جرش محافظة زراعية تفتقد لمصانع تعبئة وتغليف منتوجاتها

صابرين الطعيمات

جرش- يشكو مزارعون بمحافظة جرش، من عدم توفر أي مصانع صغيرة ومتوسطة لتصنيع المنتوجات الزراعية التي تتميز بها المحافظة موسميا لتسهيل تسويقها، لاسيما ان منتوجاتهم الزراعية ما زالت تتكدس في مخازنهم رغم ان بضع سيدات يعملن على تصنيع جزء منها بطرق أولية وتسويقها على الأحياء المجاورة.اضافة اعلان
وأكد مزارعون، أن محافظة جرش تتميز بمنتوجات زراعية متعددة موسمية منها الزيتون والزيت ومواد غذائية متنوعة مثل العنب والمشمش والتين وانواع من اللوزيات والتفاحيات، مشيرين الى ان هذه الفواكة المتعددة والمتنوعة يمكن تصنيعها وتسويقها عربيا وعالميا، لاسيما أنها تسوق يوميا في مواسمها بأسعار رمزية لا تغطي تكاليف العمل فيها.
وقالت المزارعة أم سراج العياصرة، ان مزارعهم تنتج سنويا كميات كبيرة من محصول العنب، مشيرة الى ان بيعه مباشرة بالاسواق لا يغطي تكاليف الإنتاج، لان أسعاره متدنية جدا مقارنة مع كميات الانتاج الوفيرة والاصناف المتنوعة التي تزرع في أراضيهم.
وبينت أنها تضطر إلى القيام بجمع محاصيل العنب وتصنيعها يدويا في منزلها وبيعها في الأحياء المجاورة، من خلال إعداد الخبيصة والزبيب من العنب، على أمل أن تغطي هذه المنتوجات تكاليف العمل في الحقول.
وأوضحت أم سراج، أنها تبذل جهدا كبيرا سنويا في سبيل تحويل المنتوجات الزراعية إلى مواد مصنعة غذائية وبطرق بدائية أولية، سيما وأنها لا تملك المعدات وآلالات حديثة التي توفر عليها الوقت والجهد.
واشارت الى عدم توفر أسواق تصديرية لتعويض المزارعين عن جزء من تكاليف العمل، خاصة وانها تقوم كذلك بزراعة بضع من الدونمات بالميرمية التي تقوم بتنشيفها وتغليفها يدويا وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اضافة الى إعداد أنواع متعددة من مربيات المشمش والدراق والإجاص وبيعها بأسعار أفضل من تسويقها مباشرة في الاسواق المركزية.
وقال المزارع مصطفى البرماوي، ان المزارعين يعانون كذلك مشاكل في تسويق مادة زيت الزيتون التي تنتج بوفرة في محافظة جرش وبكميات ونوعيات متميزة جدا، مشيرا الى ان إنتاج العام الماضي وإنتاج هذا العام ما زال مكدسا في مخازنهم، بسبب الظروف الاقتصادية التي يعانيها المواطنون وجائحة كورونا.
وبين المزارع أن وجود مصانع تقوم بإعادة تصنيع هذه المواد الغذائية، كتصنيع مادة الصابون من زيت الزيتون ما يساهم في تسويق الزيت وتوفير مردود مناسب للمزارعين والتخلص من مشكلة التسويق التي يعانيها المزارعون منذ سنوات.
وقال البرماوي، ان محافظة جرش بأكملها تفتقد لمصانع غذائية على الرغم من توفر الحقول والمزارع الموسمية التي توفر هذه المنتوجات الزراعية على مدار العام بجودة عالية، ويلجأ المزارعون لبيعها في الأسواق المركزية بأسعار متدنية لا تغطي تكاليف العمل، علما بأنه لو تم تصنيعها وتولي شركات متخصصة في تسويقها سيتم تطوير هذه الزراعات وتحديثها وزيادة المساحات المزروعة منها.
وأكد رئيس بلدية المعراض فيصل الظواهري، أن القرى والبلدات التابعة لبلدية المعراض تتميز بالزراعات الموسمية وأغلبها من الفواكة مثل التين والعنب وأنواع متعددة من المشمش والدراق واللوزيات والتفاحيات ومادة الجوز والسماق البلدية، اضافة الى أنواع متعددة من الأعشاب الطبية.
وقال ان جميع هذه الأصناف تؤهل المحافظة ليكون فيها مصنع تصنيع غذائي يشتري هذه الأصناف من المزارعين، باسعار تغطي تكلفة العمل ويضمن تسويقها عربيا وعالميا.
وأكد أن بلدية المعراض افتتح فيها مصنع للمربيات بالتعاون مع القطاع الخاص وهو يصدر المواد الغذائية المصنعة إلى مختلف دول العالم، مشيرا الى انه يستخدم منتوجات زراعية من المحافظة. وقال انه تم افتتاح خط إنتاج لتصنيع وتسويق مادة زيت الزيتون، التي تتميز بوفرة إنتاجها في مدينة جرش.
ويرى الظواهري، أن هذا المصنع الذي تدعمه البلدية ومختلف الجهات ما يزال في بداية عمله ويحتاج إلى توسعة وتطوير وتحديث، مشيرا الى ان المنطقة بحاجة إلى أكثر من مصنع متخصص بالمنتوجات الغذائية.
وأكد رئيس قسم الثروة النباتية في زراعة جرش المهندس هاني البكار في تصريح سابق لـ"الغد " ان محافظة جرش تتميز بالإنتاج الزراعي على مدار العام وبكميات وفيرة.
واضاف ان المزارعين يعانون سوء تسويق منتوجاتهم كمزارعي الزيتون العاجزين عن تسويق منتوجاتهم منذ العام الماضي، فيما لا تقل كمية الإنتاج هذا العام عن 1800 طن من زيت الزيتون.
ويرى البكار أن وجود مصانع تقوم بتعبئة وتغليف زيت الزيتون أو استخدامه في العديد من الصناعات الغذائية أو تصنيع مادة الصابون، تخفف من تكدس المنتج وتضمن تسويقه وبيعه بأسعار مناسبة تغطي تكاليف العمل في القطاع الزراعي، لاسيما مع توفر منتوجات زراعية متنوعة على مدار العام في محافظة جرش، تضمن تشغيل هذه المصانع وتوفر فرص عمل لأبناء المنطقة والعاملين في القطاع الزراعي.