صابرين الطعيمات
وفرت الحركة السياحية النشطة وغير المتوقعة التي يشهدها الموقع الأثري بمدينة جرش خلال هذه الفترة، مئات من فرص العمل لشبان متعطلين، بعد الطلب المتزايد على الأيدي العاملة في السوق الحرفي والمطاعم السياحية، إضافة إلى افتتاح أكشاك وبسطات لبيع مختلف المنتجات الجرشية في الممرات السياحية.
وتعلن المنشآت السياحة التي تشهد نشاطا في عملها، عن حاجتها للأيدي العاملة بشكل شبه يومي، بهدف الحفاظ على ديمومة عملها ومستوى الخدمات السياحية التي تقدمها لمرتاديها في ذروة الموسم السياحي.
وقال رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة إن المحال التجارية في السوق الحرفي وعددها 48 محلا، تحتاج في هذه الفترة لأيدي عاملة من أجل مواكبة النشاط السياحي المتزايد، فيما كانت في أوقات سابقة لا تحتاج سوى لأصحابها نتيجة ضعف الحركة.
وقدر عدد الأيدي العاملة التي تحتاجها هذه المحال بـ “المئات”، لاسيما وأن السوق يشهد نشاطا طيلة أيام الأسبوع والحركة السياحية في ذروتها ويحتاج كل محل تجاري إلى قرابة 3 عمال وأكثر.
وأوضح أن الحركة السياحية النشطة التي يشهدها الموقع الأثري تحديدا هذه الفترة ولا يقل عدد الزوار عن 2000 زائر يوميا ويرتفع العدد إلى 3000 زائر مع عطلة نهاية الأسبوع، لم تكن متوقعة أصلا، خاصة وأن الحركة كانت متواضعة خلال آخر 3 سنوات، إلا أن الموسم السياحي الحالي من أنشط المواسم منذ عشرات السنين وأغلب الزوار من الدول الأوروبية والحركة الشرائية جيدة كون السوق الحرفي أول المحطات التي ينزل بها السياح قبل البدء بجولة المدينة الأثرية.
وقال العياصرة إن الحركة السياحية وفرت فرص عمل في المحال التجارية في السوق الحرفي وفرص عمل أخرى في المنشآت السياحية كالمطاعم والمقاهي والأكشاك ومحطات الوقود، فضلا عن برامج عمل كاملة للأدلاء السياحيين وعددهم 55 دليلا سياحيا في جرش ومن المتوقع ان يستمر عملهم حتى بداية العام المقبل، ليبدأ بعدها مباشرة مواسم سياحية جديدة.
ويرى خبراء سياحيون أن النشاط السياحي غير المسبوق الذي تشهده مدينة جرش الأثرية يستوجب تنظيم العمل السياحي وتوسيع فرص العمل من خلال تطوير المهارات السياحية ودمج المجتمعي الجرشي بقطاع السياحة عبر مشاريع تفتقدها المدينة وأهمها فندق سياحي أو شاليهات للمبيت توفر فرص عمل وتطيل مدة إقامة الزائر في جرش.
وقال عضو مجلس محافظة جرش والخبير السياحي الدكتور يوسف زريقات إن النشاط السياحي مستمر في محافظة جرش بشكل خاص وفق المكاتب السياحية كون الأردن من أهم المدن السياحية على مستوى العالم وفيها ميزات سياحية، داعيا إلى ضرورة أن تستثمر الجهات المعنية هذه الخصائص من خلال إنشاء مشاريع سياحية في محافظة جرش كإقامة فندق سياحي وشاليهات بيئية سياحية تساهم في إطالة مدة إقامة الزائر في محافظة جرش وتوفر فرص عمل لأبناء المنطقة، فضلا عن ضرورة إضافة مواقع سياحية جديدة على الخريطة السياحية وتوسعة الممرات السياحية، كون مدينة جرش فيها مئات من المواقع السياحية التي ما زالت مهمشة وغير مستثمرة نهائيا.
ويرى أن النشاط في الحركة السياحية يجب ان ينعكس على المحافظة وسكانها، خاصة وأن فرص العمل في المجال السياحي ما تزال محدودة ومتواضعة مقارنة مع الحركة السياحية النشطة وحاجة المحافظة لمشاريع سياحية متطورة وحديثة، للحفاظ على ديمومة هذا النشاط أو إعلان المحافظة كإقليم سياحي أسوة بالمناطق الاثرية التي لا تقل أهمية عن مدينة جرش الأثرية.
يقول صاحب أحد المطاعم السياحية في جرش ياسر شعبان، إن نشاط الحركة السياحية وتخفيف إجراءات مكافحة الوباء يتطلب زيادة القدرة العمالية في المطاعم السياحية وزيادة ساعات العمل وكميات الإنتاج لإستثمار النشاط السياحي في تعويض جزء من خسائرهم في جائحة كورونا.
وأضاف أن المطاعم السياحية تعلن يوميا عن حاجتها للأيدي العاملة ولكن المشكلة في تدريب العمالة المتقدمة لشغل الوظائف، كون أغلب الشبان المتقدمين غير مؤهلين وغير متدربين للعمل في المنشآت السياحية.
واعتبر ان العمالة الجديدة تحتاج إلى تدريب وتأهيل، ما يضطر أصحاب العمل إلى تدريب العمالة وتأهيلها وزيادة ساعات العمل وطلب عمال من محافظات أخرى لحين إنهاء طلاب وزارة السياحة برامج التدريب في مؤسسة التدريب المهني.
وأضاف شعبان أن المطاعم السياحية تعمل حاليا بكامل طاقتها الإنتاجية لتغطية حاجة الزوار من سياح وعرب، فضلا عن إقامة مختلف الفعاليات كذلك في المطاعم السياحية، ما يخرج هذه المطاعم إلى مرحلة التعافي ويغطي جزءا من نفقاتها.
إلى ذلك، بلغت الحركة السياحية في موقع جرش الأثري ذروتها بعدد زوار يومي يقدر بنحو 2000 زائر يوميا، في وقت تشير فيه التوقعات وبناء على حجوزات المكاتب السياحية بان تواصل الحركة نشاطها حتى منتصف الشهر المقبل كانون الأول (ديسمبر).
وقال مدير سياحة جرش فراس الخطاطبة إن عدد الزوار اليومي يتجاوز 2000 زائر يوميا، وهذه الفترة تعد ذروة نشاط الموسم السياحي، والتي بدأت منذ عدة أسابيع وسوف تستمر حتى منتصف الشهر المقبل.
اضافة اعلان
