جرش: مشاريع أسر منتجة شبه متوقفة لغياب المهرجانات والسياح

صابرين الطعيمات

جرش– تتعرض مشاريع الأسر المنتجة وذات الدخل المحدود، لخسائر فادحة جعل معظمها شبه متوقف، بعد تكدس المنتوجات وتوقف التسويق، لوقف السياحة الخارجية والمهرجانات والمعارض والأسواق الشعبية ومختلف الفعاليات الثقافية والفنية التي كانت تتميز بها محافظة جرش ومنع التجمعات ضمن إجراءات مكافحة وباء كورونا.اضافة اعلان
وأكد أصحاب هذه المشاريع، أنهم كانوا يعتمدون على المهرجانات والمعارض والسياح المتوقف وصولهم حاليا، في تسويق منتوجاتهم الغذائية التي تميزت بها محافظة جرش ويقصدها الزوار من مختلف محافظات المملكة، والتي تحمل طابعا تراثيا وتاريخيا وأثريا.
وقالت فاطمة الحراحشة وهي تدير مشروعا إنتاجيا زراعيا لإنتاج مواد غذائية طبيعية، مثل الأعشاب الطبية والبهارات والألبان، ان مشروعها شبه متوقف حاليا، مشيرة إلى أنه ينتج كميات قليلة مقارنة بحجم الإنتاج والتسويق قبل جائحة كورونا.
وأكدت أن الجائحة تسببت في وقف الحركة السياحية ووقف المهرجانات والأسواق الشعبية والمعارض، التي كانت تعد أهم بوابات تسويق للمنتوجات الجرشية، فضلا عن المهرجانات التي كان يقصدها الزوار من كل صوب وحدب للتسوق من منتوجات محافظة جرش ذات الجودة العالية في مختلف المواسم، وأهمها زيت الزيتون والألبان والأجبان والأعشاب الطبية والبهارات التي تصنع يدويا مثل الزعتر والسماق البلدي والشطة. وقال الفنان غسان العياصرة، إن المنتج الفني، من لوحات والرسم بواسطة الرمل والحفر على الخشب وصناعة الصلصال وغيرها من أنواع الفنون، التي تحمل رسالة وثقافة جرشية، كان يلقى رواجا متميزا في محافظة جرش من خلال المهرجانات والمعارض، بيد انه توقف إنتاجه حاليا بسبب ظروف الجائحة.
وأكد أن المئات من العائلات تعتمد على هذه المشاريع في مصادر دخلها، والتي منها ما هو متوارث من الأجداد ويحمل تاريخا وحضارة، كصناعة الفنون والمطرزات والتحف الفنية والرمل التي تميزت بها محافظة جرش، وكانت تسوق بشكل كبير لزوار المدينة الأثرية.
وبين العياصرة، ان فرص التسويق من مهرجانات وكان عددها 5 مهرجانات سنويا ومعارض وأسواق شعبية وورشات عمل، والتي كانت تعرض وتسوق للمنتوجات الجرشية، جميعها متوقفة حاليا بسبب ظروف الجائحة وتوقف الحركة السياحية.
بدوره قال رئيس جميعة الحرفيين في جرش صلاح العياصرة، إن الأعمال الحرفية والمهنية والتراثية، التي كانت تسوق في مهرجانات جرش وأسواقها الشعبية متوقفة بشكل كامل لعدم توفر أي أسواق أو أي بدائل لها، مشيرا إلى أن البديل الوحيد المتوفر حاليا، هو السوق الحرفي، فيما الحركة السياحية عليه شبه متوقفة والمحال معظمها مغلق بسبب ظروف الجائحة.
وأوضح ان المشاريع المنتجة شبه متوقفة لتوقف تسويقها حاليا، وهي مشاريع تعيل أسرا ذات الدخل المحدود، لا سيما وأن ظروف الجائحة أوقفت كافة البرامج والنوافذ التسويقية، خاصة السوق الحرفي الذي كان يعرض المنتوجات الجرشية بامتياز، ويضم مهنا متوارثة تاريخية وحضارية مميزة مهددة بالاندثار بسبب توقف تسويقها.
ويعتقد العياصرة، أن الوضع الوبائي يزداد سواء في الأردن أسوة بباقي دول العالم، وهذا يزيد من الإحباط والخسائر التي تتعرض لها المشاريع، ويهدد استمراره هذه المشاريع التي لا تتمكن من تغطية تكاليف العمل فيها.
إلى ذلك قال رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في جرش محمود الحراحشة، إن العديد من المشاريع متوقفة حاليا مثل صناعة الملبوسات التاريخية والتراثية والرمل والأعمال الفنية والصابون ومنتوجات العناية بالبشرة والشعر والمطرزات وتهديب الشماغ الأردني، لعدم توفر أي نوافذ تسويقية، مشيرا إلى ان بعض هذه المشاريع يعمل بأقل طاقة إنتاجية ممكنة، وهي تسوق حاليا في إطار ضيق محدود داخل الأحياء السكنية بعدما كانت عناصر مهمة وحيوية في المهرجانات والمعارض والأسواق الشعبية. وأكد أن الجمعيات الخيرية والجهات الداعمة، التي كانت تعمل في مساعدة الأسر ذات الدخل المحدود وتوفير مصادر رزق إضافية لها، ترتبت عليهم أقساط والتزامات لا يمكن إيفاؤها مع هذه الظروف، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية للمواطنين متردية وتغيرت أولوياتها واحتياجاتها في ظل ظروف الجائحة.