جرش: شبح "الحمى" يثير مخاوف تراجع موسم الحليب ومشتقاته

صابرين الطعيمات

جرش – أكدت مديرية زراعة جرش، أن أي بلاغات حول وجود إصابات بأمراض مختلفة بين المواشي في المحافظة، تجري متابعتها من قبل فريق طبي بيطري ويتم أخذ عينات مخبرية وارسالها الى المختبر، وبناء عليه يطلب من الوزارة تزويد المديرية بالعلاجات والمطاعيم اللازمة، لتوزيعها على المربين.

اضافة اعلان


وبينت لـ"الغد"، على لسان مديرها الدكتور فايز الخوالدة، انه لغاية الآن لم تصل اي ملاحظات للمديرية حول وجود اصابات بمرض الحمى القلاعية لدى المواشي، في وقت لم تستبعد فيه تسجيل اصابات اعتبرتها "محدودة" بمرض الحمى المالطية، وتم تقديم المطاعيم اللازمة لها.


وقال الخوالدة، "المطاعيم متوفرة غير ان العلاجات ما تزال غير متوفرة حتى الآن، بالنظر الى بداية السنة المالية، اذ يتم صرفها من مخصصات مجلس المحافظة"، داعيا مربي المواشي الى شراء العلاجات وإعطائها للمواشي في حال اصابة مواشيهم باي امراض لحمايتها.


تصريحات "زراعة جرش"، تأتي في وقت تزداد فيه مخاوف مربي مواشي من انتشار الاصابات بالحمى القلاعية او المالطية بين مواشيهم، بعد تسجيل حالات نفوق اخيرا.


وأشار صاحب مزرعة مواشي عامر العياصرة إلى أن مزرعته شهدته حالات نفوق بين المواشي، غير انه لم يجزم بعد اسباب هذا النفوق، متخوفا من ان تكون بسبب الحمى التي تصيب المواشي عادة.


وأوضح العياصرة أنه خسر 8 رؤوس من الماشية، جراء اصابتها وفق تقديره "بالحمى القلاعية"، التي تظهر أعرضها بالحمى الشديدة، وبالتالي تؤدي إلى عدم قدرة الماشية على المشي، وتصاب بالهزال ومن ثم تنفق.


العياصرة رغم عدم مراجعته لمديرية زراعة جرش للتأكد من أسباب حالات النفوق بمزرعته، غير انه بادر بسيناريوهات قد تبدو مثيرة للقلق، ليس أقلها خطورة انتقال الاصابة الى الانسان من خلال الحليب اذا لم يتم غليه بشكل كاف، فضلا عما يمكن ان يواجهه مربو الماشية من خسائر حال انتشار الاصابات بمرض الحمى الخطير.


جميلة أبو ملحم، صاحبة مطبخ إنتاجي متخصص في إنتاج جميع مشتقات الحليب والالبان تقول إن المنتجين يجب أن يتعاملوا مع الحليب بدقة وحذر وطريقة تصنيع تضمن سلامة المنتج، وأهم هذه الإجراءات هو شراء الحليب من المزارعين والمربين الذين يتابعون الأوضاع الصحية لمواشيهم ويعطوها المطاعيم اللازمة فضلا عن ضرورة أن يتم غلي الحليب جيداً قبل البدء بتصنيعه لضمان سلامة المنتج وخلوه من الأمراض.


وأضافت، ان تدفئة الحليب لا تضمن سلامة المنتجات بحسب خبرتها خاصة وأن المنتجات التي يتم فيها تدفئة الحليب مطلوبة وعديدة ويحتاجها المستهلك بشكل يومي ويطلبها الزوار من محافظة جرش بشكل خاص.


وقالت المنتجة نبيلة أبو غليون وصاحبة مطبخ إنتاجي متخصص في صناعة مشتقات الألبان في جرش إن هذه الفترة هي بداية موسم إنتاج مشتقات الحليب في جرش، ويتم طلب هذه المنتجات من جرش بشكل خاص لما يتميز بها المنتج الجرشي من جودة عالية ونوعية متميزة مقارنة بإنتاج باقي المحافظات.


وأوضحت أن كمية الحليب التي تصلهم لغاية الآن من مربي الماشية والمزارعين جيدة وكافية وتغطي حاجة الأسواق ويتم التعامل معها في المطابخ الإنتاجية ومعامل الألبان والمصانع بطريقة جيدة وصحية وفي حال ظهور أمراض في المواشي فمن المتوقع ان يؤثر على كمية الإنتاج وأسعاره ونوعيته.


واضافت أبو غليون ان صناعة الألبان من اهم وأشهر الصناعات في محافظة جرش وتعتمد عليها آلاف الأسر الجرشية في تغطية تكاليف المعيشة، ويجب على الجهات المعنية القيام على الفور بفحص المواشي والتأكد من سلامتها وإعطائها المطاعيم اللازمة لضمان سلامة المنتج الجرشي الذي تتميز به خاصة وان هذه الفترة هي ذروة الموسم الإنتاجي في جرش.


ويتسبب الفيروس في حال انتقاله الى الانسان، بظهور طفح جلدى على اليد والقدم وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتهاب الحلق والشعور بالتعب، واحمرار اللسان واللثة، وظهور تقرحات تشبه الفقاعات على اللسان واللثة وفقدان الشهية.


توضح الدكتورة البيطرية في قسم الثروة الحيوانية بمديرية زراعة جرش غدير الحناتلة، إن الحمى القلاعية مرض فيروسي فتاك يصيب الحيوانات الأليفة منها والبرية، ويعتبر الاكثر عدوى، لانه ينتقل من الحيوانات المصابة إلى السليمة عن طريق الهواء والمخالطة، او عن طريق تلوث المعالف والمشارب والحظائر، الا أن محافظة جرش تخلو من مرض الحمى القلاعية نهائيا ولم ترد مديرية زراعة جرش أي إصابات بخصوصها.


وأكدت أن مديرية الزراعة تقوم بتوفير كافة المطاعيم التي يحتاجها مربي الماشية وتقوم بأخذ عينات اسبوعية من المواشي والأبقار والتأكد من خلوها من الأبقار من خلال الكشف الدوري على المزارعين والمربين.


وبينت الحناتلة أن مرض الحمى القلاعية يسبب نفوق الحيوانات الأصغر سناً، وتعاني الحيوانات الأكبر سناً من انخفاض جودة الحليب وإنتاجه، وتكون على الأرجح غير قادرة على الحركة أو الأكل، مع خسارة في الوزن.


ولم تستبعد ان تكون لهذا المرض آثار اقتصادية سلبية كبيرة على مربي المواشي، لانه يؤدى إلى حالات نفوق وتراجع في نمو الماشية وخفض في إنتاجها من الحليب، مشيرة الى ان بعض المربين يلجأون الى بيع الماشية بعد إصابتها بالحمى القلاعية في الاسواق بأسعار رخيصة لتقليل خسائرهم، بخاصة وأنهم ينفقون مبالغ كبيرة على شراء الادوية لعلاجها.


جدير ذكره، أن عدد المواشي التي تربى في محافظة جرش يقدر بنحو 66 الف رأس، وما يزيد على 1200 رأس من الأبقار، معظمها حيازات فردية لأسر تعتاش عليها وتتركز في بلدتي جبة والمجدل.

إقرأ المزيد :