جرش: مزارعون يشكون الخسائر لتكدس الدواجن في مزارعهم وانخفاض أسعارها

إحدى مزارع الدواجن في محافظة جرش-(الغد)
إحدى مزارع الدواجن في محافظة جرش-(الغد)
صابرين الطعيمات جرش – تسبب الحظر الشامل الأخير والذي استمر 4 أيام، في إلحاق خسائر فادحة بمربي الدواجن في محافظة جرش، بعد انخفاض حاد في أسعارها، أحدثه توفر كميات ضخمة من الإنتاج نتيجة طول مدة الحظر، مقابل قوة شرائية متواضعة للمستهلكين. وأكد مزارعون أن سعر كيلو دجاج النتافات والذي لا يتجاو 95 قرشا منخفض جدا، مقارنة مع تكاليف الإنتاج، والتي ترتفع في فصل الشتاء، بسبب حاجة الدواجن لبرنامج تدفئة على مدار الساعة، كونها لا تقاوم انخفاض درجات الحرارة، فضلا عن ارتفاع تكاليف استقدام العمالة الوافدة ونقصها في ظروف الجائحة، التي تمر بها المملكة وصعوبة استقدامها. وقال المزارع إبراهيم عقيل، إن سعر كيلو دجاج النتافات لا يتجاوز 95 قرشا خلال أول يومين بعد إنتهاء الحظر الشامل، وهذا السعر قليل جدا مقارنة مع تكاليف العمل، مشيرا الى أن السعر العادل للكيلو يجب ان لا ينخفض عن 120 قرشا حتى يغطي تكلفة الإنتاج أولا ولا يلحق خسائر بمربيه. وأوضح أن سعر الدجاج لن يرتفع في الأيام المقبلة، مما يؤكد تجدد الخسائر المادية للمزارعين يوميا، لا سيما وان أوضاع المستهلك الأردني المادية متردية للغاية حاليا، ولا يقبل بشكل يومي على شراء الدجاج. وبين أن تكاليف الإنتاج ترتفع في فصل الشتاء لحاجة المزارع لتدفئة الدواجن، حرصا على بقائها لعدم مقاومتها انخفاض درجات الحرارة. وقال الدكتور بسام العفيف، وهو مستثمر في قطاع الدواجن، إن تكاليف العمل في قطاع الدواجن مرتفعة جدا مقارنة مع هامش الربح المتواضع، وخاصة تكاليف استقدام العمالة الوافدة والتي لا تقل عن 650 دينار للعامل الواحد مع صعوبة الإجراءات في الاستقدام، لا سيما وان العمالة المحلية لا تقبل العمل في مزارع الدواجن نهائيا، لصعوبة ظروف العمل ومواقعها البعيدة عن الأحياء السكنية والخدمات العامة. وأكد أن هذه الأوضاع والظروف الصعبة التي يعاني منها مربو الدواجن منذ شهر أيار (مايو) الماضي بسبب جائحة كورونا ما زالت مستمرة، ولا يمكن ان تتحسن إلا بتحسن الأوضاع الوبائية في المملكة، لا سيما وان حظر يوم الجمعة تسبب بتكدس كميات كبيرة من الدواجن كانت تستخدمها المطاعم في محافظة جرش وباقي محافظات المملكة. ويرى أن عملهم يعتمد على توفر الأيدي العاملة المدربة والمؤهلة، التي تراقب وضع الدواجن وتهتم بمراحل نموها وإنتاجها على مدار الساعة، مشيرا إلى أن 99 % من العمال هم عمالة وافدة. وقال المزارع حتمل الزبون، إن محافظة جرش من أكثر المحافظات إنتاجا للدواجن، لمناخها المناسب صيفا وشتاء وطبيعتها الجغرافية وميزاتها المناخية، وقربها من العاصمة وجميع المحافظات وسهولة التوزيع منها إلى كافة المحافظات. وتابع يقول" ان الحظر الشامل كدس كميات كبيرة من الدواجن، وزاد من كميات المعروض ما خفض الأسعار بنسبة كبيرة جدا، بالتزامن مع تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين وإغلاق المطاعم التي كانت تحتاج إلى كميات كبيرة يوميا، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع. ويعتقد الزبون أن تربية الدواجن في محافظة جرش هي ميزة تاريخية وزراعية لمحافظة منذ مئات السنين، يجب الحفاظ عليها، مشيرا الى انها توفر كذلك آلاف فرص العمل في سلاسل عملها المنتظمة. وطالب أن يتم دعمها وتعزيز عملها، خاصة وأنها تعرضت لخسائر كبيرة في بداية جائحة كورونا وأيام الحظر الشامل جراء زيادة الإنتاج وضعف الطلب عليها وانخفاض أسعارها بأقل من سعر التكلفة. من جانبها. قالت رئيس قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة جرش الدكتورة غدير غسان، إن محافظة جرش فيها ما يقارب 86 مزرعة دواجن، منها ما هو تابع لشركات كبرى ومنها ما هو مشاريع إنتاجية صغيرة لمئات من الأسر، وهي توفر الآلاف من فرص العمل، مشيرة إلى أن مديرية الزراعة تحرص كل الحرص على متابعة المزارعين وفحص الدواجن فيها وترخيصها والتأكد من توفر الأعلاف والأدوية اللازمة لها، لضمان وصول المنتج بأعلى المواصفات الصحية للمستهلك. وأضافت أن مديرية الزراعة تتابع مزارع الدواجن بشكل مباشر وعلى مدار الساعة للتأكد من إعطاء المطاعيم، كذلك توفير شروط الرعاية الصحية للدواجن، لا سيما وان المحافظة من أكبر المحافظات التي تربي الدواجن وتوزع إنتاجها على مختلف محافظات المملكة، مشيرة إلى أن الدجاج الذي يتم إنتاجه في محافظة جرش اكتسب سمعة وجودة عالية على مستوى المملكة. واوضحت غسان، ان أسعار الدواجن تعتمد على العرض والطلب، ومن الطبيعي أن زيادة الكميات المعروضة تخفض من الأسعار كباقي أسعار السلع الغذائية، مشيرة إلى أن هذه الأسعار حاليا منخفضة مقارنة مع تكاليف الإنتاج التي تختلف من مزرعة لأخرى، نظرا لظروف العمل وتكاليف التدفئة فيها، فضلا عن تأثرهم بقرار الحظر الشامل يوم الجمعة، والذي كانت تستهلك فيه المطاعم كميات كبيرة من إنتاج مزارعهم. وأكدت أن العمالة الوافدة متوفرة في المزارع، مشيرة إلى أن وزارة العمل تسهل إجراءات تجديد ترخيص عملهم نظرا للظروف الخاصة للعمل بالمزارع.اضافة اعلان