جرش: أراضي الغابات موائد رمضانية هربا من حرارة المنازل

صابرين الطعيمات

جرش – تتجه الكثير من الأسر الجرشية هذه الايام، لتناول وجبة الإفطار في المتنزهات الطبيعية والغابات، مستخدمين إضاءة مركباتهم أو مصابيح تعمل بالشحن، للتخفيف على أنفسهم من وطأة ارتفاع درجات الحرارة في المنازل.اضافة اعلان
ويؤكد مواطنون أن الغابات والمحميات والمتنزهات الطبيعية، مناطق مرتفعة ودرجات الحرارة تكون فيها بالعادة منخفضة مقارنة بالقرى والبلدات المنخفضة، مما يشجع المواطنين على تناول وجبة الإفطار فيها وقضاء أوقات مختلفة بين الغابات، على الرغم من عدم توفر مقومات تشجعهم على زيارة المناطق مساء، وأهمها عدم توفر الاضاءة وساحات ومواقع للشواء بعيدة عن الشجر الحرجي تحميه من نشوب الحرائق.
ويؤكد المواطن حيدر بني مصطفى، عدم توفر إضاءة كافية في المواقع ليلا، وخاصة على الطرقات المؤدية للغابات، على الرغم من الإقبال على هذه المواقع ليلا في فصل الصيف، خاصة وأن هناك مواقع تحتاج إلى إضاءة في مواقع محددة يرتادها المواطنون وقريبة من خطوط التيار الكهربائي.
وقال بني مصطفى، إن الكثير من العائلات تتوجه في كل مساء إلى الغابات والأحراش لتناول وجبة الإفطار، بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة داخل المنازل، ومناسبة أجواء الغابات وطقسها لظروف الصيام وصعوبته في هذه الأيام.
و اعتادت أسرة الخمسيني أبو ناصر الزعبي على تناول وجبة الإفطار عدة مرات في المتنزهات الطبيعية، التي تتميز بها محافظة جرش، لاعتدال درجات الحرارة فيها وعدم تمكن الأسر ذات الدخل المحدود من ارتياد المطاعم السياحية ذات التكاليف المالية الباهظة.
وأكد الزعبي ان هذه المتنزهات الطبيعية هي متنفس لأبناء محافظة جرش، غير أنها ما تزال تفتقر للمرافق العامة والإضاءة والساحات العامة، و كذلك للحاويات ومواقف خاصة للسيارات ومواقع للشواء، وغيرها من الخدمات الاساسية التي يحتاجها الزائر.
وقال الزعبي إن هذه المتنزهات ستشهد حركة سياحية غير طبيعية خلال عطلة عيد الفطر السعيد وفصل الصيف وبدء موسم المهرجانات الثقافية في جرش، ما يستدعي العمل على تجهيز هذه المواقع التي تعد نقاط جذب سياحية حيوية، مشيرا إلى ان هذه المواقع مؤهلة لتكون مطلات سياحية عالمية تقام فيها مشاريع سياحية حيوية وفنادق وشاليهات ونزل بيئية تؤهلها لدخول العالمية في قطاع السياحة.
بدوره، يرى الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن الجانب السياحي ينشط ويتطور بشكل سريع وملحوظ في محافظة جرش، مشيرا إلى ضرورة أن يتم مواكبة هذه التطورات الأعداد الكبيرة من الزوار والسياح التي تدخل المدينة الاثرية وباقي المحميات الطبيعية والغابات.
وقال ان وجودهم يتطلب التركيز على السياحة البيئية وهي التي تعتمد على معايير بيئية بحتة، توفر للزائر المرافق العامة وخدمات المبيت والطعام البيئي الشعبي القديم، والخدمات القديمة كإنارة بواسطة المصابيح القديمة والشموع ومختلف الخدمات السياحية، خاصة في غرب جرش ذات الكثافة الشجرية العالية.
وقال زريقات، إن النزل السياحية البيئية تعد نقطة جذب للسياحة الداخلية والخارجية في جرش، وتطيل مدة إقامة السائح فيها وتعزز الاستثمار في القطاع السياحي، مطالبا الجهات المعنية بإدراج هذا المشروع على موازنة السياحة، من خلال مجلس المحافظة للعام القادم، كأهم المشاريع السياحية، التي ستقام في جرش، خاصة وأن نفس المشروع نفذ في محافظات متعددة في الشمال ونجح.
وأوضح زريقات إمكانية إدراج المشروع على موازنة عامين متتاليين لضمان نجاحه وإتمام مختلف مراحله، خاصة مع توافر عدة مواقع سياحية، خاصة غرب محافظة جرش، وتصلح لأن تكون منتجعا سياحيا مخدوما يستوعب اعداد هائلة من السياح .
ويعتقد زريقات، أن هذا المشروع سيوفر مئات فرص العمل لأبناء المحافظة المدربين والمؤهلين للعمل في القطاع السياحي، وسيعزز العمل في المسارات السياحية التي تعتبر الغابات والمحميات الطبيعية ممرا حيويا لها، وتتوفر فيها مقومات مبيت مناسبة وبيئية في ذات الوقت.
بدوره، قال رئيس بلدية المعراض فيصل الظواهري، إن البلدية تركز على دعم المشاريع السياحية بشكل خاص، وتقدم لها كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي، لاسيما وأن بلدية المعراض من أكثر البلديات التي تتميز بكثافة الغابات فيها والمحميات الطبيعية التي يقصدها الآلاف الزوار يوميا.
وبين الناشط أكرم الرواشدة أن محافظة جرش ما تزال بحاجة إلى مشاريع سياحية تنهض بالواقع الاقتصادي للمحافظة، وخاصة الهيئات التطوعية والجمعيات الخيرية والشبابية، والتي ستستفيد من هذه المشاريع عن طريق تقديم خدمات بيئة للزوار ، وتعزيز ربط المجتمع المحلي بقطاع السياحة. ويرى الرواشدة أن مشروع النزل سيعزز عمل المسارات السياحية لرغبة العديد من الزوار في توفير مواقع للمبيت تتوفر فيها ميزات وشروط تتلاءم مع طبيعة المنطقة، وخاصة إذا قامت بإدارة المشروع جمعية خيرية أو هيئة تطوعية، فضلا عن أن هذا المشروع سيوفر مواقع للتنزة على مدار الساعة في مختلف المواقع، وتكون مجهزة بأفضل الخدمات السياحية وبنفس الوقت تقضي على السياحة العشوائية.