جرش: صفيحة زيت الزيتون بـ100 دينار ومواطنون يلجأون لـ ‘‘الأقساط‘‘

زيت زيتون في احدى المعاصر خلال الموسم الحالي -(الغد)
زيت زيتون في احدى المعاصر خلال الموسم الحالي -(الغد)

صابرين الطعيمات

جرش– شهدت أسعار زيت الزيتون هذا العام ارتفاعا كبيرا، إذ وصل سعر الصفيحة الواحدة 100 دينار، الأمر الذي يحرم العديد من الأسر من توفير مونة المنزل من هذه المادة، بحسب العديد من المواطنين في محافظة جرش.اضافة اعلان
ويؤكد هؤلاء أن العديد من الأسر لم تجد أمامها، من أجل الحصول على الزيت سوى شرائه بالأقساط وإن تمخض عن ذلك فوائد متراكمة.
وأكدت ربة المنزل أم أمجد الزعبي، أن مادة الزيت من أهم المواد الغذائية التي تحرص على توفرها في المنزل وتقوم بشرائها من داخل المعصرة بأسعار لم تتجاوز الـ80 دينارا في السنوات السابقة، غير أن سعر الصفيحة 100 دينار هذا العام، وفي بعض المعاصر 110 دنانير.
ولا تثق الزعبي حالها كحال الآلاف من المستهلكين من شراء الزيت من داخل المنازل خاصة وأن العديد من حوادث التلاعب بالزيت وجودته ونوعيته تكتشف داخل معامل صغيرة  في المنزل والمستهلك، لا يستطيع تمييز نوع الزيت وجودته.
وبينت أنها تفضل شراء الزيت من داخل المعاصر مباشرة وهذا العام لم تتمكن من شراء الزيت لارتفاع أثمانه.
ويبحث المعلم ماهر القادري عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تجار يبيعون الزيت بالأقساط شهريا، لا سيما وأنهم لا يستغنون عن الزيت ولا يستطيعون شراءه إلا بالأقساط بغض النظر عن جودة الزيت الذي يباع بالأقساط أو سعره الذي سيتجاوز الـ180 دينارا للصفيحة وأقساط لمدة عام كامل أو أكثر، وبعضهم يضع فوائد متراكمة على الأسعار الحقيقية.
وقال القادري الذي لا يتجاوز دخله 500 دينار يذهب نصفه قروضا بنكية وما تبقى أجرة منزل ومصروف لأسرته التي يبلغ تعدادها 4 أفراد، إن ذوي الدخل المحدود منشغلين في الوقت الحالي بتأمين وسائل تدفئة لأسرهم والتي تتجاوز الـ150 دينارا شهريا والمستلزمات الأخرى يتم شراؤها عن طريق الأقساط أو بقروض صغيرة .
وبين المزارع صفوان العياصره أن السبب في ارتفاع أثمان الزيت هو ارتفاع مدخلات الإنتاج الزراعي، وكلفة القطاف من أجور سيارات وأجور عمال وارتفاع أجور عصر الزيت من نصف دينار للكيلو إلى 60 قرشا للكيلو الواحد، وهذه الالتزامات يتحملها المزارعون أنفسهم وتلحق بهم خسائر فادحة.
وبين أن كرم الزيتون يوفر للأسرة ما يقارب الألف دينار سنويا ويستغلها في شراء مادة الكاز لفصل الشتاء وما يتبقى يقوم بحراثة الأرض وتسميدها ليحافظ على الإنتاج، وهذا الدخل لا يعد ثروة بالنسبة لأسرة تعدادها 9 أفرادها ودخلها 350 دينارا.
بدوره قال محمد الدلابيح إن المزارعين الصغار وأصحاب المساحات الصغيرة هم من يعانون من رفع أثمان العصر أو ارتفاع أجور العمل، خاصة وأن الإنتاج لا يغطي تكاليف العمل، أما المزارعون الذين يملكون آلاف الدونمات، فكمية الإنتاج ضخمة وتغطي تكاليف العمل والعصر.
وأوضح أن تكلفة عصر الزيتون تقدر ب2 كيلو بدل عصر 18 كيلو، وثمن كيلو الزيت لا يقل عن 7 دنانير ونص، إذا كان ثمن صفيحة الزيت ما بين 80-85 دينارا، وهذه تكلفة باهظة على المزارعين لا سيما وأنهم يتحملون أجور النقل وأجور القطف وأجور العصر وتكاليف العناية بالأرض وارتفاع أثمان الأسمدة بمختلف انواعها، ما عدا الجفت الذي تحصل عليه المعاصر دون أي مقابل وتقوم باستثماره وبيعه لتجار الجفت بأسعار مرتفعة.
وأوضح أن هذه الارتفاعات تؤدي إلى رفع أثمان صفيحة الزيت وبالتالي صعوبة تسويقها نظرا للظروف الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون حاليا.
في المقابل قال أحد أصحاب المعاصر في جرش، وفضل عدم ذكر اسمه، إن الزيادة هذا العام في أجور العصر من 50 قرشا للكيلو إلى 60 قرشا، جاء بقرار من نقابة أصحاب المعاصر، خاصة وأنهم يتعرضون لخسائر جراء الرفع المتكرر لأسعار المحروقات والكهرباء وأجور العمال، فضلا عن أن ارتفاع أجور العمال، فضلا عن أن عمل المعاصر أصلا موسمي ولشهور قليلة وبالكاد تغطي تكاليف العمل.
ويعتقد أن نسبة هذا الارتفاع قليلة مقارنة بأسعار الزيت هذا العام والتي لا تقل عن 95 دينارا للصفيحة الواحدة ووزنها 16 كليوغراما من الزيت وقد يصل السعر إلى  110 دنانير في العديد من المعاصر.
ويذكر أن عدد المعاصر العاملة في جرش 14 معصرة أتوماتيكية، ومن المتوقع أن لا تقل كمية الإنتاج هذا العام عن 1500 طن من الزيت، وما زالت الكميات غير واضحة في بداية الموسم.
 وتصل المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة إلى 130 ألف دونم ، تبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة، فيما تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في الأردن حوالي 1.280 مليون دونم، تعادل 72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة وحوالي 34 % من كامل المساحة المزروعة في الأردن.