جرش: موقع مشروع المدينة الصناعية يحتوي كهوفا وحجارة أثرية

صابرين الطعيمات

جرش – دعا رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة إلى تحويل موقع المدينة الصناعية في منطقة الرياشي إلى شاليهات واستراحات سياحية، منتقدا توقف طرح عطاءات المشروع منذ شهور ومواجهة المشروع، بسبب عوائق مالية كبيرة ووقف الموازنة المالية للمشروع نهائيا.اضافة اعلان
وقال قوقزة، إن الأعمال في الموقع تقتصر حاليا على بنية تحتية متواضعة مطروحة للعطاء منذ سنوات، منها أسوار خارجية وبوابة للمدخل الرئيسي ومكاتب وشبكة الصرف الصحي، وغيرها من البنى التحيتة للمشروع، مشيرا إلى أن الموقع يحتوي اصلا على كهوف أثرية وحجارة تتناسب مع الطبيعة السياحية للمنطقة، ولا يصلح أن يكون مدينة صناعية.
وأكد أن المدينة الصناعية يجب أن تكون في موقع المدينة الحرفية، التي تعمل حاليا وهو موقع بديل مناسب مخدوم ولا يحتاج إلى تكاليف مالية باهظة كالموقع الحالي، خاصة وأن المنطقة التي يتم فيها العمل حاليا كموقع للمدينة الصناعية وقريبة من بلدة الكفير ذات طبيعة خلابة وفيها كهوف وحجارة أثرية، وقد تكون ذات جدوى سياحية أكثر من الجدوى الصناعية لذات الموقع الذي يصلح أن يكون منتجا سياحيا.
وقال قوقزة إن مشروع المدينة الصناعية من أكبر المشاريع التي ستعمل على توفير فرص عمل، غير أن المشروع يفتقر للتخطيط السليم، من حيث اختيار الموقع والذي اختارته لجنة ممثلة من مختلف الأطياف، إذ إن المنطقة تفتقر للبنية التحتية، التي تتناسب مع هذا المشروع الكبير، كشبكة طرق ومحطات تصريف للمياه وشبكة كهرباء ومياه، مشيرا إلى أن هذه البنية التحتية تحتاج إلى تكلفة مالية لا تقل عن 7 ملايين ونصف المليون.
وبين قوقزة أن المشروع يحتاج إلى أكثر من 8 ملايين دينار لغاية إيصال التيار الكهربائي وبناء شبكة لإعادة تدوير المياه فيها وتجهيز شبكة طرق فضلا عن تكلفة المباني التي لن تقل عن 7 ملايين دينار تقريبا، مشيرا إلى أن ما أنجز من المشروع لغاية الآن هو تجريف الأرض وعمل بنية تحتية بسيطة ومتواضعة، مقارنة مع حجم المشروع وهذه الأعمال أنجزت في 4 سنوات.
وقال إن سير العمل في الموقع بطيء ولم تطرح أي عطاءات جديدة للأبنية ولا للبنية التحتية، بعد آخر زيارة من الفريق الاقتصادي للمشروع وتفقدهم سير العمل فيه.
ويرى قوقزة، انه من الأولى أن ينقل المشروع إلى المدينة الحرفية في جرش والمجهزة فعليا ومخدومة بالكهرباء والماء، وتقع في موقع استراتيجي، مشيرا إلى أن كل ما يلزمها هو التوسعة والتطوير لاستيعاب مشروع ضخم كمشروع المدينة الصناعية، ما سيوفر ملايين الدنانير من تكلفة المشروع، التي ستتحملها موازنة الدولة.
واوضح قوقزة أن المنطقة التي اختيرت لإقامة المدينة الصناعية فيها، هي منطقة سياحية وحرجية وفيها آثار وكهوف قديمة جدا، ومن الأجدى أن يقام فيها منتجعات سياحية وحدائق ومنتزهات عامة لسكان شرق جرش.
وقال قوقزة إن محافظة جرش تضم عددا من المهن والحرف والمشاريع التنموية، التي يمكن استغلالها للعمل في المدينة الصناعية، عدا عن أن المشاريع الصناعية تُدخل شركاء استراتيجيين من القطاع الخاص، وهذا يحسن من مستوى الإنتاج وكفاءة العمال ونشاطهم، ويزيد من الحوافز التي تشجع أبناء جرش للعمل فيها.
واوضح أن البلدية ستستفيد منها في التراخيص والتصاريح والرسوم والتنظيم، سيما وأنها ستقام على أراضيها.
ويتوقع قوقزة أن يوفر مشروع المدينة الصناعية في حال إنجازه ما يقارب 4000 فرصة عمل لأبناء المحافظة، ما ستقضي على مشكلتي الفقر والبطالة بنسبة تزيد على 50 %، فضلا عن أنها ستكون نقطة جذب استثماري لكافة الصناعات.
وأوضح قوقزة أن ما يميز المدينة الصناعية في محافظة جرش، هو أن جميع المصانع التي سيتم تنفيذها يجب أن تكون ضمن شروط ومواصفات فنية وهندسية معينة، لتكون مصانع صديقة للبيئة ولا تنعكس سلبا على البيئة المحيطة في المحافظة السياحية.
إلى ذلك يتمنى أهالي بلدة الكفير والقرى المجاورة للمشروع، أن تقام المدينة الصناعية في نفس الموقع، بغض النظر عن الظروف المالية المتعسرة التي تحيط بالمشروع، لاسيما وان المشروع سيحيي المنطقة اقتصاديا واجتماعيا على حد تعبيرهم وفق رئيس مجلس محلي الكفير فراس الدلابيح.
وأوضح الدلابيح، أن أهالي محافظة جرش ينتظرون بفارغ الصبر مشروع المدينة الصناعية، الذي تم الموافقة على إقامته في جرش بمكرمة ملكية سامية قبل نحو 4 سنوات، والتي من المتوقع أن توفر أكثر من 4000 فرصة عمل لأبناء جرش، رغم بطء سير العمل في المشروع والتأخر في طرح العطاءات بالاضافة إلى عدة عوائق اخرى.
ويعتقد الدلابيح، أن العمل في المشروع يجب أن يكون بوتيرة اسرع، والأهم في المشروع أن يكون صديقا للبيئة ولا يؤثر بيئيا وصحيا واجتماعيا على القرى المجاورة للمشروع.
وقال إنه إذا تم استبدال المشروع بمشروع سياحي ضخم، فهو سيكون بمثابة ميزة استثمارية وسياحية أخرى لسكان المنطقة، سيستفيد منها سكان الكفير والقرى والبلدات المجاورة للمنطقة كذلك.
وقال الناشط علي الخزاعلة، إن وتيرة العمل في المدينة الصناعية بطيئة ولا تتناسب مع حجم المشروع الضخم، مطالبا أن يتم تسريع العمل فيه حتى يساهم في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة في محافظة جرش تحديدا، والتي تتميز بارتفاع نسبتي الفقر والبطالة.
وقال الخزاعلة وهو من سكان بلدة الحازية إن سكان بلدة الكفير والقرى المجاورة لها تتمسك بالمشروع، لما له من عوائد إيجابية لهم سينعكس على تنشيط القرى اقتصاديا وتوفير فرص عمل، وجذب استثمارات كبيرة.
ويرى الخزاعلة أن هذه المكرمة الملكية جاءت بمثابة المنقذ لسكان جرش من البطالة أسوة بباقي المحافظات التي تستفيد من هذه المشاريع، لاسيما وأن عدد المشاريع الاستثمارية في جرش ما يزال متواضعا، مقارنة بالخدمات المتوفرة فيها والطبيعة التي تتميز فيها عن باقي المحافظات الاخرى.
وذكر عدد من المطلعين على مشروع المدينة في تصريحات صحفية، أن ما أنجز منها بعد مضي 4 أعوام هو فقط تجريف الأرض، وعمل بنية تحتية متواضعة مقارنة مع حجم المشروع الذي يقع على مساحة تبلغ 186 دونما بقيمة 7 ملايين دينار .