمليات الرش والمكافحة، ويجب معالجتها في فصل الخريف، وبعد تساقط الأوراق، عن طريق تنظيف أغصانها المصابة بمواد المكافحة المناسبة.
وأوضح الخوالدة، أن أسعار التين تعتمد على العرض والطلب، وما تزال أسعاره مرتفعة مقارنة بغيره من أنواع الفواكه الموسمية.
وبين أن قسم الإرشاد الزراعي في الوزارة وأقسام المديرية كافة، على تواصل مباشر ويومي مع المزارعين، "ونتلقى ملاحظاتهم وشكاواهم حول الأمراض التي تصيب أشجارهم، ونرشدهم إلى طرق مكافحتها ووقايتها، فضلا عن عقد ورشات عمل ودورات تدريبية للمزارعين على نحو دوري".
المزارع ماهر الدبيسية، قال إن المزارعين لا يمكنهم تقدير الأمراض التي ستصيب مواسمهم الزراعية، أو معرفة متى ستصيبها، ونوعيتها وطرق مكافحتها، ويجب أن تنفذ الوزارة حملات واسعة لتوعيتهم بها، وبطرق مكافحتها قبل موسم القطاف، لضمان الحفاظ على نوعية وجودة منتجهم.
وأضاف أن إصابات الأشجار بالأمراض، تجبر المزارعين على قص مساحات كبيرة من أغصانها وإتلاف ثمارها، لضمان عدم انتقال عدوى الأمراض الى باقي الأشجار وإصابة كميات أكبر من الثمار.
وقال المزارع رامي الناجي، إنه يمتلك بضع أشجار تين حول منزله، كان يعمل على قطافها وبيع منتجها سنويا في سوق التين الذي يقام في بلدة ساكب التي تشتهر بزراعته، وكان ربحه السنوي من بيع الثمار لا يقل عن 300 دينار، لكن أشجاره مصابة حاليا بـ"جرب التين"، وهو عبارة عن حبوب حمراء اللون، تغزو الأغصان والثمار، وتنتقل من غصن الى آخر، ولا يقطف المزارعون الثمار المصابة به لسوء جودتها ورداءة نوعيتها، لأن المشترين يرفضونها.
وأوضح أنه قد فات الأوان لمعالجة "جرب التين"، ولا يمكن مكافحته بأي شكل حاليا، بخاصة وأن شجرة التين حساسة من عمليات الرش، وعلاجها لا يتم إلا بعد تساقط الأوراق في فصل الخريف فقط.
إلى ذلك، قال المزارع عقاب العياصرة "إن "جرب التين"، أصاب آلاف الأشجار لهذا العام، وتختلف إصاباته من شجرة لأخرى، وبعض الأشجار تصاب بنسبة مرتفعة وفي مساحات واسعة منها، وبعضها يصاب على مساحة وأغصان أقل".
وبين أن "جرب التين" لم يظهر إلا الشهر الحالي، ولا يمكن رش الشجر ومكافحته، نظرا لصعوبة ذلك خلال فترة القطاف، لذا يقص المزارعون حاليا الأغصان والثمار المصابة، ويتخلصون منها بحرقها، لاسيما وأن المرض معد للأشجار الأخرى التي تكون قريبة من مواقع الإصابة.
وأضاف العياصرة أن آلاف الأسر الجرشية، تعتاش في هذا الموسم على موسم قطاف الفواكه؛ كالتين والعنب، لكن "جرب التين" تسبب بتخفيض كميات إنتاج التين، ما رفع أسعاره، ورغم وصول الموسم إلى منتصفه، لكن أسعاره ما تزال مرتفعة، مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى.