صابرين الطعيمات
جرش – اغلقت مديرية سياحة جرش بشكل طارئ وعاجل موقع البركتين الأثريتين وذلك لمنع المواطنين والمتنزهين من الوصول إلى مياهه والسباحة فيها، بعد ارتفاع منسوب المياه فيها لأكثر من 5 أمتار.
ووفق مدير سياحة جرش الدكتور بسام توبات، فإن مصدر هذه المياه هي ينابيع داخلية في البركتين، ارتفع منسوبها بعد كميات الأمطار والثلوج التي تساقطت بغزارة منذ بدء فصل الشتاء.
وقال توبات إن استثمار الموقع محال الى مستثمر بموجب عقد موقع مع وزارة السياحة، غير أن المستثمر فشل في استثمار المشروع، واصبح في وضع سئ وصعب لتوقف اعمال الصيانة والترميم والتطوير فيه.
غير أن توبات قال ان ارتفاع منسوب المياه فيه يدفع بمواطنين وأطفال ومراهقين لزيارة الموقع والاطلاع عليها، ومنهم من يقوم بالسباحة فيها مما يشكل خطورة على حياتهم.
وأكد أن السياحة قامت على الفور باغلاق الموقع وصيانة الأجزاء المقطعة من السياج وإغلاق البوابات بأقفال فولاذية كبيرة، بالاضافة الى كافة المنافذ والمخارج والمداخل، لمنع وصول أو دخول أي فرد للموقع، حفاظا على حياتهم لارتفاع منسوب المياه في الموقع وهذا المنسوب لم يرتفع منذ عشر سنوات بهذا الشكل .
وقال توبات إن السياحة عملت ايضا على التنسيق مع شركة مياه اليرموك والمديرية العامة للدفاع المدني لفتح العبارات في الموقع، وتصريف المياه وشفط كميات كبيرة منها، سيما وأن عبارات تصريف المياه مغلقة في الموقع، ولم يتم تنظيفها من قبل المستثمر.
واشار توبات الى أن كمية المياه المتدفقة من العيون والينابيع في الموقع أكبر من كمية المياه التي تصرف بواسطة العبارات، مشيرا الى ان الموقع قريب من الأحياء السكنية وقد تشكل المياه خطورة على كل من يقترب.
وبين تزويد الموقع كذلك بإشارات تحذيرية وإرشادية بمنع الاقتراب والتصوير والدخول والسباحة او استخدام الموقع بأي شكل من الأشكال، مشيرا الى انه تم التنسيق مع الجهات الأمنية لتفقد الموقع ومنع السباحة فيه.
إلى ذلك قال الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن موقع البركتين الأثريتين هو أكبر موقع ترفيهي مائي روماني يعود للقرن الثاني للميلاد، وعمره يقارب 1800 عام، يحتوي على بركتين واسعتين عمقهما يقارب 5 أمتار ومساحتهما تقارب 200 متر مكعب، بالإضافة إلى حمام روماني كامل ومدرج للاحتفالات المائية يتسع لأكثر من 400 شخص.
واوضح ان الموقع مستمثر من قبل أحد أبناء محافظة جرش ولكن مع تساقط كميات كبيرة من مياه الأمطار، وتعطل أنظمة تصريف مياه الأمطار وحاجته للتنظيف والصيانة من قبل المستثمر، ادى الى ارتفاع منسوب المياه في الموقع، سيما وأن البركتين عبارة عن ينابيع أصلا ويرتفع منسوبها في حال تساقطت الأمطار.
وكان مستثمر الموقع عبد الستار القيام اكد في أحاديث سابقة لـ" الغد" أنه يعتزم إعادة المشروع لوزارة السياحة وتركه متحملا الخسائر المادية التي وضعها في المشروع، والتي لا تقل قيمتها عن ربع مليون دينار، لعدم جدوى تشغيل المشروع وعدم العثور على أي شريك أو دعم حكومي طيلة مدة عمله فيه، والتي لا تقل عن 3 سنوات، على الرغم من أن الموقع أثري ومن أهم المواقع على مستوى المملكة.
وبين القيام أنه طلب عشرات المرات من مختلف الجهات المعنية أن يتم دعم المشروع ماديا أو إدخال أي مؤسسة حكومية كشريك استراتيجي للمشروع أو تعويضه ماديا عن الخسائر الفادحة التي تكبدها طيلة مدة استثمار المشروع، ولكن دون جدوى .
وقال عبد الستار إن المشروع فاشل بمختلف المعايير والمقاييس وهو مغلق منذ شهور، سيما وأنه خلال 3 أعوام لم يغط ثمن أية خدمة تقدم بالموقع، ولم يتمكن من دفع أجرة عامل واحد، على الرغم من مئات الآلاف التي وضعها في المشروع لغايات استثمار الموقع وتحويله الى موقع أثري وسياحي.
وارجع فشل المشروع كاستثمار سياحي الى عدم تفويج أي سائح للموقع، وعدم وضعه على خريطة السياحة في جرش، على الرغم من الميزات السياحية والأثرية والتاريخية في الموقع.
وأوضح القيام أن دراسات الجدوى المتعددة والخطط السياحية لم تفلح في تحقيق أي دخل بالموقع، سيما وأنه حصل على الموقع وهو يفتقر لأي بنية تحتية أو خدمة واحدة، وكان عبارة عن مرعى للأغنام ووكر للصوص والعابثين.
يشار الى أن مدة عقد استثمار الموقع لا تقل عن 10 سنوات.
اضافة اعلان