جرش: البرد والظروف المعيشية يحدان من الحراك الانتخابي

يافطات انتخابية بعضها مزقته الرياح في إحدى مناطق مدينة جرش-(الغد)
يافطات انتخابية بعضها مزقته الرياح في إحدى مناطق مدينة جرش-(الغد)

صابرين الطعيمات

جرش – إلى جانب الظروف المعيشية الصعبة التي تحد من حركة الأهالي بمحافظة جرش في التفاعل مع حراك الانتخابات البلدية والمحافظة، شكلت المنخفضات الجوية، والتي لم تشهدها المملكة منذ نحو عقدين، حالة من التراجع في هذا النشاط.

اضافة اعلان


وعزا مواطنون هذا التراجع، إلى صعوبة حركة المترشحين في التواصل مع الناخبين، عبر تنقلهم والوصول اليهم في مقراتهم، جراء انخفاض درجات الحرارة الكبير، برغم قرب موعد الاقتراع، وحاجتهم للتواصل مع قواعدهم الانتخابية.


إحدى المترشحات قالت، إن هذه الفترة تعد من أصعب الفترات التي تمر على المترشحين، بسبب الظروف الجوية الصعبة، لافتة إلى أنهم بأمس الحاجة للقاء قواعدهم الانتخابية على مدار الساعة، وهذه القواعد تنتشر في القرى والبلدات، ما يتطلب الوصول والتواصل معهم وهذا يحتاج إلى مناخ مناسب ما يضاعف من جهودنا ووقتنا.


وأضافت ان برودة الطقس، تمنع هذه اللقاءات، بخاصة وأن الأهالي من الناخبين، يفضلون المكوث في منازلهم خلال مثل هذه الظروف، وتجنب الخروج أصلا، جراء البرد ولضعف قدراتهم المادية، إلى جانب الخشية من تواجدهم في التجمعات بسبب التخوف من الإصابة بـ"كورونا".


وبينت هذه المترشحة، انها تلجأ حاليا إلى وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الناخبين، والحفاظ على صحتهم خلال هذه الفترة، لكن اعدادا كبيرة منهم، لا يتعاملون مع وسائل التواصل.


وأوضح مترشح آخر، بأن هذه الفترة يفترض بأن تكون ذروة النشاط الانتخابي، من حيث اللقاءات والاجتماعات بين الناخبين والمترشحين، وحملات تعليق الصور والإعلانات والبرامج الانتخابية، لكن الظروف الجوية تعوق تحركنا كمترشحين وكذلك العاملين معنا، في ظل شدة الرياح والبرودة التي تقوم بتدمير اليافطات الإعلانية.


واوضح أن اللقاءات حاليا مع القواعد الانتخابية، تقتصر على الزيارات المنزلية الفردية لعدد من الناخبين في مناطق سكنية قريبة من مدينة جرش، أو عن طريق استخدام وسائل التواصل، وهي الوسيلة التي يتفاعل معها الشباب، أما باقي الفئات من كبار السن والسيدات، فيعتمدون على لقاءاتهم في المقرات الانتخابية، وعلى نحو محدود.


وبين أحد المترشحين، أن الظروف الجوية القاسية في هذه الفترة، وبرودتها الشديدة، وموعد الاقتراع بعد أيام، وهذه الفترة حاسمة، ومهمة لدى المترشحين، ويبذل كل منهم جهده بالتواصل مع الناخبين بمختلف الوسائل المتاحة، من لقاءات واجتماعات ووسائل تواصل ودعوات وحوارات وتشجيع على التوجه لصناديق الاقتراع.


وأكد أن الظروف الجوية، أوقفت نشاطهم حاليا، بخاصة وأن الناخبين يتجنبون الخروج من منازلهم خلالها، خوفا من الأمراض الشتائية و"كورونا" والرياح الشديدة، لافتا إلى أن الرياح والمطر، اسهما بخراب اليافطات الإعلانية، ما يستدعي تكثيف جهود العاملين معنا لتجديدها.


وأوضح العتوم أنه مع اقتراب موعد الاقتراع في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، فإن المترشحين يعملون بأقصى ما لديهم من طاقة وجهد، مع فرقهم للوصول إلى قواعدهم الانتخابية، لاقناعهم بالذهاب الى صناديق الاقتراع واختيار مترشحهم المناسب، وتأكيد أن المشاركة في العملية الانتخابية، حق دستوري وقانوني وبرلماني كفله الدستور لهم.


هيثم عضيبات، قال إن الناخبين مصابون بخيبة أمل من المجالس البلدية والمحافظة السابقين، لما وجدوه من ممثليهم بعد فوزهم في تلك الانتخابات من عدم مبالاة بشؤون مناطقهم وحاجاتها، وقصور غالبيتهم في خدمتهم، ومنهم من غير موقع سكنه وأرقام هواتفه، ومنهم من تخلى عن برنامجه الانتخابي، ما شكل صدمة للناخبين.


وأكد أن نسبة كبيرة من الناخبين، يعتزمون النأي بانفسهم عن الانتخابات، وعدم المشاركة فيها، بخاصة في ظل هذه الظروف الجوية شديدة البرودة، الى جانب الظروف الصحية التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا، لافتا، إلى أن الناخبين لم يعد لديهم ثقة بالمترشحين أساسا، لانهم جربوهم ولم يجدوا أي التزام لهم بما وعدوا بالعمل عليه قبل الاقتراع.


وأوضح أن مسؤولية إقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، تقع على المترشحين، وطريقة إقناعهم بشخصياتهم، ومدى كفاءتهم للوصول إلى المقعد، وجديتهم في العمل وخدمة ابناء مجتمعاتهم، بعيدا عن المناطقية أو المحاباة وغيرها من الضروب الضبابية والمصالحية الخاصة.


وتمنى عضيبات على المترشحين، أن يكونوا صادقين في اطروحاتهم، والاهتمام بفئة الشباب والنساء، وان يتمكنوا من اقناعهم ببرامجهم، فهذه الفئة تشكل نسبة كبيرة من المقترعين، وهم شركاء في العمل السياسي، وما يزالون مهمشين، برغم نسبتهم الكبيرة ودورهم الفعال في تغيير مجرى الاقتراع ونتائج الانتخابات.