جرش: معاصر تشترط الأجرة نقدا.. ومزارعون لا يتمكنون من العصر

صابرين الطعيمات

جرش – يحول اصرار معاصر في جرش على تقاضي أجرة مالية مقابل العصر وليس كميات من الزيت كما كان معمول بها سابقا، دون تمكن العديد من المزارعين من عصر ثمارهم ما يمكن ان يعرضها للتلف وتراجع جودتها.اضافة اعلان
وغيرت الكثير من المعاصر أسلوب تقاضيها لأجرة العصر بسبب تكدس أطنان من صفائح الزيت في مخازنها منذ الموسم الماضي والذي لم تتمكن فيه المعاصر من تسويقه نتيجة تداعيات جائحة كورونا من حظر تجول وتراجع للأوضاع المعيشية للمواطنين.
وأكد مزارعون أنهم غير قادرين على تحمل تكاليف العصر الباهظة، مشيرين إلى أن تأخر الثمار بدون عصر يسبب تلفها وخسارتها ولا بديل لهم سوى استمرار البحث عن معاصر بعيدة عن مناطقهم في محافظة جرش، علهم يجدون ضالتهم بمعصرة تتقاضى أجرة بكمية محددة من الزيت المنتج، وهم بذلك يتحملون تكاليف نقل مضاعفة في رحلة البحث عن المعصرة المنشودة.
وقال مزارعون انهم اعتادوا على أخذ كمية من الزيت المنتج بدل العصر، مشيرين الى انه يتم تحديد كمية الزيت بناء على كمية الزيتون التي تم عصرها وثمن الزيت في الوقت الحالي، وهو ما كان يمنح المزارعين الذين لا يمتلكون اثمان العصر فرصة لعصر زيتونهم، لا سيما وان أغلبية المزارعين تتراكم عليهم الديون وهم غير قادرين على دفع أجور العصر مباشرة قبل بيع الزيت.
وأوضح المزارع محمود الريموني، أن مزارعي محافظة جرش اعتادوا على دفع أجور عصر الزيتون بما يسمى " الرد"، وهو كمية من الزيت تأخذها المعصرة بدل أجرة عصر الزيتون، ويتم تحديدها وفقا لكمية الزيتون التي تم عصرها واثمان الزيت في السوق.
وأضاف ان تكدس الزيت العام الماضي وعدم بيع كميات كبيرة منه في المعاصر ولدى المزارعين، استدعى من المعاصر أخذ أجرة عصر الزيتون بشكل نقدي قبل العصر من قبل المزارعين، لتجنب تكدس زيت الزيتون في المعاصر كما حصل العام الماضي، خاصة وأن المملكة تمر هذا الموسم بذات الظروف التي سادت في الموسم الماضي من تراجع للأوضاع الاقتصادية سوءا للمستهلكين أو للمزارعين.
وبين المزارع عبدالله العياصرة، أنه زار 4 معاصر زيتون، ورفضت عصر الزيتون مقابل الحصول على أجرة من الزيت.
وأضاف أن المزارعين يمرون بضائقة مالية ويتحملون تكاليف النقل وأجرة العمال والحراثة والتسميد والتقليم للأراضي الزراعية، مشيرا إلى أن تكاليف العصر مكلفة مقارنة مع أوضاع المزارعين ولا تقل 8 دنانير على "الشوال" الواحد والذي يحتوي على 50 كغم من ثمار الزيتون.
وبين ان بعض المزارعين يحتاجون تكاليف عصر تصل إلى مئات الدنانير وهي مبالغ طائلة بالنسبة لهم حاليا في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية المتردية للمواطنين وغير متوفرة حاليا.
وبين العياصرة أن المزارعين ما زالوا يعانون من سوء تسويق زيت الموسم الماضي، بسبب تداعيات جائحة كورونا والتي ابقت كميات كبيرة مكدسة في مستودعاتهم، رغم بدء الموسم الجديد بكميات مناسبة وجودة عالية وأسعار لا تتجاوز 80 دينارا للصفيحة الواحدة.
وأكد المزارع بسام العتوم، أن تسويق زيت الزيتون وثمار الزيتون التي تستخدم بالتخليل كانت تباع في عطلة نهاية الأسبوع ويوم الجمعة تحديدا، لكن وبسبب الحظر الشامل نهاية الأسبوع تراجع تسويق زيت الزيتون بشكل كبير، خاصة سكان المحافظات القريبة، الذين كانوا يقصدون محافظة جرش لشراء الزيت والزيتون والذي يتميز بجودة عالية ومواصفات غذائية قيمة.
بدوره قال مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة، إن حجم الإنتاج من مادة زيت الزيتون هذا الموسم سيكون بنسبة أقل من العام الماضي بسبب الطبيعة الزراعية لأشجار الزيتون بما يسمى بالمعاومة، متوقعا ان لا تتجاوز كمية الإنتاج 1500 طن في حين بلغت كمية الإنتاج العام الماضي 2400 طن.
وأكد العياصرة، ان الأصل في المعاصر الحصول على أجرتهم نقدا قبل بدء عملية العصر، ولكن جرت العادة منذ سنوات وتخفيفا على المزارعين بأخذ زيت بدل أجرة العصر، وحتى تتمكن المعاصر من توفير كميات من زيت الزيتون وبيعها مباشرة للمواطنين وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع.
واشار الى أن الحظر الشامل نهاية الأسبوع تسبب في تراجع نسبة التسويق رغم ان الثمار في محافظة جرش ذات مواصفات عالية وجودة متميزة.
وقال العياصرة، أن أسعار زيت الزيتون مناسبة مقارنة مع أسعار الزيت في الدول المجاورة والمنتجة لمادة زيت الزيتون، مشيرا الى انها لا تغطي تكاليف الإنتاج الباهظة من أجور عمال وتحميل وعصر وعناية سنوية بالشجر.
وناشد العياصرة المزارعين، ضرورة تغيير الصورة النمطية عن تسويق زيت الزيتون وتغيير نظام تعبئة الزيت وطرق استخدامه، وإنشاء مصنع صابون يقوم بتحويل مادة الزيت إلى مواد صناعية طبيعية كأحد طرق التسويق.