جرش: تأجيل افتتاح مسار الذهب السياحي يبقي على الركود في الوسط التجاري

وادي الذهب الأثري ضمن مسار وادي الذهب السياحي والذي ما يزال يحتاج وقتا لتشغيله-(الغد)
وادي الذهب الأثري ضمن مسار وادي الذهب السياحي والذي ما يزال يحتاج وقتا لتشغيله-(الغد)
صابرين الطعيمات جرش – يشعر تجار الوسط التجاري في جرش بخيبة أمل، جراء تأجيل تشغيل مسار وادي الذهب إلى شعار آخر لأسباب فنية وهندسية في الموقع، بعد ان كان التجار ينتظرون افتتاح المشروع مع افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون، حتى يستفيدوا من إدخال السياح إلى الوسط التجاري والحضري لتسهيل وصولهم إلى المجتمعات المحلية. وقال تجار، إن تشغيل المسار من أهم خطوات مشروع الربط بين المدينة الأثرية والحضرية، وهو الفرصة الوحيدة لإدخال السياح إلى وسط مدينة جرش والإستفادة من وجودهم اقتصاديا وسياحيا وسياسيا واجتماعيا، خاصة وأن أهالي جرش الذين يعملون في القطاع السياحي لا يزيد عددهم على 100 شخص، منهم تجار السوق الحرفي وعددهم 48 تاجرا وعشرات الأدلاء السياحيين وبعض أصحاب مطاعم سياحية، فيما أغلبية أصحاب المطاعم من خارج المحافظة. وقال التاجر مالك العياصرة، إن المحال التجارية في جرش تعاني حالة من الركود والكساد التجاري لسوء الظروف الاقتصادية للمواطنين، ما دفع ببعض أصحاب هذه المحال الى الاستغناء عن العمال والتخفيف من كميات البضائع، فيما اغلق العديد من المحال ابوابه، ويعتقد العياصرة ان تشغيل المسار من شأنه ان ينشط الحركة التجارية ويخفف من حدة الكساد التجاري اسوة بمحافظة مادبا. وقال التاجر عاطف عضيبات إن التجار كانوا ينتظرون تشغيل المسار بفارغ الصبر منذ عشرات السنين وخاصة في اتجاه المسار لانعاش الحركة التجارية والتي تقل يوميا وتسببت في الاستغناء عن العمالة والتخفيف من المصاريف وهبوط جودة ونوعية المعروضات. إلى ذلك قال رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن البلدية قامت بتجهيز كافة مراحل المشروع من حيث ترحيل البسطات وتوحيد آرمات المحال التجارية، وترحيل المهن الحرفية المختلفة والأمور الفنية، التي تتعلق بالموقع من حيث أعمال التعبيد، والإنارة والتبليط ولكن ما يزال وادي الذهب وهو وادي تاريخي يفصل المدينة الأثرية عن المدينة الحضرية بحاجة الى النظر في الأمور التي يتطلبها من حيث الصيانة والتطوير والتحديث. وأكد البنا ان دراسة وضع الوادي وإجراء للازم بخصوصه تحتاج إلى أشهر طويلة، لا سيما وان مسار وادي الذهب مرتبط كذلك بالمشروع الفرنسي في جرش، والذي يقوم على تجهيز بعض البيوت الأثرية وتجهيز السوق العتيق وهو من اهم مراحل المشروع. بدوره قال صلاح العياصرة إن مسار وادي الذهب سيكون مسارا ناجحا وشاملا، بحيث سيربط شطري المدينة ببعضيهما ولكن شرط عدم التأثير على الحركة التجارية للسوق الحرفي، والحفاظ على موقف الحافلات السياحية داخله، لا سيما وأن إخراج الحافلات من السوق الحرفي سيمنع السياح من دخول السوق الحرفي نهائيا، خاصة وأن مدة زيارة مدينة جرش لا تتجاوز الساعة الواحدة وهي مدة غير كافية نهائيا. وأكد العياصرة أن تجار السوق الحرفي في جرش يعانون أصلا من تراجع تسويق منتجاتهم السياحية، لقصر مدة مكوث السائح في جرش، وعدم تخصيص أوقات للتسوق في جرش وتفضيلهم لأسواق أخرى في عدة محافظات تكون على البرامج السياحية في نفس الوقت. وأضاف العياصرة أن المجموعات السياحية تتجول في السوق الذي انشأته وزارة السياحة العام 1999 على عجل، جراء انقيادهم لتوجيهات هؤلاء الادلاء، الذين يحصرون برنامج الزيارة في التعريف على آثار المدينة، دون افساح المجال أمام السائح لأخذ متسع من الوقت في التسوق. وكانت أعلنت مديرية سياحة جرش عن إطلاق مسار سياحي جديد وهو مسار وادي الذهب بهدف إدخال السياح إلى الوسط التجاري، مرورا بعدة مواقع سياحية وتاريخية مهمة في الوسط التجاري، وهذا المسار بحسب مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة، هو الخطوة الأولى في مشروع ربط المدينة الاثرية بالحضرية. وقال الخطاطبة إن العمل بالمسار الجديد سيكون قريبا خاصة بعد قيام بلدية جرش الكبرى بإزالة البسطات من الوسط التجاري ليكون بصورة لائقة وتتناسب مع دخول أفواج سياحية من مختلف دول العالم والتي ستنقل صورة مشرفة عن مدينة جرش الحضرية والأثرية، سيما وأن مديرية السياحة إنتهت من دراسة الأثر الإقتصادي والبيئي والاجتماعي للمسار، تمهيدا لمناقشة المسار وإجراء المشاورات المتعددة مع المجتمع المحلي. بدوره يرى الدكتور علي قوقزه رئيس بلدية جرش الكبرى، أهمية التباحث حول آلية تطوير السياحة في محافظة جرش ووضع المسار السياحي المناسب بهدف الربط بين المدينتين الاثرية والحضرية، والذي تسعى اليه بلدية جرش الكبرى وتعمل على انجاحه منذ مدة، بحيث يبقى السائح مدة اطول في المدينة ويزور المناطق المختلفة فيها ويتسوق من منتجاتها بما يعود بالفائدة على أهل المدينة. وقال قوقزة إن مسار وادي الذهب هو الخطوة الأولى في مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية ولن يتم إعتماد المسار وتحديد نقاطه إلا بعد الإنتهاء من مشاورات المجتمع المحلي والفئات المستهدفة، حتى يتم الاتفاق على آلية عمل المسار الذي سيكون من أهم المسارات السياحية في جرش وأنشطها لاهمية النقاط السياحية التي سيمر بها وقربه من المدينة الأثرية. بدوره قال عضو مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات، إن جولة السائح في جرش تقتصر على زيارة بسيطة في المدينة الأثرية فقط، على الرغم من وجود عدة مواقع أثرية في جرش ومنها موقع البركتين الأثري ومحمية الغزلان ومحميات دبين، وقصر الباشا في بلدة سوف وحديقة المأوى في بلدة سوف. وقال إن المشكلة الكبرى في جرش عدم توفر فنادق للسياح للمبيت فيها والمكوث مدة أطول، مما يضطرهم إلى مغادرة المحافظة بأسرع وقت ممكن حتى يتمكنوا من أخذ وقت من الراحة في الفنادق التي تحجز لهم مسبقا في العاصمة عمان.اضافة اعلان