جرش: ضيق المتحف يبقي عشرات القطع الأثرية المكتشفة بالمستودعات

figuur-i
figuur-i

صابرين الطعيمات

جرش – تلجأ مديرية الآثار في محافظة جرش حاليا الى حفظ القطع الاثرية المكتشفة حديثا في مستودعاتها، لعدم توفر متسع لعرضها في متحفها الحالي، لاسيما بعد إنتهاء الإجراءات القانونية الخاصة بعرضها والحفاظ عليها ضمن مواصفات معينة، وفق مدير آثار جرش محمد الشلبي.اضافة اعلان
وقال الشلبي، ان متحف موقع جرش الأثري ممتلئ بالكامل، ولا توجد أماكن مناسبة لعرض المزيد من القطع الأثرية والاكتشافات المهمة فيه، مما يحدد خيار خبراء الآثار بحفظها في المستودعات لحين بناء متحف أثري جديد مطروح على موازنة العام الحالي.
وأكد أن مجلس اللامركزية خصص ما يقارب 335 الف دينار لمديرية آثار جرش، ومن ضمن هذا المبلغ سيتم بناء متحف جديد ومكاتب ومستودعات لآثار جرش، فضلا عن متابعة أعمال الصيانة والترميمات في مختلف المناطق وتوفير فرص عمل لطلبة الآثار والفنيين وعمال الآثار والفنيين والخبراء والمهندسين، وهي من أهم المشاريع الحيوية التي تتبناها مديرية الآثار سنويا في محافظة جرش، للتخفيف من مشكلة البطالة بين صفوف الخريجين وأرباب الاسر.
وأشار الشلبي الى أنه قد تم العثور قبل نحو اسبوعين على قطع أثرية تعود للعصرين البيزنطي والروماني في أحد المنازل في منطقة وادي الدير في محافظة جرش.
وأشار إلى أن القطع الأثرية هي عبارة عن توابيت وأعمدة حجرية وبعض القطع الفخارية المكسرة وجرتين فخاريتين إحداهما سليمة، إضافة إلى كمية من القطع الفخارية المكسرة، وقد تم توثيقها لدى الدائرة، وسيتم نقلها بعد التحفظ عليها إلى دائرة الآثار العامة في مدينة جرش الأثرية، كونها بحاجة إلى رافعات ووسائل نقل كبيرة.
ويرى الشلبي أن محافظة جرش تزخر بالاكتشافات الأثرية بشكل دائم ومستمر، مؤكدا ضرورة أن يتوفر فيها متحف يليق بحجم هذه الاكتشافات الضخمة، التي تحتاج إلى مواقع ومواصفات مناسبة لعرضها بصورة توضح أهميتها التاريخية والأثرية، وتتناسب مع عدد الزوار الحريصين على دراستها والتعرف عليها.
يشار الى أن المتحف الحالي في المدينة الأثرية بناء قديم ومتهالك وضيق المساحة، ولا يليق بمستوى التحف والتماثيل واللقى الأثرية التي يتم العثور عليها في جرش، لاسيما مع وجود عشرات من التماثيل التي ما تزال في المستودعات ولا يتم عرضها في المتحف الحالي لأنه متواضع البناء والمساحة وهي ما تزال بحاجة إلى صيانة وترميم وتأهيل.
واكد الشلبي، أن المتحف الجديد من المتوقع ان يضم مكاتب لمديرية الآثار في جرش، والموجودة حاليا في بناء آيل للسقوط وغير مؤهل للعمل، مشيرا الى انه سيكون ضمن مواصفات فنية وهندسية وعالمية وأثرية تليق بمستوى التماثيل والمعروضات والتحف الأثرية والعديدة الموجودة في مدينة جرش بشكل خاص.
وقامت وزارة السياحة قبل بضعة أعوام بعرض التماثيل التي عثرت عليها البعثة الفرنسية في موقع أعمال التنقيب في الحمامات الشرقية في مركز زوار جرش، بعد ترميمها وإجراء الصيانة لها، لوجود متسع في مركز الزوار وتناسب تصميمه مع قيمة التماثيل الأثرية والتاريخية.
ويذكر أنه في حال تم تجهيز المتحف الجديد، فسيتم نقل كافة التماثيل المعروضة في مركز زوار جرش ونقل التماثيل الحالية في المتحف القديم إلى المتحف الجديد، فضلا عن إخراج كافة التحف والتماثيل واللقى الموجودة في المستودعات ولا يقل عددها عن 25 تمثالا أثريا.
إلى ذلك أكد زوار المدينة الأثرية أن المتحف الأثري والذي يقع داخل المدينة الأثرية مبنى قديم ومتهالك وتدخله مياه الأمطار في فصل الشتاء، ولا يتناسب مع القيمة التاريخية للقطع التي تعرض فيه، خاصة وأنه كان عبارة عن استراحة قديمة حولت فيما بعد إلى متحف أثري، وهو يفتقر لأبسط الشروط الهندسية ليكون متحفا يمكن حفظ القطع الاثرية فيه دون أن تتعرض للتلف أو العبث، بفعل الرطوبة المرتفعة في النباء وسوء أحواله.
وكان صدر في الأبنية الحالية لمكاتب المديرية قرار إزالة منذ سنوات، كونها قديمة جدا وغير صالحة للاستخدام فنيا وهندسيا ولا تصلح كذلك لحفظ المقتنيات الأثرية في الموقع الأثري.
وقد تم إزالة جزء منها لغاية جعل الموقع الأثري فضاء مفتوحا يريح النظر، وفق شروط المدن الأثرية على مستوى العالم، أما المبنى الحالي لمديرية الآثار فهو غير صالح بمختلف المقاييس للاستخدام.
بدوره قال الخبير السياحي وعضو اللامركزية في جرش الدكتور يوسف زريقات، أن دائرة الأثار العامة تستطيع توفير البنية التحتية لإقامة مبان جديدة بشكل استثماري حديث ومتطور، لوجود قطعة أرض مملوكة وكبيرة وموقعها استراتيجي مطل على المدينة الأثرية كاملة، وتصلح أن تكون نواة لمتحف أثري مركزي يضمن الحفاظ فيه على المقتنيات الأثرية ويكون مركزا للأبحاث والدراسات الأثرية.
ويعتقد زريقات، أن مدينة جرش الأثرية تستحق ان يكون فيها مركز أبحاث ودراسات أثرية على مستوى عالمي بجانب متحفها ذي المواصفات العالمية، خاصة وأن عمليات البحث والتنقيب والترميم والصيانة على الآثار مستمرة في جرش وكل عملية تنقيب يقوم بها الخبراء او طلاب الجامعات أو مراكز البحوث العالمية تنتج منها العثور على قطع أثرية ضخمة وذات قيمة ولا تقدر بثمن.