جرش: المسارات السياحية توفر عشرات فرص العمل

سياح يسيرون في أحد المسارات السياحية -(ارشيفية)
سياح يسيرون في أحد المسارات السياحية -(ارشيفية)

صابرين الطعيمات

جرش – فيما اعتبرت فاعليات شعبية وأهلية وجمعيات خيرية في جرش أن نسبة الاستفادة من المسارات السياحية السبعة بالمحافظة ضعيفة جدا وغير ملموسة وتتراجع بشكل كبير خاصة في هذا الوقت من السنة، ترى مديرية سياحة جرش أن المسارات حققت الفائدة المرجوة منها ووفرت عشرات من فرص العمل.اضافة اعلان
على أن معنيين بالقطاع السياحي بجرش قالوا إن هذه المسارات والتي تم الحديث عنها بشكل واسع لم تحقق العوائد التي كانت مرجوة منها بعد الإعلان عن تأسيسها.
وأكد رئيس جمعية حرفيي جرش صلاح بني عبيد أن الجمعية وعشرات من الجمعيات الخيرية والتطوعية في جرش وضعت على قائمة المسارات السياحية ولكن لم يتم تفعيل دورها لغاية الآن، ولم تشارك الجمعيات بالمستوى المطلوب والذي كان يتم التحدث عنه عند تأسيس هذه المسارات.
وأوضح أن جمعيات جرش الخيرية قادرة على المشاركة الفاعلة في هذه المسارات وتملك من الإمكانيات والخبرات الفنية والمهنية ما يؤهلها للمشاركة في المسارات وإعداد وجبات طعام وتوفير مواقع للمبيت وعرض منتوجات فردية ومتنوعة ومميزة لكافة الافواج التي كان من المتوقع أن تشارك في هذه المسارات.
ويعتقد أن حاله كحال باقي رؤساء الجمعيات التي وضعت على خريطة المسارات ولم يتم تفعيلها لغاية الآن ولم يستفد منها أبناء المجتمع المحلي كما كان متوقعا.
وتمنى أن يتم تطوير وتحديث برامج المسارات السياحية في محافظة جرش وأن يتم زيادة الترويج لها عبر مختلف وسائل الإعلام وداخل المجتمع، فضلا عن أهمية فتح البوابة الرئيسة التي تربط المدينة الأثرية بالحضرية وتفعيل عملها حتى يتسنى للسياح الدخول إلى المدينة الحضرية والتجول فيها، وتجهيز المشاريع الأخرى التي يتضمنها مشروع الربط ومن أهمها تطوير وصيانة وادي نهر الذهب وصيانة وترميم السوق القديم في جرش وهي مواقع أثرية وحضرية.
ويرى الخبير السياحي والخبير في المسارات السياحية وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات أن المسارات السياحية كان من المفترض أن توفر أكثر من 100 فرصة عمل لأبناء محافظة جرش ممثلة بشبابها وجمعياتها الخيرية وغيرها من الهيئات التي قد يمر بها المسار السياحي وهي لغاية الآن لم تستفد فعلا من هذه المسارات السياحية ولم تشارك فيها على الرغم من جاهزيتها للمشاركة فيها.
وأوضح أن السبب من عدم إشراك المجتمع المحلي بالمسارات السياحية هو أن القائمين عليها غير مؤهلين سياحيا ولا يستطيعون تنظيم أمور الأفواج ومسارها، فضلا عن عدم توفر مواقع عرض للجمعيات الخيرية تقدم من خلالها منتوجاتها السياحية.
وقال إن عدد الأدلاء السياحيين في جرش يبلغ 42 دليلا سياحيا ويتحدثون 10 لغات وعددهم يغطي عدد الافواج السياحية التي تدخل المواقع الأثرية في جرش أو التي ستتجه إلى المسارات السياحية، خاصة وأن المرافق العامة والخدمات المقدمة في الموقع تغطي حاجة السياح كذلك ومن المتوقع أن ترتفع الأفواج السياحية في العام المقبل بنسبة لا تقل عن 50 % وفق المعلومات الأولية للمكاتب السياحية في المملكة.  واعتقد أنه لو كان اتجاه هذه الأفواج السياحية إلى المسارات السياحية في جرش لأحدثت نقلة نوعية في قطاع السياحة الأردنية، سيما وأن هذه الأفواج السياحية تفضل التجول في المواقع الأثرية والسياحية ومنها من يتجه إلى السياحة الدينية في منطقة المغطس ومحافظة مادبا.
وبين زريقات أن المسارات السياحية في جرش متنوعة وغنية ومتعددة وتعكس الواقع السياحي والتاريخي والحضاري لمحافظة جرش وغيرها من المحافظات القريبة وتنشط في كل نهاية أسبوع والعطل الرسمية، خاصة من خلال المبادرات السياحية والشبابية والتطوعية والعائلية التي تركز كذلك على السياحة الداخلية.
وأضاف أن جرش من أغنى المحافظات في الثروة السياحية سواء الأثرية أو الحرجية أو التاريخية، مما يجعلها من أكثر المحافظات تنوعا في المسارات السياحية وبرامجها وتتوفر فيها مختلف المرافق والخدمات التي يحتاجها الزوار.
من جانبه، أكد مدير سياحة جرش بسام توبات أن المسارات السياحية وفرت فرص عمل للهيئات التطوعية والجمعيات الخيرية والفاعليات الشعبية خلال فترة عملها التي تنشط في فصلي الربيع والصيف. 
واقر توبات بأن حركة المسارات السياحية ضعيفة في هذا الوقت لإنخفاض درجات الحرارة في قرى وبلدات محافظة جرش، واعتماد المسارات السياحية على التجول في الطبيعة وصعود الجبال والمرتفعات والنزول إلى الأودية وهذه الرحلات والمغامرات تحتاج إلى درجات حرارة معتدلة تتيح فرصة للسياح لقضاء وقت أطول فيها وبخاصة السياحة الداخلية العائلية والتي يكون فيها أطفال وهم لا يستطيعون التأقلم مع هذا الانخفاض في درجات الحرارة.
وأضاف أن المسارات وفرت فرص عمل متعددة لأبناء المنطقة وخاصة في قرى بلدة النسيم وفيها مسار سياحي يمر ببلدة كفرخل ومسار سياحي أخر يمر ببلدة سوف وبلدة ساكب والمستفيدين من فرص العمل يعتمدون على منتوجاتهم اليدوية والصناعات الغذائية التي تشتهر بها محافظة جرش وتتم عملية البيع مباشرة ما بين المنتجين والسائحين ضمن برنامج إشراك المجتمع المحلي بقطاع السياحة الأكبر في جرش.
يشار إلى أن المسارات السياحية في جرش هي مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفرخل، وقد قامت وزارة السياحية بإنشائها وتنظيم مواقعها بهدف الكشف عن مواقع سياحية جديدة واشراك المجتمع المحلي فيها مباشرة، ووجدت كذلك لتوفير فرص عمل للهيئات الشعبية والتطوعية.
وبحسب توبات فأن هذه المسارات تزيد من فرصة مكوث السائح في محافظة جرش وتسوق منتجاتها الشهيرة من خلال إعداد برامج سياحية مكثفة وشاملة لمختلف المواقع السياحية والأثرية والطبيعية في المحافظة، سيما وأن مدينة جرش من أكبر المدن السياحية في المملكة، خاصة وأن برامج المسارات السياحية لاقت نجاحا باهرا في جرش وحققت أهدافها في دمج المجتمع المحلي مع القطاع السياحي وتوفير فرص عمل وتنمية وتطوير عملهم.
وتابع أن فرص العمل تعتمد على نشاط كل جمعية خيرية أو هيئة تطوعية، وقد دخلت أفواج متعددة في المسارات من خلال الفرق العاملة فيها ووفرت كذلك كافة الخدمات التي يحتاجها السائح من خلال الجمعيات الخيرية ومنها جمعية كفر خل وجمعية خيرات سوف وهاتان الجمعيتان وفرتا خدمات الطعام والشراب للسياح ووفرتا المبيت ومواقع عرض لمنتوجاتهما وخطوطا سياحية ضمن هذه المسارات.