جرش: مساحات من الغابات تتحول إلى مكاب أنقاض وطمم

انقاض ملقاة في أحد المواقع بغابات جرش -(الغد)
انقاض ملقاة في أحد المواقع بغابات جرش -(الغد)

صابرين الطعيمات

جرش – تحولت مساحات واسعة من غابات محافظة جرش إلى مكب لمخلفات البناء ومزارع الدواجن وطمم المنازل والمقاولين، مما يهدد المساحات الخضراء بالتقلص وعزوف الزوار عنها وشوه منظرها الجمالي، سيما وأنها مقصد سياحي حيوي ونشط على مدار العام.اضافة اعلان
وقال نشطاء بيئيون أن هذه المخلفات بكميات كبيرة جدا وأحجام مختلفة، وحملات النظافة التي تنفذ في الغابات بشكل يومي من قبل شباب وطلاب غير قادرة على إزالة أطنان من الطمم لانهم لا يملكون معدات وآليات كبيرة، ومن الأولى أن تقوم الجهات المعنية من وزارة الزراعة والبيئة والبلديات بتنظيفها ومراقبة الغابات، والحد من إستغلال مساحاتها الواسعة من قبل ضعاف النفوس لرمي الأنقاض والطمم فيها.
وقال الناشط أكرم الرواشدة أن كميات مخلفات البناء ومزارع الدواجن كبيرة جدا، ومن غير المقبول أن يتم التخلص منها في الغابات وبجانب الشوارع مباشرة، سيما وأن هذه الغابات الطبيعية هي من نهضت بمحافظة جرش سياحيا منذ عشرات السنين، وهي من أهم عوامل الجذب السياحي في المحافظة.
واوضح الرواشدة أن حملات النظافة تنفذ باستمرار وعلى مدار الساعة حتى تبقي هذه الغابات جاهزة لإستقبال الزوار، ولكن كميات الإنقاض الكبيرة جدا لا يمكن إزالتها يدويا، مؤكدا ضرورة محاسبة كل من يقوم بالتخلص منها بهذه الطريقة.
ويعتقد الرواشدة أن حملات النظافة يجب أن يتم تطويرها وتحديثها، بحيث تشارك فيها جميع الجهات المعنية وتزويد المشاركين بآليات ومعدات مناسبة، تمكنهم من التخلص من هذه الأطنان من الانقاض بطريقة صحية وآمنة.
بدورها قالت رئيسة جمعية دبين للتنمية ومنسقة تحالف الجمعيات من أجل الغابات هلا مراد، أن هذه الأطنان من الطمم وحجارة البناء قادرة على قتل الأشجار وتدمير شجر يحتاج إلى مئات السنوات، حتى يصبح بهذا الحجم وهذه الكثافة، وهو نوع من أنواع الإعتداء على الثروة الحرجية، ولا يقل خطورة عن الحرائق المفعلة أو الإعتداء على الثروة الحرجية بتقطيعها.
وبينت مراد ان وزارة الزراعة يجب عليها أن تزيد عدد طوافي الحراج، ومنع السيارات الكبيرة من الدخول للغابات وخاصة في ساعات متأخرة من الليل، سيما وأن الطرق ضيقة والغابات سلسلة متشابكة.
بدوره قال الناشط خلدون عتمة وهو رئيس منتدى جبل العتمات، أن الغابات هي ثروة محافظة جرش وهي غطاؤها النباتي النقي والصحي، وهي مقصد الزوار من مختلف  دول العام، وطريق لمئات المسارات السياحية، مؤكدا ضرورة أن يتم تفعيل كافة القوانين والأنظمة التي تحميها من العبث بمختلف أشكاله.
وأكد أن مشاهد الطمم والمخلفات في مواقع متعددة في غابات جرش أصبحت متكررة في ظاهرة غريبة، على الرغم من حملات النظافة شبه اليومية، التي تنفذ في مناطق واسعة، ومن الأولى أن يكون كل زائر وكل مواطن هو حارس لهذه الغابات ويعمل على تنظيفها حتى تبقى هذه المواقع جاهزة لاستقبال الزوار على مدار الساعة.
بدوره قال رئيس قسم الإعلام في بلدية المعراض المهندس مظهر الرماضنة، إن البلدية تتابع المواقع التي يتم رمي الطمم فيها، وخاصة المقاصد السياحية، مشيرا إلى انها تقوم على الفور بالكشف الحسي، وإزالة الطمم باستخدام الآليات وكوادر البلدية على الرغم من ضعف الإمكانيات.
وأكد أن هذه المواقع سياحية وجاذبة للزوار على مدار العام، ولا يمكن التغاضي عن هذه المخلفات يوتم إزالتها على الفور .
وناشد الرماضنة المواطنين بضرورة التبليغ عن أي مركبة تقوم برمي الطمم داخل الغابات ليتم محاسبتهم وتحويلهم للحاكم الإداري مباشرة،  سيما وأن مواقع متعددة في الغابات تتحول تدريجيا إلى مكبات لأطنان من الطمم والأنقاض وخاصة مخلفات البناء.
إلى ذلك قال مصدر مطلع في زراعة جرش إن حملات جمع النفايات من الغابات حملات مستمرة وعلى مدار الساعة بمشاركة كافة الجهات المعنية، مؤكدا ان القاء الإنقاض والطمم في الغابات غير مسموح ولا بأي شكل من الاشكال، للحفاظ على الثروة الحرجية. واكد انه يتم متابعة كل معتد على الغابات بهذه الطريقة وملاحقته قانونيا.