جرش: بقاء الأعشاب في الغابات يهددها بالحرائق في الصيف

صابرين الطعيمات

جرش - يتزايد خطر اشتعال الحرائق يوميا في غابات جرش، بعد نمو مئات الكيلومترات من الأعشاب والحشائش وبقائها كما هي حتى تجف، بالتزامن مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، وقلة المخصصات المالية التي تمكن مديرية الزراعة من تشغيل عدد كاف من عمال المياومة لإزالة هذه الأعشاب وتنظيف الغابات قبل جفافها وبدء موسم التنزه.اضافة اعلان
ويتسبب نمو الأعشاب والحشائش بكميات كبيرة جدا كذلك إلى تكاثر الأفاعي والزواحف والحشرات الخطرة، التي تهدد سلامة القرى المجاورة للغابات والمتنزهين، بعد تحسن الحالة الوبائية، في حال لم يتم إزالتها وتنظيفها بأسرع وقت ممكن، فضلا عن تأخر المزارعين الذين تقع أراضيهم بالقرب من الغابات عن تنظيف أراضيهم الخاصة وتقليم أشجارهم، في حين يؤكد رئيس مجلس محافظة جرش رائد العتوم، أن موازنة مديرية الزراعة هذا العام لا تزيد على 500 ألف دينار من الموازنة الإجمالية للمحافظة، والتي بلغت 7 ملايين دينار و800 ألف، بينما كانت تبلغ العام الماضي 16 مليون دينار، وقد تم تخفيضها بنسبة كبيرة جدا هذا العام بسبب ظروف الجائحة، مشيرا الى أن هذا التخفيض ينعكس على القطاعات الحيوية كافة في جرش ومستوى الخدمات التي تقدمها.
وتسببت تداعيات الجائحة وإغلاقاتها، العام الماضي، باشتعال أكثر من 47 حريقا وخسارة أكثر من 1200 دونم حرجي، بسبب نمو مساحات واسعة من الأعشاب والحشائش، والتي جفت ولم يتم تنظيفها في وقتها وارتفعت درجات الحرارة وانخفضت مخصصات مديرية الزراعة من مجلس المحافظة والتي يعتمد عليها في تعيين عمال مياومة يقومون بتنظيف الغابات، وفق تصريح لمدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة.
وأوضح أن مديرية الزراعة اجتمعت أمس مع مديرية الدفاع المدني والجهات المعنية كافة، بهدف وضعهم في صورة خطة مكافحة الحرائق والتعاون بينهم، لاسيما وأنهم شريك أساسي في إطفاء الحرائق والسيطرة عليها.
وقال إن مديرية الزراعة تبذل قصارى جهدها وبساعات عمل متواصلة ومنذ شهر تقريبا، بالعمل على حراثة الأعشاب وتنظيفها وفتح خطوط النار، والاستعانة بآليات البلديات وكوادر من مختلف الجهات المعنية، في تسابق مع الزمن للحد من خطورة الحرائق على الغابات، خاصة في هذه الفترة التي ترتفع فيها درجات الحرارة وتمتد الحرائق إلى مساحات واسعة.
وقال إن عمال المياومة وعددهم 10 بدؤوا بتنظيف الغابات والمناطق الحيوية من الأعشاب والحشائش، إضافة الى أن آليات الحراثة بدأت بفتح خطوط النار وتنظيف الأعشاب وإزالة الحشائش، بهدف السيطرة عليها باكرا هذا العام وتجنب نشوب الحرائق.
وأكد الحراحشة، أن المديرية فعلت برنامج الشراكة المجتمعية مع المواطنين القاطنين بالقرب من الغابات، مشيرا الى أنهم يساعدون الكوادر في التبليغ السريع عن الحرائق والمساعدة على إطفائها ومنع انتشارها واستخدام معدات وآليات عادية في مكافحة الحرائق، فضلا عن مراقبة الغابات لمنع العابثين من افتعال الحرائق.
وناشد الحراحشة، مالكي الأراضي القريبة من الغابات، بضرورة حراثة أراضيهم وتنظيفها من الأعشاب يدويا وبواسطة الآليات، لاسيما وأن نشوب الحرائق يبدأ من الأراضي المملوكة ويمتد إلى الحراج، وهذه ثروة محافظة جرش بشكل خاص ولا يجب التهاون في موضوع خطر الحرائق عليها.
وأكد خطورة استمرار الحرائق على الغابات وضرورة تكثيف الجهود على أعلى المستويات لغاية الحد منها ومكافحتها، خاصة وأن المملكة مرت بظروف استثنائية هذا العام في محاربة وباء كورونا.
إلى ذلك، انتهت مديرية زراعة محافظة جرش من تجهيز خطة مكافحة الحرائق لهذا العام، والتي تهدف للحيلولة دون وقوع حرائق بالغابات في المحافظة بمختلف المساحات، وخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وتزيد من خطورة هذه الحرائق، مشيرا الى أنه سيتم تفعليها بداية الشهر المقبل، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية في مكافحة وباء كورونا وتخفيض موازنة المديريات بسبب الجائحة، وفق الحراحشة.
وقال إن مديرية الزراعة بدأت من خلال جزء من كوادرها بتنظيف الأعشاب على جنبات الطرق والقريبة من الغابات، مشيرا الى أنها سمحت كذلك للرعي داخل الغابات بهدف التخفيف من كميات الأعشاب الكثيرة والتي تمتد لآلاف الدونمات.
وأكد أن مديرية الزراعة ستحاول، من خلال الخطة المحكمة، إزالة أكبر كمية ممكنة من الأعشاب، وتنظيف الغابات وحمايتها من الحرائق بالطرق المتاحة كافة، وزيادة عدد العمال العاملين بالميدان وتشغيل عمال لهذه الغاية تحديدا.
وتتضمن الخطة في كل عام خطوات وإجراءات احترازية جديدة وفعالة في القضاء على الحرائق، وخير دليل على نجاحها تراجع حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية لتصل إلى 95 اعتداء العام الماضي، فيما كانت لا تقل عن 470 اعتداء قبل نحو 3 أعوام، مشيرا الى أن نسبة التراجع لا تقل عن 50 % سنويا.
وقال إن مديرية الزراعة قامت كذلك ببناء آخر خزانين للمياه في منطقة دبين، ليصبح عدد الخزانات التي قامت الزراعة ببنائها في جرش 8 خزانات، بسعة تجميعية لا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه، وهي موزعة في المناطق الأعلى كثافة حرجية في دبين وساكب وثغرة عصفور والمصطبة وبرما، فضلا عن زيادة عدد أعضاء فريق الإطفاء ليصل إلى 20 موظفا في زراعة جرش بمختلف الآليات والمعدات اللازمة.