جرش: محميات طبيعية يؤمّها الآلاف تعاني نقص المرافق والبنية التحتية

زوار في محمية الغزلان في بلدة ساكب بجرش - (الغد)
زوار في محمية الغزلان في بلدة ساكب بجرش - (الغد)

صابرين الطعيمات

جرش – تعاني محميات طبيعية في محافظة جرش من نقص في الخدمات والبنية التحتية الواجب توفرها لخدمة زوارها الذين يقدر عددهم بالآلاف خلال العطل والأعياد والمناسبات.اضافة اعلان
ويرى خبراء في مجال السياحة أن أهم هذه المواقع هي محمية الغزلان في بلدة ساكب وغابة الأرز وتقع بجانبها مباشرة بعض المواقع الطبيعية ومحميات حرجية في غابات دبين.
واكدوا أن هذه المواقع يؤمها الزوار بشكل مستمر، سيما وأنها مواقع متميزة في مناطق ذات تضاريس طبيعية وزيارتها مجانا إلا أنها لا تتوفر فيها مرافق وخدمات عامة.
 ويقول الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن محمية الغزلان في ساكب وغابة الأرز يؤمها عدد كبير من الزوار على مدار العام وخاصة السياحة الداخلية وطلاب الجامعات والمدارس، ويجب أن تكون هذه المواقع مخدومة.
واكد أن هذه المواقع يجب أن تستثمر سياحيا حتى يتسنى بناء مرافق عامة فيها وتوسعة طرقها وتجهيز حاويات للنفايات وتنظيم مواقع بالقرب من المحمية مناسبة للعائلات لتمكنهم من الاستمتاع فيها بطرق منظمة ومرتبة، تتناسب مع عدد الزوار للموقع.
وبين أنه من الممكن أن يدخل القطاع الخاص والهيئات المجتمعية بشراكة مع الجهات المعنية لإدارة المواقع السياحية التي تشبه المحميات التي توجد في بلدة ساكب تحديدا، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة في قطاع السياحة واستثمار عدد الزوار الذي يتزايد بشكل مطرد بما يعود بالنفع على ابناء المنطقة وذلك عن طريق إيجاد أكشاك لبيع منتجاتهم فيها.
ويعتقد زريقات أن محمية الغزلان والتي تقع على أجمل وأروع القمم الجبلية في بلدة ساكب غرب جرش تتميز بأروع المواقع في محافظة جرش، وتشهد حركة سياحية نشطة وتجذب آلاف الأفواج السياحية سواء سياح عرب أو أجانب أو رحلات مدرسية وجامعية أو سياحة داخلية وسياحة العائلات.
واوضح أن الموقع الذي توجد فيه المحمية يفتقر للمرافق العامة أو الجلسات العائلية أو الطرقات التي تتناسب مع  عدد الزوار أو أي استثمار سياحي، ومع ذلك ينجذب اليه الآلاف من السياح.
ويعتقد زريقات ان موقع المحمية تسبب بإلحاق خسائر مادية فادحة للمشاريع السياحية الأخرى داخل مدينة جرش وباقي المحميات في غابات دبين، خاصة وان أعداد المواليد في المحمية بارتفاع وتحتاج إلى مستويات رعاية كبيرة وقد حولت الموقع الذي توجد فيه إلى منطقة جرداء بعد ما كانت أفضل القمم الجبلية في جرش وموطن أشجار البلوط  المعمرة.
وأكد مستثمر موقع البركتين في جرش عبد الستار القيام أن آلاف الأفواج السياحة تتوجه إلى موقع  محمية الغزلان للتنزه فيها والمحميات الطبيعية الأخرى في جرش مثل غابة الأرز، على الرغم من عدم توفر أي مقومات سياحية في تلك المواقع مقارنة بالمواقع الأخرى التي توفر للزائر كافة الخدمات التي يحتاجها وعلى مدار الساعة.
وأوضح أن مشروعه يتكبد شهريا ومنذ سنوات مئات الآلاف من الدنانير، لانعدام الحركة السياحية في الموقع وتوجه الزوار إلى موقع محمية الغزلان في بلدة ساكب، رغم عدم توفر أي خدمة في الموقع وكل ما يقوم به الزوار هو إطعام الغزلان الخضار، من خلال الشباك ولا يتوفر في الموقع مرافق عامة، أو محال تجارية تتخصص ببيع احتياجات المتنزهين، ولا يتوفر فيها ألعاب للأطفال، مما يشكل خطورة على أطفالهم أثناء اللعب في الطرقات، بعكس ما توفره المواقع الأخرى من مرافق وألعاب وخدمات تجارية متعددة في نفس موقع التنزه.
ويقترح ضرورة أن يتم تحويل الموقع لموقع سياحي معتمد من الجهات المعنية، كأحد المواقع السياحية في جرش والاستفادة من جذب السياح، مقابل أجور زهيدة وترك حرية الاختيار للزائر لاختيار الموقع المناسب.
بدوره أكد رئيس بلدية المعراض فيصل الظواهري أن المنطقة سياحية وتستحق الاستثمار السياحي والبلدية تبحث بكافة السبل عن أي مشاريع استثمارية سياحية بالتشارك مع بلدية المعراض.
واوضح الظواهري أن البلدية تقدمت بعدة مشاريع لاستثمار هذه المحميات بالتشارك مع القطاع الخاص او من خلال البرامج التنموية المختلفة، لاسيما وأن الموقع من أكبر المواقع السياحية التي تحتاج إلى اهتمام واسع من مختلف الجهات، خاصة وأن البلدية عاجزة ماديا عن تنفيذ أي مشاريع استثمارية في الموقع.
واكد أن البلدية تقوم بجمع النفايات في الموقع وتوفير حاويات وتوسعة الطرق الفرعية وتعبيدها، فيما الطريق الرئيس قامت وزارة الأشغال بتوسعته وتعبيده مؤخرا.
من جانبه يؤكد مصدر مسؤول في مديرية زراعة جرش أن المحمية تتبع إداريا لمديرية زراعة جرش وتقوم بإدارة أمورها الداخلية من حيث العناية بالغزلان وتوفير البيئة التحتية المناسبة للغزلان داخل المحمية فقط ويزورها السياح بالآلاف ليتمتعوا بمشاهدة الغزلان من خارج السياج فقط، ولا يسمح للزوار بالدخول داخل المحمية حرصا على سلامة الغزلان والزراعة، غير أن مسؤولية تجهيز الموقع من الخارج من مرافق عامة، بالاضافة الى استثمارها ليست من اختصاص مديرية الزراعة.
ووفق إحصائيات مديرية زراعة جرش، فإن عدد المواليد يرتفع بشكل مطرد في المحمية وقد تجاوز عدد الغزلان 400 غزال حتى نهاية العام الماضي.
 وأرجعت المديرية نجاح المحمية في هذه الفترة ورفع عدد المواليد، الى زيادة الاعتناء بها وتسييج مختلف المواقع والأسوار بشكل يمنع العابثين من الدخول إليها أو الحيوانات المفترسة، التي كانت تقضي على المواليد الجدد، فضلا عن الرعاية الصحية التي تقدم للغزلان من قبل أطباء بيطريين متخصصين في مديرية زراعة جرش.
وأكدت أنه تم اتباع نظام عمل جديد في المحمية وهو الأول على مستوى الشرق الأوسط والعالم ويعتمد على ترقيم الغزلان وتحديد هويتها ونوعها وعمرها وإصدار بطاقات بيان كاملة وشاملة تتضمن كافة المعلومات عن الغزلان الموجود بما يضمن تعدادها والعناية بها بشكل فائق وتوفير الغذاء والدواء والماء بشكل يتناسب مع العمر والمعلومات الصحية الشاملة والموجود على بطاقات البيان.
ومن الجدير بالعلم، أن محمية الغزلان في محافظة جرش تم افتتاحها العام 2002 وكان عدد الغزلان 80 غزالا ووصل العدد إلى 220 العام 2013 وتعد نسبة الزيادة مرتفعة جدا، في ظل الظروف الصحية والبيئية الجيدة، التي تعيش فيها إذ وصل العدد إلى 380 غزالا هذا العام، وهذا العدد قابل للزيادة بشكل كبير في العام المقبل.