جرش: مئات الأطنان من زيت الزيتون تتكدس في مخازن المعاصر والمزارعين

صابرين الطعيمات

جرش – تتكدس مئات الأطنان من زيت الزيتون في مخازن المعاصر ومزارعي جرش، رغم تخفيض المزارعين أسعارها بنسبة لا تقل عن 40 % في الموسم الحالي، بهدف تعويض جزء من تكاليف الإنتاج والتقليل من خسائرهم.اضافة اعلان
وأكد مزارعون، ان موسم الزيتون هو أهم موسم زراعي في محافظة جرش، إذ يعتمد عليه المزارعون في تغطية تكاليف العمل الزراعي، وتلبية احتياجات أسرهم والتزاماتهم السنوية فضلا عن استغلال جزء من أثمان الزيت في العناية بالأرض والشجر من حراثة وتسميد وتقليم وتجريف.
ويؤكد مزارعون، أن تكدس الزيت لغاية الآن والانشغال بتسويقه، منعهم من الاهتمام بالأرض وإعادة تأهيلها.
وقال المصطفى، إن إنتاج الزيت كان وفيرا هذا العام، غير أنهم فشلوا في تسويق منتجهم رغم إنخفاض أسعاره، اذ لا يتجاوز سعر الصفيحة الواحدة 65 دينارا.
وقد اضطر العديد من المزارعين الى بيع الصفيحة الواحدة بأقل من تكلفتها بـ 55 دينارا، وهو مبلغ زهيد مقارنة مع نوعية المنتج وتكلفة إنتاجه الباهظة، ما بين أجور العمال وأجور العصر وتكلفة التسميد والتقليم والحراثة وتكاليف القطاف وأجور المركبات.
وبين المصطفى، انه جنى ما يقارب 26 صفيحة من زيت الزيتون، إلا انه لم يتمكن من بيع سوى صفيحة واحدة فقط، فيما الباقي ما يزال مكدسا في المخزن، في الوقت الذي لا يوجد مستهلكون ولا مشترون، مشيرا الى انه عمل على الإعلان عن منتجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي عشرات المرات، ولكن دون جدوى.
وأعتقد المزارع الثمانيني علي عبدالحميد، أن الخسائر ستكون كبيرة هذا الموسم الزراعي بسبب تكدس الزيت، مشيرا إلى أن هذه هي السنة الأولى، التي تتكدس فيها صفائح الزيت رغم انخفاض أسعاره، لدرجة عدم تغطية تكاليف العمل فيه، في الوقت الذي لم يبق على الموسم المقبل سوى 8 أشهر، حيث يحين موعد قطاف الموسم الجديد.
وأكد الحميد، ان أغلبية مزارعي الزيتون في محافظة جرش من كبار السن وغير قادرين على تسويق منتجهم، سيما وانهم لا يتمكنون من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكانوا يعتمدون على علاقاتهم الاجتماعية اليومية والمجتمعية في تسويق منتوجاتهم، وقد كان سعر الصفيحة لا يقل عن 80 دينارا في السنوات الماضية ويتم بيع الزيت بعد القطاف بأسابيع قليلة، غير ان هذا العام تعرضت المنتجات من زيت الزيتون للتكدس في مخازنهم والحق بهم خسائر فادحة.
وبين المزارع أن عدد الصفائح التي يخزنها لا يقل عددها عن 30 صفيحة وقد تحمل تكاليف الإنتاج ولا تقل عن 1500 دينار وما زالت ذمم مالية عليه ويعتمد على بيع الزيت لتسديدها.
ويطالب المزارعون وزارة الزراعة بمساعدتهم في تسويق منتجهم، من خلال عمل مهرجانات ومواقع تسوق دائمة لبيع الزيت والترويج له بمختلف المناسبات وبكافة الطرق.
إلى ذلك أكد مدير زراعة محافظة جرش الدكتور عماد العياصرة، أن إنتاج الزيت هذا العام لا يقل عن 2400 طن وهو رقم كبير جدا، لم يسجل منذ أعوام عديدة في محافظة جرش، مشيرا إلى أن ذلك تصادف مع ارتفاع الانتاج منه في العديد من الدول المنتجة، مما قلل الطلب على المنتج وأدى إلى تكدس الزيت في مخازن المزارعين.
وقال العياصرة، إن وزارة الزراعة فتحت باب التصدير للزيت، وأغلقت باب الاستيراد بهدف حماية المنتج الأردني من زيت الزيتون والمساعدة على التسويق، غير أن الإنتاج كبير والطلب متدن سيما وان المستهلك الأردني يعتبر أقل مستهلك لزيت الزيتون على مستوى العالم.
وبين أن وزارة الزراعة وقعت اتفاقيات مع العديد من الجهات الحكومية لغاية بيع الزيت عن طريق الأقساط للموظفين، مشيرا ايضا إلى أنه سيتم إبرام اتفاقية أخرى مع القوات المسلحة بهدف بيع الزيت لهم عن طريق الأقساط، فضلا عن إشراك المزارعين بمهرجانات متعددة لبيع منتجهم.
ويعتقد العياصرة، أن تفريغ الزيت في عبوات أصغر يساهم في تسويقه بشكل أفضل، مشددا على سمعة ومواصفات ونوعية وجودة المنتج الجرشي من زيت الزيتون.
وأوضح أن مديرية الزراعة قامت بتأهيل نخبة من موظفيها للكشف الدوري على جودة الزيت المنتج، والتأكد من مطابقته للمواصفات والمقاييس.
وأضاف العياصرة، ان أسعار الزيت منخفضة جدا هذا العام وتقارب سعر التكلفة، مشيرا إلى أن محافظة جرش لا يوجد فيها أي أسواق أو معارض تسويقية لزيت الزيتون، باستثناء مشاركة المزارعين والمعاصر في معرض الزيتون في حدائق الحسين.
ويرى العياصرة، أن كميات الإنتاج من زيت الزيتون تعتبر الأعلى منذ سنوات، مما يشير إلى توفر كميات كبيرة من الزيت في محافظة جرش وبجودة ومواصفات عالية، فضلا عن توفر أكثر من 18 ألف طن من ثمار الزيتون، التي يعد منها " زيتون الرصيع"، وهي تباع في محافظة جرش على مستوى المملكة وتصدر للدول الأخرى، نظرا لجودتها كذلك.
ويرى أن الظروف المناخية ساهمت في تحسين المنتج الثمري للزيتون، وزيادة جودته ونوعيته ووفرة كمياته هذا الموسم.
يذكر أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ 130 ألف دونم، تبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة.
وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في الأردن حوالي 1.280 مليون دونم، تعادل
72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة وحوالي 34 % من كامل المساحة المزروعة في الأردن.
ويقدر عدد أشجار الزيتون المزروعة بحوالي 17 مليون شجرة تنتشر في معظم مناطق محافظات المملكة بدءا من المناطق المرتفعة وحتى مناطق وادي الأردن.