جرش: فشل ترحيل البسطات يؤخر ربط المدينة الأثرية بالحضرية

بسطات تحتل جزءا كبيرا من شارع في مدينة جرش وتعيق حركة المرور-(من المصدر)
بسطات تحتل جزءا كبيرا من شارع في مدينة جرش وتعيق حركة المرور-(من المصدر)

صابرين الطعيمات

جرش- تعد البسطات المنتشرة عشوائيا في الوسط التجاري والتي فشلت بلدية جرش الكبرى عشرات المرات بإزالتها على الرغم من توفير عدة بدائل ملائمة لها، من أهم العوائق التي تؤخر تنفيذ مشروع ربط المدينة الأثرية بالحضرية وفق مدير سياحة جرش بسام توبات.اضافة اعلان
ويعتقد توبات أن مشروع الربط يحتاج إلى تعاون مشترك بين السياحة وبلدية جرش الكبرى، مشيرا الى ان مهمة السياحة  تتمثل في بناء بوابة الربط، التي تتلاءم مع الموقع الأثري والهدف الذي أنشئت من أجله، وصيانة وترميم وتأهيل وادي الذهب وهو ممر سياحي حيوي في مشروع الربط، فيما يتطلب ذلك من البلدية تأهيل الوسط التجاري بحل مشكلة البسطات وأزمة السيير وتوفير مواقف كافة للسيارات، فضلا عن متابعة أمور النظافة والإنارة والمشاريع السياحية داخل المدينة.
وبين أن مشروع الربط يحتاج كذلك إلى عقد لقاءات ومحاضرات وورشات عمل لغاية توعية التجار والمواطنين بالمشروع وطريقة عمله والإستفادة منه، وعمليات التبادل التجاري والثقافي بين التجار والسياح على مدار العام، أسوة بباقي المدن السياحية على مستوى العالم، سيما وأن مدينة جرش تعتبر ثاني أكبر مدينة سياحية على مستوى المملكة وترتفع فيها الأفواج السياحية بشكل متطرد مقارنة بالسنوات السابقة.
ويعتبر مشروع الربط، بحسب توبات من أهم المشاريع السياحية التي تنتظرها محافظة جرش منذ عشرات السنين، لتنشيط المسارات السياحية الداخلية ودمج المجتمع المحلي بالقطاع السياحي.
وتمنى توبات أن تكون العلاقة بين السياحة وبلدية جرش الكبرى علاقة تشاركية ومهنية ومبنية على التعاون للحفاظ على هذه المشاريع السياحية، والتي تهدف إلى تنمية الواقع السياحي في جرش والحفاظ على الموروث التاريخي للمدينة، لخدمة المجمع المحلي والسياحي، خاصة وأن هذه المشاريع سياحية وتنموية وأهمها مشروع بوابة الربط بين المدينة الاثرية والحضرية ومشروع تطوير وصيانة وترميم وادي الذهب.
وبلغت مدة عطاء المشروع في المرحلة الأولى شهرين إشتملت على فتح بوابة على منطقة الجسر الروماني، وتفعيل الاشارة الضوئية وتحسين الادراج باتجاة الجسر
واعمال صيانة للساحة الواقعة خلف المسجد الهاشمي وبوابة المتحف الاثري الخارجية.
 وكانت بلدية جرش البكرى فشلت عشرات المرات بترحيل البسطات إلى عدة مواقع بديلة، رغم انها أنفقت الكثير من موازنتها لتجهيزها، حيث تحولت إلى مواقع مهجورة لعدم إلتزام  أصحاب البسطات بالرحيل إليها، وحل مشكلة أزمة السير وتزاحم البسطات والمارة على الارصفة ذات المساحة المحدودة أصلا.
وأكد تجار وسط المدينة ان مشكلة البسطات من المشاكل المستعصية التي فشلت البلدية في حلها مرارا وتكرارا.
وقال التاجر أحمد  العتوم إن البسطات تشوه جمالية مدينة جرش الأثرية وتسبب أزمة سير خانقة جراء إحتلال الأرصفة من قبل البسطات والمركبات، سيما مع قلة عدد المواقف في مدينة سوق مدينة جرش، فضلا عن المشاكل الإجتماعية التي تسببها البسطات والمشادات التي تحدث بين المتسوقين والتجار واصحاب هذه البسطات.
وطالب العتوم أن يتم إيجاد حل جذري للمشكلة وتوفير مكان مناسب وبديل ملائم لأصحاب البسطات وإلزامهم بالرحيل إليها لتنفيذ مشاريع سياحية حيوية في الوسط التجاري وإدخال السياح إلى الوسط التجاري.
وبين العتوم ان أصحاب هذه البسطات لا يلتزمون بدفع أي ضرائب أو فواتير أو أجور محال ولم يتحملوا رفع رسوم النفايات التي قامت بلدية جرش برفعها منذ بداية العام ويحتلون مواقع متميزة وسط سوق المدينة، ويخلفون وراءهم في كل مساء كميات كبيرة من النفايات تنبعث منها روائح كريهة جدا وبعضها الأخر يتعرض للتعفن.
وقال التاجر عامر علي إن بلدية جرش الكبرى تفشل على التوالي في ترحيل البسطات من وسط سوق المدينة والحد من أزمة السير الخانقة والإعتداء على الأرصفة ومداخل المحال التجارية وحرم الشارع على الرغم من توفر عدة بدائل وأسواق مختلفة للبسطات، فكلما تقوم البلدية بترحيلهم إلزاميا يعود أصحاب البسطات في اليوم التالي مباشرة إلى الارصفة والطرقات ولا يلتزمون بأي موقع بديل.
وقال احد اصحاب البسطات طلب عدم نشر اسمه أن المواقع التي تحددها بلدية جرش الكبرى للبسطات بعيدة عن حركة التسوق، وتتسبب في  تلف الخضار والفواكة وتلحق خسائر فادحة بالتجار، ومعظمهم أرباب أسر، معتقدا أن البيع والشراء في الطريق العام أصبح عادة ولن يرحلوا ويلتزموا بأي موقع بديل.
بدوره قال رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا أن البلدية في حال قامت في هذا الوقت بإزالة البسطات، فهذا غير كافي لدخول الأفواج السياحية، سيما وأن البلدية تنتظر هذا العام رصد نصف مليون دينار لإقامة مجمع طبقي يقضي على أزمة السير الخانقة وسط المدينة، ونصف مليون آخر على موازنة العام المقبل لإتمام المشروع وتسليمه وعلى نفقة وزارة السياحة كذلك.
وأوضح أن البلدية تنتظر من وزارة السياحة مشروع تطوير وصيانة السوق العتيق، بقيمة لا تقل عن 600 ألف دينار على موازنة هذا العام، فضلا عن رصد 600 ألف دينار على نفس الموازنة لصيانة وترميم قصر الباشا في بلدة سوف وهذه المشاريع تساعد البلدية على تأهيل الوسط التجاري وتسهيل دخول الأفواج السياحية إلى وسط المدينة.
أن البلدية كانت تعول كثير على فوز محافظة جرش بمسابقة الوجهة السياحية والتي كانت ستمول جميع المواقع الأثرية لصيانتها وترميمها وخسارة مدينة جرش بهذه المسابقة يرتب على البلدية مبالغ طائلة لدعم قطاع السياحة فيها.
 ويعتقد البنا أن هذه المشاريع الحيوية والهامة تشكل بيئة خصبة مناسبة للتخلص من مشاكل وسط المدينة وأهمها البسطات وأزمة السير الخانقة وتسهل دخول السائح إلى الوسط التجاري.