جرش: مشاريع سياحية ومواقع أثرية بلا صيانة

صابرين الطعيمات

جرش – تتعرض العديد من المشاريع السياحة في ظل ظروف الجائحة، للعبث والتخريب، مما جعلها بحاجة إلى صيانة وترميم، بيد ان ذلك يصطدم بتخفيض موازنة المحافظة، الذي انعكس تخفيضا في عدد العمال في مختلف المواقع الاثرية والسياحية كموقع الساحة الهاشمية ومنطقة الجسر الروماني وموقع البركتين الأثري.اضافة اعلان
واكد مواطنون أن هذه المواقع السياحية والتي تعتبر متنفسات طبيعية للمواطنين وممرات رئيسة فيها خاصة في ظروف الجائحة لم تشملها أعمال صيانة وترميم منذ بداية الجائحة مما جعلها عرضها للتخريب وأصبحت بحاجة ماسة للصيانة والترميم.
كما تعاني البيوت التراثية والتاريخية في الوسط التجاري من العبث والإهمال وتأخر مشاريع صيانتها واستثمارها سياحيا، مما حولها إلى مكاره صحية وبؤر للعابثين على الرغم من أهميتها السياحية والتراثية ودورها في مشروع دمج المدينة الاثرية بالحضرية.
ويشكو مواطنون من سوء أوضاع الدرج على الجسر الروماني وطبيعة الحجارة الملساء، التي رصفت بها أرضية الجسر، والتي تسببت بحوادث سقوط للمواطنين، فضلا عن الحواجز الحديدية التي استخدمت بسماكة وجودة عادية ولا تتناسب مع موقع الجسر الروماني وفق المواطن مصطفى ابو العدس.
وقال إن الجسر ما يزال بدون إضاءة وهو الجسر الذي يربط المدينة الأثرية بالحضرية، ويمر بها آلاف المواطنين والزوار يوميا، مشيرا الى ان حجارته غير مناسبة لسير المواطنين عليه، ما تسبب لهم بحوادث سقوط.
وأضاف أبو العدس، أن موقع الساحة الهاشمية بحاجة إلى صيانة وتنظيم، وخاصة صيانة اعمال الكهرباء في الموقع والإنارة، لاسيما وان الساحة تعتبر من المتنفسات القليلة المتوفرة لأهالي المحافظة، لكنها تتعرض للعبث فيها بشكل مستمر من قبل بعض المستهترين.
بدوره قال الناشط أكرم الرواشدة، ان مدينة جرش الأثرية يجب أن تكون ضمن اي برنامج سياحي على مستوى المملكة، بهدف تنشيط الحركة السياحية فيها والتي تعتمد على عمل مئات من الاسر الجرشية، مشيرا الى ان تنشيطها يعني بالضرورة توفير مصادر دخل لهذه الأسر، وخاصة تجار السوق الحرفي والمطاعم السياحية والمنشآت التي تقدم خدمات سياحية والتي تعطلت بسبب الجائحة.
ويرى أن مدينة جرش الأثرية لا تقل أهمية عن باقي المواقع الأثرية على مستوى العالم، مشيرا الى انها تحتاج إلى تنشيط ودعم مشاريعها وصيانتها وترميمها، وتوفير مخصصات مالية مناسبة، تتناسب مع قيمتها الاثرية حتى يستفيد منها الزوار والمواطنين، وخاصة بعد الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها التجار والمواطنين على حد سواء اثر جائحة كورونا.
بدوره، قال الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، إن المواقع الحيوية في مدينة جرش والتي يستخدمها المواطنون والزوار وهي مشاريع سياحية، تحتاج بشكل سنوي إلى صيانة وترميم ومتابعة، حتى يستفيد منها المواطنون.
وقال ان المواقع السياحية في جرش مثل جسر وادي الذهب والساحة الهاشمية ومواقع التنقيب في الحمامات الشرقية، بحاجة إلى ترميم وصيانة خاصة بعد إهمالها في جائحة كورونا ووقف العمل على صيانتها لقلة المخصصات المالية، لاسيما وأن هذه المواقع فيها بعثات تنقيب وخرجت منها كنوز اثرية كبيرة ويجب الاهتمام بها بشكل أكبر.
إلى ذلك، قال رئيس قسم الإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن المشاريع السياحية في مدينة جرش متعددة واهمها الجسر الروماني، الذي يربط المدينة الاثرية بالحضرية، وهو يتعرض للعبث بشكل مستمر ولم تقدم له أي أعمال صيانة منذ سنوات، مشيرا الى انه يعاني من سوء أوضاع الدرج فيه وأرضية الجسر ذات الحجارة الملساء وسوء وعدم إنارته لغاية الآن، فضلا عن العبث بالمواقع بكتابة عبارات غير لائقة عليها ورشها بالدهان وتشويه مظهرها.
وأكد ان موقع الحمامات الشرقية وهو موقع تنقيب البعثة الفرنسية، والتي اخرجت منه كنوزا أثرية خلال السنوات القليلة الماضية، اصبح كذلك بحاجة إلى صيانة وترميم وتطوير للموقع، حتي يسهل العمل فيه بعد السماح بدخول فرق التنقيب إلى الموقع في الشهور المقبلة.
وأوضح البنا أن المشاريع السياحية من إختصاص وزارة السياحة والأثار، ولا يسمح للبلدية التدخل فيها أو العمل على صيانتها وتطويرها وتحديثها مهما كلف الأمر.
وأكد ان بلدية جرش الكبرى وقعت يوم اولا من أمس اتفاقية ضمن برنامج منحة المشاريع الابتكارية، وهو برنامج الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي لصيانة وترميم واستثمار بيت حسن الكايد وهو أحد أكبر واهم البيوت التراثية في جرش.
وقال ان قيمة التمويل للمشروع لا تقل عن 333 ألف دينار، مشيرا الى انه سيتم طرح العطاء على أحد المستثمرين من أبناء محافظة جرش لغاية استثمار البيت والحفاظ على إرثة وتاريخه المهم وتوفير فرص عمل كذلك لأبناء المحافظة.
وبين أن بلدية جرش الكبرى نسبت خلال مشروع السياحة الثالث في جرش العام 2007 بضرورة تأهيل 7 بيوت تراثية، ولكن لم يتم الموافقة على تأهيلها، في وقت أن أصحابها غير قادرين وغير مؤهلين للتعامل مع القيمة التراثية لهذه البيوت والحفاظ على إرثها التاريخي أو استثمارها سياحيا.
وقال ان بعضهم غير مدرك لأهمية هذه البيوت التاريخية والتراثية، خاصة وأنها بحاجة إلى دراسات جدوى وتصاميم ومبالغ مالية لاستثمارها سياحيا وإخراجها بطابع يجذب السياح ويدخلها في المسار السياحي.
ويعتقد البنا، أن عشرات من البيوت التراثية في جرش، تحولت إلى مواقع مهجورة ومكبات للنفايات، وتعاني من درجة كبيرة من الإهمال، مشيرا إلى وجود عشر بيوت في الوسط التجاري، بالإضافة الى البيت العثماني داخل الموقع الأثري، فيما السوق العتيق يضم زهاء 27 بيتا تراثيا قديما.
ويرى البنا، أن مدينة جرش تزخر بالآثار والبيوت التراثية القديمة، والتي صنفت من قبل وزارة السياحة والآثار كبيوت تراثية قديمة جدا بسبب تشييدها قبل مئات السنين.
وأضاف أن بلدية جرش تقوم بشكل دوري على تنظيف هذه المنازل وجمع النفايات منها وتنظيفها، لحين عمل دراسات عليها واستثمارها سياحيا.
إلى ذلك أكد مصدر مطلع في آثار جرش أن موازنة الآثار والسياحة من مخصصات مجلس المحافظة لا تتجاوز الـ400 ألف دينار هذا العام، وهي بالكاد تغطي جزءا من حاجة هذه القطاعات السياحية المهمة في محافظة جرش تحديدا.
وقال المصدر ذاته، إن المشروع السياحي على الجسر الروماني والساحة الهاشمية ستتم دراسة المشاكل التي يسببها، والتنسيق مع دائرة الآثار العامة وصيانته، والعمل فيه ضمن الإمكانيات المتوفرة حاليا.