جرش: غياب أماكن التسوق يدفع سيدات منتجات للجوء للممرات السياحية

نساء جرشيات منتجات يسوقن مشغولاتهن-(الغد)
نساء جرشيات منتجات يسوقن مشغولاتهن-(الغد)
صابرين الطعيمات جرش – على أطراف الطرقات والشوارع والغابات والممرات السياحية، تسوق سيدات جرشيات منتجاتهن من الاغذية والمشغولات الحرفية المصنعة منزليا، معتمدات على عودة السياحة الداخلية التدريجي حاليا. وأكدت سيدات منهن، ان محافظة جرش، تفتقر لمراكز التسوق المعتمدة لمنتجاتهن، لافتات الى أن جرش تتميز بمنتجاتها الغذائية والحرفية ذات الجودة العالية، والمرتبطة بأصالة تقاليد المنطقة. وأشرن الى أن هذه المنتجات ذات الصبغة الجرشية، تسوق غالبا لزوار مدينة جرش الآثارية من المواطنين القادمين من خارج المحافظة والسياح، بخاصة في عطلة نهاية الأسبوع، وقد أدى تحسن الأوضاع الوبائية لبدايات انتعاش للسياحة الداخلية، مع عودة المغتربين الذين يحرصون على شراء منتجاتهن والتزود بها. المنتجة مها الحوامدة قالت إن توقف البازارات والمهرجانات التسويقية في الجائحة، تسبب بتوقف مشاريعهن في إنتاج مشتقات الألبان الطبيعية والعنب وغيرها من المواد الغذائية والأعشاب الطبية، الى جانب الصابون ومستحضرات التجميل والمشغولات الحرفية، ما يوفر لهن مصادر دخل تسهم باعالة اسرهن. وأكدت الحوامدة أن منتجاتهن قبل الجائحة، كانت تعرض في البازارات والمهرجانات التي يجري تنظيمها سنويا، وتحديدا في فصلي الربيع والصيف، ليصل عددها في العام لأكثر من 6 فعاليات، اذ تجمع آلاف الزوار في مكان واحد لعدة أيام، ما يضمن تسويق منتجاتهن. بيد أن الوضع خلال الجائحة تبدل، وفق الحوامدة، اذ توقفت هذه الفعاليات، الى جانب انعدام وجود سوق لعرض منتجاتهن، ما يجبرهن على عرضها حاليا على جوانب الطرق والممرات السياحية. وتضطر المنتجة مريم الزعبي لعرض منتجاتها من الزيتون المكبوس والمربيات والأعشاب الطبية على جوانب الطرق الرئيسة التي يعبرها السياح وزوار المحافظة، في مسعى منها لتسويقها، برغم ما تنطوي عليه هذه العملية من خطورة جراء تعرض المنتجات لعوامل الطقس، وانعدام الادوات لإبعادها عن تلك العوامل، بخاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأوضحت أن هذه الطريقة أصبحت من أكثر الطرق انتشارا بين المنتجات لتسويق منتجاتهن، لافتة الى ان آلية التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي غير مضمون الاستجابة لها، في وقت هي بحاجة لدخل مستمر لإعالة اسرتها المكونة من 8 أفراد، في ليس لديها فيه أي مصدر دخل آخر، لذا تستغل نهاية الاسبوع لتسويق منتجاتها مباشرة وتعمل في باقي أيام الاسبوع على إعداد وتجهيز انواع من الأغذية لعائلات في المحافظة. وقال المغترب بلال العياصرة، إنه يحرص سنويا على حضور مهرجانات التسوق في المحافظة، كمهرجانات اللبنة والعنب وجراسيا والمونة وجرش للثقافة والفنون، لأنها تجمع المنتجين والحرفيين الشعبيين ومنتجاتهم. وأكد العياصرة أنه يتزود ببعض هذه المنتجات التي يحتاجها في غربته، لتميزها وجودتها واسعارها المعتدلة، لكن توقف المهرجانات وانعدام وجود مواقع للتسوق خاصة بها، لم تمكنه من شراء أي منتج منها العام الحالي. وأوضح ان موعد إجازته حاله كحال آلاف المغتربين، شارف على الانتهاء، ولم يتمكن من التزود بأي من المنتجات التي يحتاجها. رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، بين أن المنتجين والمنتجات في جرش، يعتمدون على السياحة في تسويق منتجاتهم التي تعتمد عليها آلاف الاسر لتوفير دخل ثابت لها. وأشار الى أن البازارات والمهرجانات والمسارات السياحية لم تتفعل بعد، برغم فتح غالبية القطاعات، وهي عمليا شبه متوقفة حاليا، وإذا أقيمت اي فعالية منها، فتكون محدودة ولمدة قصيرة وبحضور قليل من الزوار، جراء الظروف الوبائية. وطالب العياصرة بإحياء فعاليات المحافظة، لتشجيع السياحة الداخلية، وإقامة مركز تسويق دائم لمنتجات النساء وإنشاء مواقع ووضع برامج لمعارض خاصة بالمنتج الجرشي على مدار الساعة وفي المواسم كافة. ويرى أن مشاريع التمكين الاقتصادي في المحافظة، متعددة ومتنوعة، ما يجعل منتجاتها قادرة على تغطية أسواق متعددة ومعارض مختلفة، الى جانب توفيرها فرص عمل لابناء المحافظة، لافتا الى أهمية عودة العمل في المسارات السياحية، لاستعادة ما كانت تشغله من ايد عاملة، معتبرا بأن الوقت الحالي مناسب لإعادة إحيائها وتجديدها. وأوضح العياصرة، أن عرض المنتجات الجرشية على نحو فردي وغير منظم على أطراف الطرقات والمواقع السياحية، يفقدها قيمتها وأهميتها، كما ويعرض المنتجات الغذائية للتلف، ما يدعو للاسراع بتنظيم عمل هذه المشاريع، وإنشاء مواقع لتسويقها، مجهزة بما يلزم للحفاظ عليها من التلف. وقال رئيس قسم الإعلام والتواصل المجتمعي في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن البلدية تتبنى إدارة قسم تمكين المرأة الذي أسهم بدعم وتأسيس وتطوير عشرات المشاريع الإنتاجية لسيدات جرشيات، وكانت تنظم مهرجانات سنوية لتسويق منتجاتهن ودعم مشاريعهن، غير ان ظروف الجائحة أوقفتها. وقال البنا، إن البلدية تبنت فكرة مشروع إقامة مركز تسويق دائم في جرش لمنتجات سيداتها التي تتميز بها المحافظة، وأعدت دراسات جدوى وخطط للمشروع لكن لم يتوافر حتى الآن تمويل له.اضافة اعلان