جرش: رضوان وأسرته يعيشون بين جدران متهالكة بدون خبز أو علاج - فيديو

1553173763410765500
1553173763410765500

صابرين الطعيمات

جرش- في زقاق مخيم سوف وبين جدرانه الرطبة والمتهالكة، تعلو آهات محمود داوود أحمد رضوان، من شدة الألم جراء إصابته بسرطان العظم منذ سنوات عديدة، وحاجته إلى مراحل متعددة من العلاج الكيماوي والنووي، فضلا عن حاجته لعمليات جراحية كثيرة، في ظل فقر مدقع يعيشه برفقه أسرته المكونة من 9 أفراد.اضافة اعلان
ولا تكاد عائلة رضوان تجد ما يسود جوعها من لقيمات الخبز، لتغرق في ديون معظمها أجرة منزل وفواتير كهرباء وماء، ومعالجة لتلقي جرعات العلاج وعمل عمليات جراحية وشراء أدوية ومسكنات للألم.
وقال رضوان "إن الشعور بالألم والمرض والعجز أقل شدة من الشعور بالفقر والعوز والجوع، لاسيما وأن عليه ديونا كثيرة اقترضها من أهل الخير، ليتمكن من التوجه بشكل شبه يومي لمركز الحسين للسرطان، لإجراء عمليات وتلقي جرعات من العلاج الكيماوي، فيما هو يقطن بالأجرة في منزل لا تزيد مساحته على 60 مترا، يفتقر لأبسط متطلبات الصحة والسلامة العامة، فالضوء لا يدخل معظم أجزائه.
وأضاف رضوان ذو الـ50 عاما، أنه يتخذ وأسرته وضعية السكوت التام وتوقف الحركة نهائيا في حال سمعت الأسرة صوت طرق على الباب، لأنه من المؤكد أن كل من يطرق الباب هو صاحب البيت، الذي يطالبهم في كل مرة بالإيجار المتراكم، أو قد يكون صاحب دين، وهو ما يحدث معهم يوميا وفي كل الأوقات.
وكان واضحا لـ"الغد" عدم توفر أي قطع من الأثاث المنزلي في منزل محمود؛ إذ إن البيت يخلو من أي جهاز كهربائي كثلاجة أو غسالة أو مدفأة أو غيرها من أبسط أنواع الأجهزة الكهربائية، أو قطعة من السجاد أو فراش للنوم.
وكل ما تملكه الأسرة هو فرشتان وحصيرة قديمة جدا ورثة، وبعض الأواني المنزلية، التي أكل معظمها الصدأ لعدم استخدامها المستمر في الطبخ بسبب ضيق ذات اليد.
وقال رضوان، إنه زوج اثنتين من بناته في عمر الخامسة عشرة، للتخفيف من العبء المادي على الأسرة، فيما باقي أفراد الأسرة وعددهم 7 ما يزالون يعيشون معه في المنزل، منهم 4 ذكور و3 بنات وزوجته مريضة بأمراض مزمنة كالضغط والسكري، وجميعهم لم ينهوا سوى المراحل الأساسية من تعليمهم، ولا يملكون من الملابس ما يقيهم برد الشتاء.
وأكد محمود أنهم قضوا فصل الشتاء بالكامل بدون توفر أي وسيلة تدفئة في منزلهم، مشيرا الى أن طريقتهم في التدفئة كانت عبارة عن استخدام بعض البطانيات القديمة التي يتقاسمها جميع أفراد الأسرة بالتناوب لعدم كفاية عددها، وعجز الأسرة بشكل كامل عن شراء أي وسيلة للتدفئة أو توفير مدفأة على الأقل.
وقال رضوان بصوت متعب ومرتجف من شدة الألم، إنه كان يتلقى جرعات العلاج في مركز الحسين للسرطان بإعفاء طبي، ولكن بعد سحب الإعفاء منه، يقوم بتحمل تكاليف العلاج على نفقته الخاصة، مشيرا الى أن آخر عملية جراحية أجراها، جمع تكاليفها من المحسنين وتبرعات من جهات معينة.
ويشير الى أنه ما يزال بحاجة إلى العديد من العمليات، ومزيد من جرعات العلاج النووي والأدوية ذات التكاليف المالية الباهظة، والتي يعجز عن توفيرها.
وبين رضوان أنه توجه عشرات المرات للبحث عن عمل في جهات عدة داخل المخيم أو داخل مدينة جرش، ولكن وضعه الصحي يقف عجر عثرة ويمنع أصحاب العمل من تشغيله.
ويناشد رضوان أهل الخير والجهات الداعمة ووزارة التنمية الاجتماعية بضرورة زيارته والاطلاع على وضعه الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، والحياة التي يعيشها وتفتقر لأبسط متطلبات الحياة العادية، لدعمه في توفير علاج.

;feature=youtu.be