جرش: خفض مخصصات "الزراعة" يرفع أعداد حرائق الغابات

Untitled-1-12
Untitled-1-12

صابرين الطعيمات

جرش – تسببت تداعيات أزمة كورونا بزيادة أعداد حرائق الغابات في محافظة جرش مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يعيده معنيون الى تعطيل اجزاء من خطة مكافحة الحرائق في المحافظة بسبب تخفيض مخصصات مديرية الزراعة من 850 ألفا إلى 50 ألفا، خاصة وأن جودة الموسم المطري ووقف التنزه والعمل تسبب في نمو آلاف الدونمات من الأعشاب والحشائش الجافة التي تشكل وقودا سهلا للحرائق.
وبحسب رئيس قسم الحراج في زراعة جرش المهندس فايز الحراحشة، فإن عدد الحرائق منذ بداية العام لا يقل عن 27 حريقا، فيما لم يتجاوز عدد الحرائق طيلة العام الماضي الـ15 حريقا، مشيرا الى ان هذا العدد يرتفع أسبوعيا حاصدة آلاف الدونمات من الأشجار الحرجية والمحاصيل الحقلية والأراضي المملوكة والمزورعة بالأشجار المثمرة بمختلف أنواعها.
وأوضح أن خطة مكافحة الحرائق تمكنت العام الماضي من تحقيق تراجع في حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية ليصل إلى 95 اعتداء العام الماضي نزولا من 470 اعتداء قبل نحو 3 سنوات.
وأكد الحراحشة أن محافظة جرش كانت هذا العام بأمس الحاجة إلى خطة لمكافحة الحرائق للمحافظة على الغابات من خطر الحرائق الذي يهدد أغلى ممتلكات محافظة جرش، بيد أن تخفيض موازنة المحافظة ساهم في تراجع الخطة.
وقال إن خطة مكافحة الحرائق أثبتت فعاليتها في الأعوام الماضية، في الحد من تكرار الحرائق بشكل نهائي، مشيرا الى ان من أهم إجراءاتها: فتح خطوط نار جديدة وتنظيف الخطوط القديمة وصيانتها، وتوفير إطفاءات ثابتة في دبين وفي مديرية الزراعة وتوفير 3 صهاريج مياه جاهزة على مدار الساعة في مختلف المناطق، التي يوجد فيها كثافة شجرية، فضلا عن أنه قد تم توزيع الدوريات في مختلف المناطق وتوفير أبراج المراقبة اللاسلكية وزيادة عددها وزيادة عدد طوافين الحراج ودوريات المراقبة.
وبين الحراحشة، أن أهم مستلزمات مشروع مكافحة الحرائق سيارات رباعية الدفع وتحمل خزانات مياه متنقلة بسعة إجمالية لا تقل عن 200 متر ولودرات لفتح طرق وخطوط نار جديدة وزيادة عدد الطوافين وبناء خزانات مياه جديدة وأبراج مراقبة جديدة وزيادة عدد عمال تقليم الاشجار الجافة.
وأضاف أن المشروع بحاجة إلى تكلفة مالية من موازنة اللامركزية، مشيرا الى ان موازنة مديرية الزراعة تم تخفيضها لتصل إلى 50 ألف دينار بسبب وباء كورونا، وهذه المخصصات بالكاد تغطي تكاليف بسيطة في زراعة جرش، مقارنة مع حجم العمل والمشاريع التي تقوم فيها، لاسيما وان محافظة جرش تتميز بالكثافة الحرجية والغطاء النباتي الغزير.
وبين الحراحشة ان خطوط النار والآبار وأبراج المراقبة وصهاريج المياه جاهزة، مشيرا إلى أن التنسيق مع الأجهزة المعنية في أعلى المستويات.
وأكد أن كوادر الحراج وموظفي مديرية الزراعة يقومون بمراقبة على مدار الساعة وزيادة المزارعين وحثهم على ضرورة إزالة الأعشاب الجافة، التي تعد وقودا للحرائق.
وطلب الحراحشة، من مزارعي الأراضي المملوكة القريبة من الحراج، بضرورة حراثتها وتنظيفها من الأعشاب يدويا لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث البيئية، خاصة وأن ظروف نشوب الحرائق متوفرة والعوامل المساعدة تزيد من خطورة اشتعال النيران، وهي الأعشاب الجافة.
وكان مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، قال في تصريح سابق لـ"الغد" إن كوادر مديرية الزراعة تبذل قصارى جهدها وتكثف عملها في نهاية كل أسبوع للسيطرة على الحرائق التي ارتفعت بنسبة كبيرة هذا العام، بسبب التأخر في إزالة الأعشاب الجافة والحشائش نتيجة تعطل العمل خلال ازمة كورونا وخفض الموازنات وتوقف الأنشطة والمبادرات الرسمية وغير الرسمية التي كانت تساعد الكوادر في تنظيف الغابات لحمايتها من الحرائق.
وأضاف العياصرة انه ورغم الظروف الصعبة، الا أن الكوادر ما تزال تقوم بتنظيف مئات من أطنان الأعشاب والحشائش الجافة يوميا، وتعمل على حراثتها وفتح خطوط نار ومراقبة الغابات من قبل الطوافين وتزويد الخزانات بمياه الإطفاء ومراقبة المتنزهين والتأكد من إطفائهم للنيران بعد مغادرتهم الموقع.
ويرى أن الحفاظ على الثروة الحرجية مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات من بلديات وزراعة وأشغال ومواطنين، لاسيما وأن المواطن من أهم المستفيدين من هذه الغابات والثروات الطبيعية، مؤكدا ضرورة الالتزام بقواعد السلامة العامة في التنزه وعدم إشعال النيران فيها، خاصة وأن اعداد المتنزهين كبيرة جدا وفي مواقع عديدة.
وأكد العياصرة أن المديرية تقوم بتنفيذ جزء من خطة مكافحة الحرائق في جرش، وتعطيل جزء منها بسبب خفض موازنة الزراعة إلى 50 الف دينار، غير انه أشار الى إعطاء خطة مكافحة الحرائق أولوية لحماية الغابات والحفاظ عليها.
وبين العياصرة، أن كمية العمل تضاعفت والصعوبات كثيرة داخل الغابات، نظرا للظروف الاستثنائية التي مرت بها المنطقة وسوء أوضاع الغابات، من حيث نمو الأعشاب والحشائش بشكل كبير جدا.
وتوقع العياصرة أن تشهد الغابات في كل نهاية أسبوع حركة تنزه مرتفعة، نظرا لمساحة الغطاء النباتي الكبير والواسع في محافظة جرش واعتدال مناخ المحافظة وقربها من العاصمة والمحافظات الأخرى، فضلا عن مجانية التنزه فيها لسوء أوضاع المواطنين الاقتصادية في جائحة كورونا.
وأكد العياصرة ضرورة أن تتعاون كافة الجهات المعنية في حماية الغابات وتنظيفها كونها أكبر الثروات السياحية والطبيعة والتي ستكون نقطة جذب سياحي نشط خاصة في ظل الظروف النفسية والاقتصادية التي يمر بها المواطنون بعد إجراءات مكافحة وباء كورونا.
وناشد العياصرة، المتنزهين بضرورة عدم الدخول إلى أعماق الغابات التي تكتظ بالأعشاب الجافة والحشرات والزواحف ويصعب إطفاؤها في حال نشوب الحرائق، فضلا عن ضرورة التأكد من إطفاء نيران الشواء والمحافظة على نظافة الغابات والتزام المداخل والمخارج المحددة لكل غابة أو محمية طبيعية وعدم العبث بها.
وأوضح العياصرة أن وزارة الزراعة أنهت بناء آخر خزانين للمياه في منطقة دبين ليصبح عدد الخزانات التي قامت الزراعة ببنائها في جرش 8 خزانات، بسعة تجميعية لا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه، وهي موزعة في المناطق الأعلى كثافة حرجية في دبين وساكب وثغرة عصفور والمصطبة وبرما، فضلا عن زيادة عدد فريق الإطفاء ليصل إلى 20 موظفا في زراعة جرش بمختلف الآليات والمعدات اللازمة.

اضافة اعلان